إيمان الخلاقي: بناء ثقافة الابتكار والإبداع يبدأ من التعليم

- Advertisement -

تعتبر الشابة الإماراتية إيمان الخلاقي نائب الرئيس في إدارة الابتكار في موانئ أبوظبي، من القيادات الشابة التي تتمتع بخبرة واسعة في مجال إدارة الموارد البشرية، وإدارة الابتكار، وتقنية المعلومات، واستراتيجيات الأعمال.

انضمت إيمان إلى موانئ أبوظبي بعد فترة قصيرة من تأسيسها عام 2006، وتولت خلال رحلتها مع موانئ أبوظبي التي امتدت لنحو 14 عاماً عدداً من المناصب الإدارية التنفيذية. وفي حوارها مع «زهرة الخليج» بمناسبة شهر الابتكار الذي أقرته دولة الإمارات في فبراير من كل عام، شرحت إيمان استراتيجيتها وخطتها الدؤوبة لديمومة النجاح والإبداع.

* ما دورك في العمل اليومي في مواني أبوظبي؟

– يتمثل في قيادة ودفع استراتيجية الابتكار ووضع الخطط الاستراتيجية لترسيخ الابتكار في الثقافة المؤسسية لموانئ أبوظبي، بهدف إحداث تغيير ملموس في نمو الشركة والشركات التابعة لها، وتمكّنت من بناء علاقات تعاون وثيقة ومؤثرة مع أصحاب العلاقة، إضافة إلى بناء القدرات التنظيمية في مجالات استقطاب وتطوير المهارات، وطرحت عدداً من المشاريع الاستراتيجية والمبتكَرة.

* كيف تنظرين إلى مسيرة الابتكار في دولة الإمارات؟

– حرصت القيادة الرشيدة على ترسيخ الابتكار كثقافة وأسلوب حياة ضمن منظومة متكاملة، حيث تعمل الحكومة من خلال استراتيجيتها الشاملة على تعزيز دور الابتكار كمحرك رئيس للتطوير الحكومي، ورافد أساسي للتنمية والنمو الاقتصادي. ومنذ إطلاق (الاستراتيجية الوطنية للابتكار) عام 2014، بدأنا نرى انعكاساتها بشكل لافت في كل المجالات، سواءً في المنظومة التعليمية أو الصحية أو الاقتصادية ومنها التجارة والخدمات اللوجستية.

5 محاور

* ما أبرز ملامح استراتيجية إدارة الابتكار في موانئ أبوظبي؟

– ترتكز استراتيجية الابتكار في موانئ أبوظبي على خمسة محاور رئيسية، هي: التقنيات الذكية، التقنيات الخضراء في الموانئ، الخدمات اللوجستية الفضائية، المبادرات ذات التأثير الاقتصادي في موانئ أبوظبي وعلى مستوى الإمارة، والمناطق التجارية واللوجستية المستقبلية. فهي استراتيجية شاملة وعالية الكفاءة والفعالية، تمكننا من الحصول على نتائج سريعة وفورية، ومن أهم هذه النتائج حتى الآن: ترسيخ ثقافة الابتكار وتحفيز الأفكار الإبداعية لدى فريق العمل والشركاء والمتعاملين، والتزام إدارة موانئ أبوظبي بتطبيق الأفكار المميزة منها، وعلى سبيل المثال، أطلقنا منذ سنوات برنامج (ابتكار) الذي يوفر بيئة تحفز الإبداع، وتسهم في ايجاد طرق جديدة للقيام بالأعمال، ونجحنا عن طريقه في الوصول إلى الكثير من الأفكار المبتكرة التي تم تبنيها، كما تحولت الفكرة إلى مشاريع مميزة نذكر منها أكاديمية أبوظبي البحرية، ومبادرة الحاوية الذكية، ومشروع مرسى مينا وغيرها الكثير.

* كيف تحتفي مواني أبوظبي بشهر الابتكار هذا العام؟

– قمنا بإطلاق سلسلة من الفعاليات والأنشطة بالتزامن مع فعاليات (الإمارات تبتكر 2021)، خلال شهر فبراير الجاري تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي،

وعرضت إدارة الابتكار خلال هذه الفعاليات، عدداً من المشاريع المبتكرة، أبرزها: الحاويات الذكية التي تعد مراكز بيانات متنقلة وذات خصائص صديقة للبيئة، وتقنيات الحلول الفورية، والمركبات ذاتية القيادة والروبوتات، وتقنيات الذكاء الاصطناعي والحلول المستدامة، إضافة إلى العديد من المشاريع المبتكرة قيد الدراسة حالياً. كما سلطت موانئ أبوظبي الضوء على مجموعة من أبرز الأفكار المقترحة من قبل الموظفين والشركاء التي تفوق 2,100 فكرة تم استقبالها منهم في العام الماضي، إلى جانب جدول أعمال حافل بالفعاليات على مدار الشهر.

* كيف تسهم المرأة في مجال الابتكار؟

– تمكين المرأة الإماراتية ودعمها للارتقاء بإنجازاتها وتقلّدها المزيد من المناصب القيادية المرموقة، هو استراتيجية تعمل وفقها دولة الإمارات، ولتحقيق ذلك تسعى الحكومة ومعها كافة المؤسسات الوطنية في الدولة، إلى توفير كل الدعم اللازم للوصول إلى هذا الهدف، ويعد تحفيز الابتكار وتشجيعه لدى الإماراتيات عنواناً رئيسياً في هذه الجهود، فنسبة النساء من خريجي البرامج المرتبطة بالعلوم وتقنية المعلومات في الدولة وصلت إلى 65%، والتي تعد من أعلى النسب عالمياً، الأمر الذي يعكس حجم الجهود المبذولة لتشجيع المرأة الإماراتية وتحفيز طاقاتها الكامنة وقدراتها الإبداعية. وفي موانئ أبوظبي نواصل العمل على تطوير إمكانيات المرأة، وإشراكها في منظومة الابتكار، من خلال إطلاق العديد من المبادرات التي كان آخرها مبادرة (أطلق) التي نظمتها موانئ أبوظبي برعاية الاتحاد النسائي العام، بهدف استثمار طاقات المرأة الإماراتية وتمكينها بالخبرات اللازمة لتأدية دورها كشريكة في مسيرة التنمية الوطنية.

* وكيف يتم بناء وترسيخ ثقافة الابتكار لدى الأطفال والشباب؟

– لكي نتمكن من بناء جيل مبدع قادر على امتلاك كافة الأدوات اللازمة لتبني ثقافة الابتكار والإبداع، لا بد لنا من بناء ثقافة جديدة في المؤسسات التعليمية وخاصة الجامعية، لتحويلها إلى حاضنات للمبتكرين واكتشاف المواهب الطلابية، وتحويل الابتكار إلى ممارسة يومية ومنهجية عمل تدخل في صميم المنظومة التعليمية، إذ إن الكشف عن المبتكر يبدأ من المؤسسات التعليمية التي يتمثل دورها في إمداد الطلبة بالمهارات اللازمة. ونرى أن الجهود الحكومية متمثلة في وزارة التربية والتعليم الإماراتية ودائرة التعليم والمعرفة، أبوظبي، تسير في هذا الاتجاه حيث تطلق العديد من الأنشطة والفعاليات والمنصات التي تحفز روح الابتكار لدى الطلبة في مختلف المراحل. وفي المقابل لتتويج هذه الجهود والاستفادة منها ومن الأفكار المبدعة التي يقدمها الطلبة، فإننا بحاجة إلى إيجاد البيئة المناسبة عبر التعاون مع الشركات والمؤسسات القادرة على تبني هذه الابتكارات، فمن التعليم يبدأ كل شيء.

* ما الأحلام والطموحات التي تسعين لتحقيقها على الصعيد العملي؟

– علمنا المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، أن الطموحات والأحلام لا سقف لها، وانطلاقاً من ذلك فإن الطموحات العملية التي أضعها نصب عينيّ كبيرة جداً، حيث سنواصل العمل لإبراز موانئ أبوظبي كوجهة عالمية للابتكار والمبتكرين، من خلال إرساء معايير مميزة للابتكار ودعمه، وسنحرص أيضاً على أن نكون إحدى المؤسسات الأكثر ابتكاراً في الإمارات والعالم. وأن نكون السباقين في تطبيق أحدث التقنيات المبتكرة، كما أطمح إلى جعل موانئ أبوظبي مركزاً متكاملاً لدعم الشباب وأفكارهم ومؤسساتهم الناشئة، من خلال تقديم كافة أشكال الدعم الذي يسهم في تسريع ازدهار أعمالهم وتحويل أفكارهم المبتكرة إلى أعمال ناجحة.

المصدر زهرة الخليج