الهيدروكسيكلوروكين أو الديكساميثازون ايهما الأنجع لعلاج كوفيد19
مجلة فرح
ستة اشهر مرت الان على بداية مواجهة جائحة كورونا المستجد كوفيد19، وللآن كل الابحاث مازالت تكتشف كل يوم جديد ومازالت التجارب جارية لاكتشاف العلاج الناجع وايضا اللقاح الذي سيواجه هذا الفيروس وتبقى الوقاية في انتظار ذلك افضل اساليب تجنب الاصابة بهذا الفيروس الذي ينتشر بسرعة لسرعة عدواه
وقد قرر المغرب بعد تجرية العلاج بدواء الكلوروكين او الهيدروكسيكلوروكين في ابريل المنصرم تعميم العلاج به لجميع الحالات التي تظهر عليها أعراض فيروس كورونا المستجد الجديد حتى قبل ظهور نتائج التحاليل الطبية.
وكان قد دعا وزير الصحة خالد ايت الطالب، من خلال مذكرة وجهها إلى مديري المراكز الاستشفائية، التي تستقبل المصابين بفيروس كورونا، إلى استعمال دواء “كلوروكين”، لعلاج كل الحالات التي تظهر عليها أعراض الفيروس حتى قبل ظهور نتائج التحليلات الطبية، وذلك لربح الوقت وقبل تفاقم الوضعية الصحية للمصابين. كما حث على استكمال العلاج لمدة 10 أيام بالنسبة للحالات المستقرة، في حالة ظهور نتيجة إيجابية، ثم إجراء اختبار للتأكد من شفاء المصابين، وبالنسبة للحالات التي تكون في وضعية حرجة داخل غرف الإنعاش، حث الوزير على إجراء اختبار في اليوم العاشر، ثم اتباع وصفة علاج أخرى.
الا ان منظمة الصحة عادت لتحذر من استعمال هذا العلاج الخاص بالأساس بعلاج الملاريا، وطلبت تعليق التجارب السريرية لهذا العقار لعلاج كوفيد19 كما ان المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، كان قد اوضح حينها في مؤتمر صحفي عبر الإنترنت، أن هذا القرار يأتي بعد نشر دراسة، في مجلة “ذي لانسيت” الطبية، اعتبرت أن اللجوء إلى الكلوروكين أو مشتقاته مثل هيدروكسي كلوروكين للتصدي لكوفيد-19، ليس فاعلا وقد يكون ضارا بل اكدت ان عقار الملاريا يرتبط بزيادة خطر الوفاة لمرضى فيروس كورونا، الذين تستدعي حالتهم العلاج في المستشفيات
هاته الدراسة وهذا الطلب للتعليق لم يهتم له المغرب الذي ظل يعتمده كبروتوكول علاجي بالأخص مع انخفاض عدد الوفيات وارتفاع حالات الشفاء اذ قال حينها وزير الصحة المغربي ايت الطالب ان “البرتوكول العلاجي المتخذ بالمغرب بدواء الكلوروكين أثبت نجاعته في تعافي الحالات، ولم يكن هناك أي انعكاس صحي ما عدا في حالتين جراء تعاطيهما لأدوية خاصة بأمراض مزمنة واضاف الى أنهم يأخذون العبرة بالنتائج وهي إيجابية من ناحية تقلص عدد الوفيات وحصيلة التعافي وانتشار الفيروس و”نحن مستمرون في استعماله لعلاج المرضى في ظل غياب التلقيح”.
كما ان الباحثة المغربية سارة بلالي التي تعمل ضمن فريق الدكتور “ديديي راوولت” بفرنسا، كانت قد انتقدت الطريقة التي تمت بها الدراسة قائلة: “بالنسبة للدراسة التي نشرتها جريدة The LANCET والتي خلقت جدلا واسعا وأفادت أن الهيدروكسيكلوروكين غير فعال وخطير، فهي دراسة مبنية على ملفات المرضى وليست بدراسة سريرية”.
وأعقبت أن “الدراسة لم تأت بمعلومة جديدة، نحن نعلم أن المرضى في حالات متأخرة من المرض لا يفيد معهم هذا العلاج، لأن المشكل هنا ليس الفيروس ولكن مخلفات العدوى التي سببها الفيروس، فهنا غالب هؤلاء المرضى يدخلون العناية المركزة”
ويعود الجدل مؤخرا ايضا بعودة منظمة الصحة لطلب تعليق بروتوكول الهيدروكسيكلوروكين وفي بيان نشره الدكتور أحمد بن سالم المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية يوم 21 يونيو 2020 قال فيه انه بعد استعراض دراسات الحالات، وتقييم البيانات، وتنقيح التوصيات السابقة فانه تقرر وقف الهيدروكسيكلوروكين في تجربة التضامن السريرية، بناءً على الأدلة التي توضح أنه لا يؤدي إلى خفض الوفيات بين مرضى كوفيد-19 الذين تم إدخالهم إلى المستشفيات. وفي الوقت نفسه، توضح نتائج التجربة السريرية الأولية الواردة من المملكة المتحدة أن الديكساميثازون، وهو أحد الستِيرويداتِ القِشْرِيَّة، يمكن أن ينقذ حياة مرضى كوفيد-19 الذين يعانون من حالة حرجة، بما في ذلك المرضى الذين يتلقون التنفس الصناعي.
الا انه في نفس الوقت اكد ان هذا المرض جديد، وخصائصه فريدة، وبمرور الوقت يتطور الفهم له والبحوث التي تجرى والتوصيات التي توضع بشأن أفضل السُبُل لمكافحة الجائحة.
وفي حين تستمر الابحاث في منظمة الصحة وغيرها وبين الديكساميثازون و الهيدروكسيكلوروكين يبقى خير العلاج الوقاية ومحاولة التعايش مع الوباء مع تجنب العدوى