فقد حنجرته وبقي صوتا لسوريا إلى أن رحل
تقرير بشرى شاكر
بعد معاناة مع المرض يرحل عن عالمنا الفنان السوري المحبوب نضال سيجري وبرحيله تفقد سوريا احد اعلامها البارزين في الفن الكوميدي الهادف وكاتب بارع بل ومناضل ايضا وقد شيع جثمانه في اول جمعة من شهر رمضان المبارك في مدينة اللاذقية بسوريا حيث اجتمعت شخصيات فنية وسياسية وأيضا محبيه من عموم الناس.
وقد عانى الفنان نضال سرجي من سرطان بالحنجرة ليتم استئصالها بعدما كان صوته يجلجل في مسلسلات كوميدية تتحدث عن معاناة المواطن العربي مثل ضيعة ضايعة وغيرها إلا انه ومع فقد صوته بسبب المرض لم يتوانى عن العمل الفني الهادف فشارك في اداء دور شخصية لا تتكلم في مسلسل الخربة مع المخرج الليث حجو والذي مثل دور شخص لا يتكلم ولكنه يعشق ويحب ويتشاكل مع الناس، لكن دون أن ينطق.
نضال سيجري رغم المرض الذي كان ينال منه لم يستسلم وكان يعتصر قلبه الم افظع بكثير وهو الم ما يحدث لبلده سوريا لذلك عوض التمثيل بالكتابة فجعل من صفحته الاجتماعية مكانا يدعو فيه الى الوحدة في سوريا والى نبذ العنف والطائفية، بل حتى من داخل المستشفى كان يصرخ وهو يراسل السوريين برسائل وجدانية يدعو فيها إلى الوحدة الوطنية وإلى المحبة فأصبح الكل يعرف شعاره ويردده ألا وهو شعار “الحل في سورية هو في الحب”…
وكان من بين اخر ما كتبه على صفحته “أيها الموت.. حتى أنت لم تكن عادلا.. لم تأت إلاّ على الفقراء في وطني. (…) الذين استشهدوا في بلدي من عسكريين ومدنيين هم فقط من الفقراء.. الفقراء يقتلون في بلدي.. والأغنياء يتشاطرون بالعدّ والإحصاء والتحريض”.
ومن أقواله أيضا “لو صار السلاح في كل الأيدي.. فأنا لن أحمله ولن أوجهه نحو أي سوري.. لا للسلاح.. ولا للموت.. نعم للتعايش والاختلاف.. نريد عقولاً مفتوحة على العقول.. نريد أرواحاً تتسع للأرواح.. سوريا أمنا العظيمة تتسع للكل وبحاجة للكل”.
نضال سيجري عاش رجلا محبا لوطنه ومات رجلا محبا لوطنه، قتله الم الوطن قبل ان يقتله الم السرطان ورحل عنا عن سن ناهز 48 سنة ليترك قلوبا تحمل حبا غرسه فيها…
تشييع الفنان نضال سيجري