هل نستطيع التعايش مع الفيروس ما بعد الحجر الصحي؟

- Advertisement -

هل نستطيع التعايش مع الفيروس ما بعد الحجر الصحي؟

سفيان أوشيخ، ممرض في القطاع الخاص

تستمر جائحة كوفيد-19 في الانتشار على المستوى الوطني والدولي رغم الجهود المبذولة من الحكومات وفعاليات المجتمع المدني لكبح هذا الانتشار.، وقد عمد المغرب مؤخرا إلى التمديد الثاني لفترة الطوارئ الصحية بثلاثة أسابيع، هذا التمديد الذي يرى العديد من المتتبعين أنه قد يكون الأخير بالنظر للحاجة لإنعاش الاقتصاد الوطني وهو ما لمسناه في السماح للمقاولات بالاشتغال بعد عيد الفطر في محاولة من الحكومة للتخفيف من قوة الأثر السلبي للجائحة مع تشديدها للإجراءات الوقائية المتعارف عليها

 لكن ماذا لو رُفع الحجر الصحي وللضرورة المعيشية واضطررنا للتعايش مع الفيروس لاسيما أن إنتاج اللقاح الفعال ضده سيأخذ أشهرا لا بأس بها؟ بالفعل يجب علينا كمواطنين وبشكل فردي التحضير لهذه المرحلة المقبلة من الآن، فإن كان اليوم الحجر الصحي ما جنب المغرب الكارثة، فالغد القريب سيكون المغاربة هم العامل الأساسي لاستمرار هذا النجاح، فهناك عدة أمور يجب الاهتمام بها في المستقبل أولها توعية من لم يع بعد لا أقول خطورة المرض فقط بل لا يعلم بعد طرق الوقاية ويستهين بالإجراءات المتبعة الموصى بها، فالمغرب إن رفع الحجر الصحي على المواطنين فهذا لا يعني أن يعود المواطن بشكل سريع لحياته السابقة، بل يجب أن يستمر الحجر بمبدأ التباعد الاجتماعي بشكل طوعي من المغاربة وعليهم أن يحافظوا على قاعدة الخروج للضرورة القصوى حتى ولو لم تكن الرقابة الأمنية، إذ أنها الوسيلة الأساسية للوقاية من الفيروس. صحيح أن الحكومة مطالبة بمجهود أكثر من الذي سجل لحدود الساعة كإنشاء مستشفيات ميدانية أخرى مجهزة بالكامل، كذا الرفع من عدد الاختبارات باستهداف مثلا كل المقاولات التي تشتغل والطلبة الذين سوف سيجتازون امتحانات البكالوريا أو الممتحنين في شهر شتنبر المقبل، لا ننسى أن تشمل الاختبارات ذوي الأمراض المزمنة وهنا يمكن الاستعانة بالمراكز الصحية بالتدرج وبمراعاة الأحياء التي تسجل أكبر عدد من الإصابة لحصر عدد المخالطين بسرعة، الاعتماد على تقنية الاختبار العشوائي للبقالين، الجزارين، وكل التجار الصغار والذين يتعاملون مع أكبر عدد مع المواطنين من خلال معاملتهم.

 نشر ثقافة أن الفرد مريض حتى يثبت العكس، و الأهم توعية الأشخاص الذين كانت نتائجهم سلبية أن الأمر لا يعني أنهم بمنأى عن الجائحة. الخروج من أجل العمل أو التبضع أو اي ضرورة حينها لن يكون مختلف على الذي نعيشه الآن، بل سيعرف تطورا في أساليب الوقاية ومن خلال مناقشة مع الدكتورة العامة سناء بندادا حول ما هي الإجراءات التي يمكن التشبث بها كأفراد إن أصبحنا نتعايش مع الفيروس شددت الدكتورة على : _غسل اليدين بالماء والصابون عدة مرات في اليوم _استعمال المعقمات الكحولية عند الحاجة مع عدم وجود إمكانية الغسل بالماء والصابون _تفادي ملامسة الأسطح خصوصا في الأماكن التي تعرف توافد الناس _استعمال الكمامة و تغيريها بعد ثلاث إلى أربع ساعات _تجنب المصافحة أو السلام بالعناق _احترام مسافة الأمان بين الأفراد من متر ونصف إلى مترين _نزع الأحذية وتركها في مكان مخصص و معزل عن الغرف بعد تعقيمها وكذا الملابس بعد الدخول الي البيت _تجنب التوتر والضغط النفسي _عدم لمس العينين، الأنف والفم بشكل أساسي _اتباع نظام صحي يعتمد على أكل صحي وساعات النوم الكافية إلى جانب ممارسة الرياضة و شرب الماء ، ما من شأنه تقوية الجهاز المناعي لدى الفرد

 أما بخصوص أزمة الموارد البشرية لوزارة الصحة التي تشكل تحد حقيقي، صرحت خديجة مهد وهي ممرضة متدربة في سنتها الأخيرة بالقطاع الخاص أنها هي والعديد من زملائها رهن إشارة الدولة من أجل دعم جهود المبذولة من طرف العاملين بالوزارة، بحيث أن ممرضي القطاع الخاص يخضعون لفترات تدريب بالقطاع العام في مختلف المصالح مما اكسبهم المعرفة الأساسية بطرق العمل تحت تصرف الممرضين المداومين حاليا للمساعدة وسد الخصاص المؤقت في هذا الباب. ونشير إلى أنه دائما كان للمتدربين دور فعال في المساهمة في خدمة الصحة العمومية

ختاما يجب الإشارة إلى أن الحرب على هذه الجائحة لازلت مستمرة وتحتاج منا النفس الطويل والتقيّد بالتعليمات الصادرة عن وزارة الصحة بشكل صارم كي تمر هذه الحرب دون ضحايا آخرين، العدو لن يفرق بين الصبي والكهل، الكل مهدد والكل معني، والسلوك الفردي هنا حاسم في إعلان المغرب منتصرا كما عهدناه منذ الأزل. الأمر سيصبح بعد أسابيع بيدنا نحن لننحت اسم بلدنا بين الأمم الفائزة على كوفيد-19، وبمشيئة الله نحن على ذلك قادرون.