الدكتورة حنان أتركين- كانت لي تجربة سياسية وحلمي أن أمارس السياسة بعيدا عن التبعية والولاءات وجدي بطل الحرب العالمية الثانية اكثر شخص أثر في

- Advertisement -

الدكتورة حنان أتركين

اخصائية أمراض الجلد والأمراض التناسلية وطب التجميل

المملكة المغربية

تحميل الغلاف

كانت لي تجربة سياسية وحلمي أن أمارس السياسة بعيدا عن التبعية والولاءات وجدي بطل الحرب العالمية الثانية اكثر شخص أثر في

الدكتورة أتركين: هاته نصائحي لعلاج مشاكل البشرة والجلد بسبب الحجر الصحي

حوار مجلة فرح

الدكتورة حنان أتركين، طبيبة مختصة في أمراض الجلد والأمراض التناسلية وطب التجميل، امازيغية من مواليد مدينة أكادير، من عائلة محافظة ترعرعت في كنف العلم والعلماء، وفتحت عينيها على امجاد جدها وبطولاته الحاج احمد أتركين الذي شارك في الحرب العالمية الثانية ووشح بالوسام العلوي المحمدي من قبل المغفور له الملك الراحل محمد الخامس طيب الله ثراه.

اهلا بك دكتورة بين صفحات مجلة فرح،

سمعنا انه كان لحنان، حلما اخر غير ممارسة الطب، كان حلمها وهي المتفوقة دراسيا في جميع مراحلها ان تكون ربانة، لماذا تخلين عن هذا الحلم وكيف تحولت الى مهنة الطب؟

‎اضطررت للتخلي عن حلم طفولتي بعد تخوف محيطي العائلي مما تتكبده سياقة الطائرة من مخاطر، خاصة وأنا الفتاة الصغرى وسط أربع إخوة ذكور .. فاضطررت الى اختيار مجال آخر أقرب الى ميولاتي وانشغالاتي، فوقع الاختيار على دراسة الطب لما يحمله من قيم إنسانية نبيلة أضف الى ذلك كونه مجال خصب للبحث العلمي والتكوين المستمر .. لكن حلمي لازال يرافقني الى يومنا هذا، وأنا بصدد الشروع في دورات تكوينية لتعلم أساسيات الطيران.

وتبقين ربانة، فقد خضت معارك كبيرة لتصبحي ما انت عليه الان، فقد تفوقت دراسيا في جميع مراحل دراسة الطب واجتزت مباراة الداخلية بتفوق وكانت مرحلة صعبة للغاية فهل يمكن ان تخبرينا عنها حتى يتسنى للجميع معرفة ما يقوم به الطبيب الداخلي؟

من أهم المراحل التي عشتها وأفضلها على الإطلاق، فبالرغم من كل الصعوبات تظل مرحلة متميزة وتجربة فريدة من نوعها .. أن تظل في المستشفى لمدة يومين متتاليين وأحيانا أخرى لمدة ثلاث أيام ، ليس أبداً بالأمر الهين .. كان يحدث أن أكون مداومة لمدة اثنتى عشرة ساعة كاملة بقسم المستعجلات ، لألتحق في الغد ومباشرة على الساعة الثامنة صباحًا الى المصلحة الطبية التي عينت بها ، فأبدأ دوامي أيضا بهاته المصلحة لمدة أربعة وعشرين ساعة متتالية دون انقطاع ، وفِي الغد أقوم بعرض خلاصة عن كل الحالات التي تمت معاينتها والإشراف عليها أثناء الدوام على باقي أطباء المصلحة والأساتذة في إطار اجتماع يومي صباحي ، قبل الشروع طبعا في الدوام العادي .. وقد يحدث أن تكون مضطرا لدخول المركب الجراحي لتقديم المساعدة بالرغم من كل ساعات الدوام السابقة .. منطقيا فالعمل طيلة هذا الكم الهائل من الساعات أمر لا إنساني ومجحف ، لكن طموحنا وما كنا نستشعره أنذاك من نشوة أثناء مزاولة أنبل مهنة كان أقوى بكثير من كل تعب وعياء.

لماذا اخترت العمل في القطاع الخاص بمراكش بعد تخصصك في امراض الجلد والامراض التناسلية وطب التجميل؟

‎في الواقع أنا لم أخطط ولم أفكر يوما في الاستقرار في أي مكان بعينه.. فأنا دوما منفتحة على جميع الاحتمالات وإلى يومنا هذا أومن بأن أرض الله واسعة .. ولا أهاب أبدا التغيير، كل ما أعلمه أنني اليوم مستقرة بالمدينة الحمراء ولا نعرف أبدا ما تخبئه لنا الأقدار في المستقبل .. أكيد أنني وقعت في عشق مراكش خاصة وأنني قضيت فيها الكثير ما يقارب ستة عشرة سنة، وللمدينة سحر وجمال خاص لا ينكره أحد

نعلم أن لك ميولا اشتراكية وتتحدثين في السياسة كثيرا، هل كانت لك تجارب سياسية؟

‎عشقت عالم السياسة منذ صغري، نضجت قبل الأوان فكنت أجد متعتي في قراءة الجرائد ومتابعة البرامج السياسية عوضا عن الألعاب الصبيانية.. كبرت في مدرسة اشتراكية والكل يعرف أن مدينة أكادير كانت معقل الاشتراكية والاشتراكيين .. وبالرغم من أن دراسة الطب كانت تستنزف كل وقتي وطاقتي، لكنني كنت دوما مواكبة لما يجري في الساحة السياسية الوطنية والدولية ، فكانت لي تجربة حزبية وكذا تجربة انتخابية في الانتخابات الجماعية الأخيرة .. أطمح الى ممارسة السياسية بشكل مغاير، نظيف وراق بعيدا عن التبعية والولاءات.

نظمت العديد من القوافل الطبية وشاركت في اعمال جمعوية، بالإضافة الى ممارستك الطب وايضا جانبك السياسي، هل يمكننا ان نقول انك ورثت قتاليتك هاته عن جدك الحاج احمد أتركين رحمه الله الذي شارك في الحرب العالمية الثانية ووشح بالوسام العلوي المحمدي من قبل المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه وعدة اوسمة أخرى؟

هذا لا شك فيه فقد فتحت ‎ عيني على أمجاد جدي رحمة الله عليه، تأثرت بقوة شخصيته، عصاميته، جديته، تفانيه ووطنيته الصادقة.. تعلمت منه الكثير وكنت أجد ضالتي وأنا طفلة في الاستماع الى حديثه عن معركة ” مونتي كاسينو “( يناير- ماي 1944)، التي انتهت بانتصار قوات الحلفاء حيث أبلى فيها الجنود المغاربة البلاء الحسن .. ليتم استدعاءه للمشاركة بعد ذلك نهاية سنة 1945 في الحرب الهند الصينية. تم توشيحه بالميدالية العسكرية Médaille Militaire من طرف الجينرال شارل ديكول وهي من أرفع الأوسمة لضباط الصف والجنود. الى جانب ميداليات أخرى : – Croix de Guerre _ Croix de Guerre avec Palme لكن أفضل فخر له ولنا جميعا يظل هو الوسام العلوي المحمدي الذي وشحه به المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه

سوف نتحدث ايضا عن جانبك الادبي وولعك بالكتابة ولكن سوف نخبر القراء  قبل ذلك لمحة مضحكة من حياتك كطفلة عاشقة للكتابة، صحيح انك وانت في التعليم الابتدائي كتبت قصة قصيرة وجعلت منها نسخا، و ارغمت زملائك باقتنائها مقابل درهمين لكل نسخة؟ وهل هناك خطوة مشابهة الان بعد كل هاته السنين؟

صحيحة هي هاته القصة المضحكة فأنا أحب الطب والطيران والسياسة وأعشق الكتابة في نفس الوقت، عشقي لها اللامحدود كبر معي، فبالرغم من كون لغتي الأم تظل هي اللغة الأمازيغية فأنا أعشق في المقابل لغة الضاد، أقرأ لها وأكتب بها .. كنت أهرب من حين إلى آخر من كتب الطب لأعانق معشوقتي الكتابة حيث أجد راحتي في الاختلاء بها .. أنا حاليا بصدد كتابةروايتي الأولى وأتمنى أن أشارككم فرحة هذا المولود الجديد في القادم من الأيام بإذن الله تعالى

تعرفين منذ بداية الحجر الصحي ونحن نستضيف خبراء في كل المجالات الطبية والنفسية والقانونية وغيرها محاولين تقريب المعلومة من القراء وتخفيف العبء عليهم جميعا ونود ان نستغل فرصة تواجدك معنا اليوم لنأخذ منك نصائح عملية، تعلمين دكتورة ان الالتزام بالحجر الصحي، جعلنا لا نخرج الا نادرا، تأثرت بشرتنا وايضا شعرنا بغياب اشعة الشمس والتهوية وايضا الحالة النفسية فهل من نصائح علمية وعملية يمكن ان تساعد القراء على استعادة النضارة؟

-فترة الحجر الصحي كانت صعبة على الجميع، مما أدى الى تفاقم الضغوطات النفسية والكل يعرف العلاقة الوطيدة بين هاته الأخيرة وجل الأمراض الجلدية المزمنة كالصدفية والالتهاب الجلدي الذهني وغيرهما .. في المقابل، لاحظنا ارتفاع حالات حب الشباب والعد الوردي بالرغم من كونهما متعددي العوامل، باعتبار أن الإجهاد النفسي بمثابة محفز معروف لظهورهما الى جانب عامل آخر يتمثل في الاستعمال المكثف والغير مقنن للخلطات المنزلية طيلة فترة الحجر. الالتهابات الجلدية وكذا حالات الإيكزيما تصدرت قائمة الاضطرابات الجلدية مع الغسل المتكرر لليدين واستعمال المعقمات.. الى جانب ازدياد حدة تساقط الشعر عند الكثيرين. الوقاية طبعًا تمر بدءًا بخلق توازن نفسي من خلال الاسترخاء وممارسة الرياضة وتغذية الجانب الروحي، مع الحفاظ على التغذية الصحية والمتوازنة .. غسل اليدين بمنظف مرطب أفضل بكثير من الصابون مع الترطيب المستمر وتجنب المعقم الكحولي واستعماله فقط في حالة تعذر استعمال الماء والصابون. وبطبيعة الحال استشارة الإخصائي عند ظهور أي اضطراب وتفادي التداوي الذاتي الذي قد يزيد الحالة تأزما.

وكيف امضت حنان الحجر الصحي؟

مرحلة الحجر الصحي قضيتها بعيدا عن العائلة بحكم ظروف عملي، لن أنكر أبدا أنها كانت جد صعبة علي ، لكني كنت أنظر دوما الى النصف الممتلئ من الكأس .. عساها خير فقد مكنتني من معرفة ذاتي أكثر، من ممارسة معشوقتي الكتابة، الى جانب أنشطة أخرى كممارسة الرياضة والطهي… والأهم من هذا وذاك هو التقرب أكثر لله عز وجل وممارسة شعيرة الصوم عن الكلام .. فأنا أومن كثيرًا أن كبرى الإنجازات يقوم بها الفرد عندما يختلي بنفسه بعيدا عن الصخب ومشتتات الانتباه فالخلوة بالنسبة لي فرصة لشحن الذات، للحديث السري مع الروح, لإجراء حوارات داخلية ومكالمات انفرادية حيث يصغى الواحد إلى نفسه دون أن يخشى أذناً أخرى تتلصص عليه… وأفضل أنواع الخلوة طبعًا هي الخلوة مع الله عز وجل.

تتحدث حنان كثيرا بطريقة المتصوفة فما الذي تشكله مدرسة التصوف لها؟ وهل تجدين فيها منفذا للراحة تلجئين اليه؟

أملك قلبا وأدبًا صوفيا، لكنني بداية لم أكن أعي تماما أن ما كنت عليه من حالة روحية هو مذهب وله مدارس وأتباع .. اكتشفت الأمر من خلال كل أولئك الذين قرأوا لي خواطري وكذا تدويناتي، لأبدأ بعدها رحلتي الجميلة في عالم التصوف وأقرأ عن رجالاته كعبد القادر الجيلاني، وجلال الدين الرومي، وشمس التبريزي، والنووي ، والغزالي وعمر المختار، والأمير عبد القادر وعز الدين القسام واللائحة تطول

نراك تعشقين القفطان وترتدينه في العديد من المناسبات ماذا يشكل لك؟

القفطان المغربي جزء لا يتجزأ من ثقافتنا المغربية وحبي له يرجع لكونه يجمع بين الأنوثة والطلة الفاخرة وهو كذلك رمز لأناقة المرأة المغربية ، والى يومنا هذا لم تزعزعه عن عرشه أرقى علامات الموضة العالمية لفساتين السهرة.. شخصيًا أسعد بارتدائه في جل المناسبات العائلية وكذا حفلات الأفراح والأعراس.

كلمة اخيرة حرة تختمين بها لقاءنا هذا

 الشكر الجزيل لكل طاقم مجلة ” فرح ” على هاته الفضفضة الجميلة التي مكنتني من السفر عبر الزمن لاسترجاع ذكريات جميلة وكذا استشراف المستقبل بروح متفائلة