ساد العالم خلال الأشهر الماضية حالة من الذعر والألم بسبب جائحة كورونا (كوفيد-19)، لكن تصدر المشهد العديد من المتطوعين الذين استجابوا لكل احتياجات المجتمع سواء كانت احتياجات طبية عاجلة أو إنسانية ضرورية لا تقبل التأجيل.
وفي اليوم العالمي للتطوع الموافق الخامس من ديسمبر/كانون الأول ناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جميع الحكومات وطالبها بتعزيز العمل التطوعي ودعم جهود المتطوعين والاعتراف بمساهماتهم من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، كما عبر عن شكره للمتطوعين.
هناك العديد من الأسماء العربية البارزة في مجالات العمل التطوعي التي تستحق تسليط الضوء عليها، نذكر منها اليوم 4 نساء كن نموذجا لتمثيل التطوع في اليوم العالمي للتطوع.
نادين أشرف
تدرس نادين أشرف الفلسفة، وتبلغ من العمل 22 عاما، وتؤمن بدور وسائل التواصل الاجتماعي بالتغيير، وهو الأمر الذي حققته بتأسيس حساب على تطبيق إنستغرام باسم Assault police أو “شرطة الاعتداءات”.
شكل هذا الحساب فارقا كبيرا في قضايا التحرش والاعتداءات التي شهد بعضها مؤخرا تفاعلا، إلا أن حساب “شرطة الاعتداءات” ساهم بشكل كبير في ترويج القضايا وتكوين حائط دعم كبير للضحايا تم من خلاله جمع المزيد من الأدلة والشهادات حول تلك الوقائع، وساهم بشكل مباشر في وصول الأمر للنيابة وإعادة فتح التحقيقات مرة أخرى ومحاسبة المتهمين، بغض النظر عن صلة بعضهم القوية التي تربطهم بشخصيات معروفة في المجتمع.
ماجي جبران
يتصدر اسم للسيدة المصرية ماجي جبران القوائم الدولية المعنية بالأعمال التطوعية، حتى أنها رشحت لجائزة نوبل للسلام هذا العام وعام 2012 ولقبت بالأم تيريزا المصرية.
عملت ماجي جبران أستاذة لعلوم الحاسوب في الجامعة الأميركية بالقاهرة، وفي عام 1989 قررت أن تنهي مسيرتها الأكاديمية وتتفرغ للعمل الإنساني.
رسخت ماجي جبران مفهوما جديد للتطوع، حيث وهبت 3 عقود من حياتها للعمل الخيري والإنساني، أسست خلالها جمعية ستيفنز تشيلدرن التي ترعى 30 ألف أسرة اليوم، بعد أن بدأت في توزيع الطعام والملابس على العائلات، حتى تطورت خدمات الجمعية لتصبح رعاية شاملة لتلبية احتياجات الأسر الفقيرة على المدى القصير والبعيد.
هبة راشد
تخرجت المصرية هبة راشد في جامعة عين شمس كلية الألسن، وحصلت على الماجستير قبل أن تتخصص لاحقا في مجال إدارة المشروعات، الذي عملت فيه مدة تتجاوز 10 سنوات. اعلان
دخلت عالم التطوع من خلال الجمعيات الخيرية المهتمة بالرعاية الصحية لمحدودي الدخل، وبعد 10 سنوات من خوضها التجربة كمتطوعة قررت تأسيس جمعيتها الخاصة تحت اسم “مؤسسة مرسال” لعلاج المرضى غير القادرين.
قدمت “مرسال” الدعم في أزمة كورونا بشكل غير مسبوق، حيث وفرت العديد من أسرة العناية المركزة بالقطاع الخاص المصري رغم ارتفاع التكلفة، وذلك دعما من المؤسسة في مواجهة عجز أسرة القطاع الحكومي ومستشفيات العزل وكحل سريع لإنقاذ الحالات المستعصية.
ولكن قبل أزمة كورونا قدمت مرسال الدعم لمرضى الجذام ومرضى فينيل كيتونوريا (PKU)، ويحتاج المصابون بفينيل كيتونوريا إلى اتباع نظام غذائي يحد من الفينيلانين، والذي يوجد في الأطعمة التي تحتوي على البروتين، حيث يتسبب تناول تلك الأطعمة للأشخاص المصابين في مضاعفات خطيرة قد تصل إلى التأخر العقلي والشلل.
كما قدمت عشرات الآلاف من العمليات الجراحية العاجلة مثل زراعة الكبد والقوقعة والقلب المفتوح وغيرها من العمليات الجراحية الكبيرة التي في الكثير من الأحيان تحتاج لدعم عاجل جدا، كما تقدم مرسال بصفة مستمرة الدعم لعلاج مرضى السرطان من خلال قسم العلاج الكيميائي العاجل الذي يرعى عشرات الآلاف من المرضى سنويا.
تتلقى هبة راشد الدعم من العديد من الإعلاميين بمصر والعالم العربي، وحصدت جمعية مرسال العديد من الجوائز الدولية والمنح تكريما لدورها في رعاية المرضى محدودي الدخل.
إيمان غالب الهاملي
تدير اليمنية إيمان الهاملي محطة توليد كهرباء نظيفة بالتعاون مع مجموعة تضم 10 سيدات، تبعد تلك المحطة قرابة 20 ميلا فقط عن خط النار الذي تدور فيه المواجهة بين أطراف الحرب الأهلية باليمن.
وتعتبر المحطة التي تقودها الهاملي واحدة من بين 3 محطات أنشأتها الأمم المتحدة، لكنها المحطة الوحيدة التي تديرها النساء بالكامل، لا يواجهن سخرية المجتمع من قدراتهن فحسب بل يواجهن ويلات الحرب أيضا.
كرست الكثيرات حياتهن من أجل التطوع والعمل الإنساني، ورغم سمو قيمة التطوع بالعالم فإن العديد من المتطوعين ومؤسسات المجتمع المدني في العالم العربي ما زالوا بحاجة لمزيد من الدعم الحكومي والدولي، لتحقيق أهدافهم في محاربة الفقر والمرض وآفات المجتمع كافة.
المصدر : مواقع إلكترونية
