الكويتية فتوح الرقم.. أول امرأة عربية تترأس جمعية مهندسي الطاقة الأميركية

- Advertisement -

“قبل عام من إنهاء دراستي بالمرحلة الثانوية التحقت بدورة صيفية نظمها معهد الكويت للأبحاث العلمية وخلال الدورة التي خضتها قبل أكثر من 30 عاما بدافع حبي للطاقة الشمسية وتطبيقات استخدامها أدركت أن المضي قدما في السير خلف شغفي العلمي لن يكتمل إلا بدراسة الهندسة”.

كلمات لخصت بها الدكتورة فتوح عبدالعزيز الرقم مديرة برنامج تقنيات كفاءة الطاقة في المعهد -وهو جهة حكومية بحثية ذات طابع استشاري- رحلة الحب الطويلة مع العلم والتي انتهت بها رئيسة لجمعية مهندسي الطاقة الأميركية، لتصبح السيدة الوحيدة من خارج الولايات المتحدة وأول امرأة عربية تتبوأ هذا المنصب في الجمعية التي تنتشر فروعها في أكثر من 100 دولة حول العالم وتضم في عضويتها نحو 18 ألفا من مهندسي الطاقة.

الهندسة الميكانيكية لا الطب

تقول فتوح الرقم للجزيرة نت إنها رفضت الالتحاق بكلية الطب رغم حصولها على معدل 97.5%، مفضلة دراسة الهندسة الميكانيكية في جامعة الكويت لتلتحق بعد التخرج بجامعة نورث إيسترن في ولاية بوسطن التي حصلت منها على ماجستير الهندسة الميكانيكية.

واستقرت بعدها في الكويت لمواصلة عملها ورعاية أسرتها وأبنائها الصغار قبل أن تعود بعد ذلك بـ11 عاما إلى أميركا مجددا، ولكن هذه المرة لدراسة ماجستير علوم الفضاء ومن بعده الدكتوراه في الهندسة الميكانيكية من جامعة فلوريدا، وتصادف ذلك مع التحاق ابنتها بالجامعة ذاتها لدراسة العلوم السياسية والعلاقات العامة.

صنف بحث فتوح الرقم للدكتوراه والذي قدمته عام 2013 كأفضل بحث في العلوم الحرارية وكان موضوعه هو إنتاج الهيدروجين عبر فصل جزيئات الماء باستخدام الوسائل الكيميائية الحرارية، أي استخدام الطاقة الشمسية في فصل جزيئات الماء للحصول على هيدروجين نقي يستخدم كوقود عبر تفاعل تصل درجات الحرارة فيه بين 500 إلى 800 درجة سيليزية (درجة الحرارة المئوية)، وسجلت لاحقا مع زملائها الباحثين في جامعة فلوريدا 3 براءات اختراع متعلقة بعملية إنتاج الهيدروجين.

العودة إلى المعهد

من جديد وللمرة الثانية، عادت الدكتورة فتوح إلى معهد الكويت للأبحاث العلمية الذي سبق ورفضت العمل بالجامعة لعشقها إياه لتواصل من مكتب صغير لا تتجاوز مساحته 3 أمتار مهام عملها مديرة لبرنامج تقنيات الطاقة، وهي تصف هذا المكتب بأنه صمم بناء على طلبها ليكون ملاصقا تماما لمختبرها الذي تقضي فيه جل وقتها.

ويركز برنامج تقنيات الطاقة على تقليل الاستهلاك داخل المباني، إذ تعتبر الكويت واحدة من أعلى 10 دول بالعالم في استهلاك الفرد للطاقة، بحصة قدرها 14 ألف كيلو وات ساعة سنويا. بينما يتراوح نصيب الفرد في الولايات المتحدة بين 10 إلى 12 ألف كيلو وات ساعة سنويا مع الوضع في الاعتبار أن الأخيرة دولة صناعية.

استخدام الطاقة المتجددة

ويعطي البرنامج أهمية كبيرة لدراسة أجهزة التكييف والعمل على تقليل استهلاكها الذي يقدر بنحو 50% من استهلاك الطاقة سنويا في الكويت، وهو ما دفع المعهد -بمشاركة جهات أخرى في الدولة- لتنفيذ كثير من التجارب التي أسهمت في تقنين استخدام الطاقة في المباني الحكومية والمجمعات الخاصة في الكويت، ليقل استخدامها للطاقة بين 10 إلى 25% بمجرد تغيير طريقة التشغيل التي تعني التحكم في طريقة عمل أجهزة التكييف والإنارة خلال وبعد فترة العمل، فضلا عن تجارب أخرى في إطار مساعدة المواطنين وتشجيعهم على استخدام الطاقة المتجددة.

أما على مستوى الطاقة المتجددة فتقول الدكتورة فتوح، إن الكويت والخليج عموما بحاجة إلى مبادرات أكبر على مستوى إنتاج واستخدام الطاقة المتجددة خاصة أننا تأخرنا كثيرا في هذا الملف كما ينبغي أن يكون إنتاج الهيدروجين مشروع دولة.

رئاسة جمعية مهندسي الطاقة

وبالعودة لعلاقتها بجمعية مهندسي الطاقة، فقد التحقت فتوح الرقم بها عام 2000، وفي عام 2002 حصلت على جائزة أفضل مشروع عالمي من الجمعية وموضوعه “تدقيق الطاقة في مبنى معهد الكويت للأبحاث”، وهو ما زاد اهتمامها بمجال عمل الجمعية والاندماج في نشاطها وبدء العمل لافتتاح فرع لها في الكويت ونشر الأبحاث العلمية في مجلتها.

مع مرور السنوات خاضت الرقم العديد من الدورات وخضعت للعديد من الاختبارات أعقبها نشر العديد من الأوراق العلمية والمشاركة في أبحاث تطبيقية ليتم اعتمادها في عدة مجالات، منها إدارة الطاقة وتدقيقها واستدامتها، فضلا عن اختيارها كمُحكِّمة من قِبَل الجمعية.

فروع الجمعية

خلال عملها برسالة الدكتوراه في أميركا نجح زملاء لها في معهد الأبحاث في افتتاح فرع الكويت عام 2008، وهو الفرع الذي ترأسته لاحقا قبل أن يتم اختيارها سكرتيرا للجمعية ومن ثم نائبا للرئيس لشؤون العضوية في الشرق الأوسط وصولا إلى رئاستها مؤخرا.

تقول فتوح الرقم إن للجمعية فروعا في 9 دول شرق أوسطية منها السعودية والإمارات والأردن ولبنان وتونس، وهي تعمل حاليا على افتتاح فرعين جديدين في كل من قطر والبحرين، وقد جرت بالفعل مراسلات في هذا الشأن مع المختصين في الدولتين، بحسب الدكتورة فتوح الرقم.