العمل عن بعد- هل يمكن للعلاقات الصحفية والعلاقات العامة أن تستمر بدون تنظيم تظاهرات؟
بقلم فوزية طالوت المكناسي- مديرة النشر والمديرة العامة لوكالة بريسما
يعاني قطاع العلاقات الصحفية والعامة من تداعيات قوية منذ ظهور كوفيد19 وذلك منذ شهر مارس المنصرم، وقد كنا في وكالة “بريسما” أول العاملين في الميدان الذين نقلنا كل عملنا عبر الانترنيت من خلال العمل من منازلنا.
منذ بداية الجائحة، تواصلنا مع عملائنا الذين تضرروا بشكل أو بآخر ايضا من الازمة، وحاولنا ايجاد طرق جديدة لمواصلة التواصل واعادة تموقع الانشطة، تأجيلها ثم الغاءها لاحقا للبعض منهم، كما ناقشنا بإسهاب مع زميلاتنا وزملاءنا الصحفيات والصحفيون افضل منهجية يمكن اعتمادها، فكل ما كان يمكننا القيام به سابقا وجها لوجه لم يعد ممكنا بالنظر الى إلى الإرشادات الصحية المعمول بها ونتيجة لذلك، تحول بشكل سريع الجانب الاجتماعي لعملنا
ولكن هل هذا جعلنا نتأقلم مع الوضع الجديد؟
بالتأكيد، نحن قادرون على العمل عن بعد، ولقد أثبت لنا ذلك الآن، يمكننا القيام بالكثير من الأشياء، مثل عرض المواضيع، وإرسال الملفات، وإجراء الإحاطات، ومناقشة الاستراتيجيات، وإجراء المقابلات، سواء المكتوبة أو المسجلة، وتوزيع البيانات الصحفية، ولكن أن نجتمع معا في مكتبنا في الوكالة مع أكواب شاي بالنعناع هي فرحة أخرى لا يمكن توفيرها عن بعد.
الدردشة مع أحد الصحفيين حول تحرير مقال ما مع احتساء قهوة، لا يمكن ان نشبهه بمجرد اتصال هاتفي، الحديث مع الزبون وانت تنظر لعينيه وتستبق انتظاراته وتوقعاته، أمر من الصعب تحقيقه عبر غوغل تيم او واتساب.
إذا كانت ملفاتنا توزع وتشارك وكنا على اتصال دائم من خلال منصات التواصل المختلفة عبر الإنترنت، مثل FaceTime حيث يمكن من خلاله أن يتواصل حتى ثمانية أشخاص، يبقى التواصل المباشر والانساني، سواء أحببنا ذلك أم لا، أمرا مهما للغاية.
ولكن في الاخير، نتكيف كثيرا وبسهولة عبر الإنترنت، ولكن ماذا عن هاته الإثارة والمتعة التي نستشعرها ونحن نتواجد في مكان يعج بالناس، محاطون بمن نحبهم وبمن نحترمهم، أولئك الذين نخشاهم والذي يتوجب عليها التعامل معهم؟
الدردشة مع البعض، ومشاركة النظرات المتواطئة مع البعض الاخر، وإعادة ترتيب سؤال ما أو تجنب الوقوع في فخه، وكل ذلك مع ابتسامة أصبحت الآن للأسف مستحيلة بسبب الالتزام بارتداء الكمامة.
العلاقات الصحفية والعامة هي بالأساس مهنة تبعث نشاطا ايجابيا ومرونة تعامل، هاته الكلمة التي اصبحت تتداول كثيرا في كتاباتنا ومبادلاتنا منذ تفشي وباء كوفيد19.
الطبيعة تكره الفراغ، وكما يقولون، في المحنة نعرف الكبار.
إن عملنا، بصفتنا خبراء وصناع علاقات صحفية وعامة، يهدف في جوهره إلى ترك تأثير إيجابي على حياة الناس، لذلك، نحن بحاجة إلى إيجاد حلول سريعة ومستدامة وذكية قادرة على تعويض التواصل البشري. بالتأكيد نحن في نفس القارب، ولا جدوى من القلق، فالحلول سوف تفصح عن نفسها بنفسها وسوف نتكيف معها بكل تأكيد.
مهنتنا سوف تتغير، ولكن ليس هناك شك في أننا سنتطور للأفضل، كما فعلنا سنة 2004، عندما كنا اول من غير وكالة صحفية إلى وكالة علاقات صحفية. وسنة 2009،حينما قررنا نشر المجلة النسائية magfarah.com على الإنترنت بدلا من النسخة الورقية، لتصبح رائدة الصحافة المغربية النسائية الإلكترونية في المغرب.
وها نحن سنة 2020 وبعد 16 عاما من العمل، نخطو نحو عصر علاقات صحفية وعامة جديد، مرحلة لن تحتفظ سوى بالأفضل ونحن كذلك!