خطر قاتل في مطبخك.. متى يجب التخلص من أواني الطهي غير اللاصقة؟

- Advertisement -

يبدو أن الطفرة الهائلة في منتجات أدوات الطبخ، جعلت من عملية الشراء مهمة معقدة، تحتاج لمزيد من البحث لمعرفة أي منها لا يعرض أفراد أسرتك للخطر، ولا سيما مع انتشار التحذيرات المتعلقة بالأواني ذات الأسطح غير اللاصقة “التفلون”، ما دفع السيدات لشراء الأواني الآمنة، أو ربما التي توصف بأنها صحية ولا تسبب أي ضرر لأفراد الأسرة.

تاريخ التفلون

مادة “بولي تترافلورو إيثيلين” المعروفة أكثر باسم تفلون (Teflon)، هي مادة تجارية تجعل حتى أكثر الأطعمة لزوجة تنزلق من المقلاة بسهولة، لكن ما طبيعتها ومن أين أتت؟

التفلون مادة كيميائية يتم تصنيعها من ذرات الكربون والفلور، والمثير للدهشة أنه تم اكتشافها عن طريق الصدفة.

في عام 1938، ذهب روي بلونكيت، بولاية نيوجيرسي، للعمل في مصنع دوبونت للكيماويات، وكان يحاول إنشاء مبرد جديد، أو مادة كيميائية تستخدم في التبريد. تطلبت هذه العملية تجميع الغاز في حاوية خاصة، ولكن عندما بدأ في إجراء تجاربه، لاحظ أن الغاز كان يزن أكثر بكثير مما ينبغي، وبالنظر في الحاوية وجدها مغطاة بهلام شمعي زلق أبيض، إذ كانت تلك المادة بداية عصر جديد في كثير من المجالات، وحصلت شركة دوبونت بسرعة على براءة اختراع للمادة الكيميائية الجديدة.

بعد 10 سنوات، كانت شركة دوبونت تنتج 20 مليون رطل من التفلون كل عام. ولكن في ذلك الوقت لم يتم استخدامه لتغطية أدوات الطبخ. وبدلاً من ذلك، كان معظم استخدام مادة التفلون في المشروعات الضخمة لإنتاج الصمامات والأنابيب لإنتاج أول سلاح نووي.

بالإضافة إلى ذلك، تم بيع التفلون تجاريا للمهندسين والميكانيكيين ولأي غرض يتطلب سطحا أملس.

في عام 1954، تم اكتشاف أنه يمكن استخدام التفلون في أواني الطهي غير اللاصقة. وكان المهندس الفرنسي مارك غروغوار يستخدم مادة التفلون كطريقة لفك تشابك أدوات الصيد الخاصة به. ولاحظت زوجته مدى سلاسة المادة الكيميائية، وشجّعته على استخدامها في أواني الطهي. كان نجاحًا مذهلا، وخلال العقد نفسه كان يبيع الملايين من أواني الطهي غير اللاصقة، والتي أطلق عليها شعبيا “تيفال”.

لم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى تقوم الشركات الأخرى بنسخ فكرة غروغوار، وسرعان ما ظهر العديد من العلامات التجارية لأواني الطهي المغطاة بطبقة التفلون، بما في ذلك بعض المنتجات المدعمة بمواد أخرى مثل الماس والتيتانيوم.

في عام 1981، اكتشف الباحثون وجود حمض بيرفلورو الأوكتانويك (PFOA) -الذي يستخدم لاستخراج التفلون- في دم الحبل السري لطفل واحد ودم طفل ثانٍ وُلد لعاملات في مصنع تفلون في ولاية فيرجينيا.

ومن بين 7 عاملات حوامل خضعن للمراقبة من قبل دوبونت، أنجبت اثنتان منهن طفلين مصابين بعيوب خلقية أحدهما في العين والقناة الدمعية، والآخر في الأنف والعين.

وبين عقدي السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، أجريت حوالي 7 دراسات حول تأثير التفلون على الأطفال وكبار السن، وعلاقته بتشوه الأجنة والأمراض السرطانية.

البدائل الآمنة

عندما يتعلق الأمر بأدوات الطهي، فإن اختيار الأواني المناسبة أمر قد يكلفك المزيد من الأموال لضمان عدم تعرض أفراد أسرتك للخطر، إلى جانب الجودة ودوام المنتج لفترة أطول.

الأواني الزجاجية المقاومة للحرارة (بيركس)

تعد أواني البيركس خيارا آمنا تماما، ولا سيما في الطهي داخل الأفران، لكنها تميل إلى فقد الحرارة بسهولة ولا تتمتع بالمتانة ذاتها مثل الأنواع الأخرى من أواني الطهي.

وينبغي اختيار العلامة التجارية المناسبة للتأكد من أنها معالجة بالطريقة الصحيحة التي تتحمل اختلاف الحرارة.

أواني الحديد الزهر

هي واحدة من أكثر الخيارات الآمنة، غير أنها تحتاج لوقت أطول في التسخين، ومن ثم تحتفظ بالحرارة لوقت أطول، وتحتاج مزيدا من الحرص في التنظيف، إذ لا يجب غسلها بالماء لتجنب الصدأ، ويمكن تنظيفها فقط بالملح والليمون ومسحها بزيت الأفوكادو عند الانتهاء لحجب الرطوبة ومنع الصدأ.

أواني الفولاذ المقاوم للصدأ (ستانلس ستيل)

هي أحد أفضل البدائل الآمنة في الطهي، إلى جانب كونها غير سامة، فإن أواني الطهي منها تتمتع بمتانة وجودة ومقاومة للصدأ، ولا تحتاج إلى وقت طويل في التسخين، ولكن ما قد يسبب بعض الإزعاج أثناء الطهي هو التصاق الطعام بها، وهو ما يتطلب إضافة المزيد من الدهون والزيوت لتجنب الالتصاق.

بدائل تحتاج عناية خاصة

الأواني النحاسية

بينما تتمتع أواني الطهي النحاسية بمظهر كلاسيكي، فإن النحاس في هذه الأواني سيتسرب إلى طعامك. والتعرض للكثير من النحاس قد يصبح ساما، لذا يمكنك اختيار أواني الطهي ذات السطح الخارجي النحاسي، فقط تأكدي من أن سطح أواني الطهي مصنوع من الفولاذ المقاوم للصدأ.

أواني الألومنيوم

الألومنيوم معدن خفيف الوزن إلى حد ما، ينقل الحرارة بسرعة كما أنه سهل التنظيف وغير مكلف، لكن تتسرب رواسب الألومنيوم إلى طعامك عند الطهي، وربما لن تلاحظي ذلك في مذاق طعامك.

هناك بعض المخاوف التي تربط بين الإصابة بمرض ألزهايمر واستخدام أواني الطهي الألومنيوم، لكن بشكل قاطع، نفت جمعية ألزهايمر أن يتسبب الألومنيوم في ظهور المرض، بينما هناك فرصة ضئيلة لأن يلعب الطهي اليومي في أواني الألومنيوم دورا في تطور الحالة.

وإذا كنتِ تستخدمين الألومنيوم، فإن الألومنيوم المؤكسد هو النوع المثالي، إذ تتم معالجة أواني الطهي المصنوعة من الألومنيوم المؤكسد بمحلول حمضي يغير سلوك المعدن، مما يجعله أسهل في التنظيف، ويكسبه بعض خصائص عدم الالتصاق، ومن المفترض أنه لا يتسبب في تسرب الألومنيوم إلى طعامك بالقدر الذي يحدثه الألومنيوم العادي.

أواني السيراميك

تعتمد سلامة أواني الطبخ الخزفية “السيراميك” على الطين بدرجات معالجة خاصة، والذي غالبا ما يحتوي على الرصاص، والذي نعرف أنه معدن ثقيل خطير.

وإذا لم تكوني متأكدة من السيراميك الخاص بك خاليًا من الرصاص، وذلك باختيار العلامات التجارية المضمونة، فعليك تجنب شرائه.

التنظيف الآمن

يجب تنظيف أواني الطهي جيدًا في كل مرة لتجنب تراكم البكتيريا وتقليل خطر الإصابة بالأمراض المنقولة عن طريق الأغذية. ولا تزال أدوات الطهي “الأكثر أمانًا” في العالم تعد خطرا محتملا إذا لم يتم تنظيفها بشكل صحيح.

وبعض أواني الطهي لا يجب على الإطلاق أن يتم تنظيفها في غسالة الأطباق مثل أواني الاستانلس ستيل، أما إذا اضطررت لاستخدام الأواني غير اللاصقة فلا ينبغي تنظيفها بأدوات معدنية حادة.

نصائح لتقليل المخاطر

1- لا تقومي بتخزين الطعام في الأواني أو المقالي التي طهيت بها، إلا إذا كنت تستخدمين أواني زجاجية أو فخارية.

2- تجنبي استخدام الأواني المعدنية والصلبة عند استخدام أواني الطهي الخاصة بك، ولا تستهيني بأي خدش يظهر السطح المعدني أسفل طبقة التفلون، فإذا لاحظت أي خدش ولو كان بسيطا يجب التخلص فورا من ذلك الوعاء.

3- احرصي على التنظيف المستمر وبالطريقة الصحيحة لكل نوع من الأواني.

4- استبدلي أواني الطهي المصنوعة من الألومنيوم أو المغطاة بمادة التفلون غير اللاصقة كل سنتين إلى 3 سنوات أو عند حدوث ثقوب أو خدوش في الطلاء.