تاريخ فساتين الزفاف.. الأبيض لم يكن اللون السائد

- Advertisement -

تحرص كل عروس يوم زفافها على ارتداء أفضل فستان زفاف، ومن المسلم به أن يكون أبيض اللون، إلا أن شكله هو ما يكون حديث المدعوين فيما بعد، ويدور النقاش حول ما إذا كانت العروس موفقة في ارتداء هذا التصميم أم لا، ولكن لم يكن الأمر دائما على هذا الحال، ففستان العروس قديما لم يكن محل اهتمام بالغ كما يحدث في العصور الحديثة.

كل الألوان متاحة

في العصور القديمة لم يكن هناك اهتمام خاص بفساتين الزفاف، بل إنه لم يكن هناك ما يسمى فستان الزفاف، ولم يكن من المعتاد، خاصة في طبقات الشعب البسيطة، أن ترتدي العروس فستانا مميزا لليلة واحدة ولا تلبسه مرة أخرى، بل كانت تنتقي أفضل فساتينها لترتديه في عرسها، ثم تعيد ارتداءه للعديد من المرات بعد ذلك.

أما في الطبقات الأكثر ثراء، فقد كانت العروس تحاول ارتداء أفضل ما يمكن ارتداؤه حسب صيحات الموضة وقتها.

ليس هذا فحسب، بل إنه لم يكن الأبيض هو اللون السائد للأعراس، بل كانت العروس ترتدي ما تراه مناسبا لها، وارتدت العرائس قديما كل الألوان، حتى الأسود والألوان القاتمة وجدت لها مكانا في زي العرائس، ولكن الأغلبية وقتها فضلن الأزرق لكونه يمثل النقاء والبراءة.

تقييد الصين لحرية الملابس

لذا لم يكن أحد يتوقع من العروس ارتداء لون معين، وإنما كان متوقع دائما أن ترتدي أفضل ملابسها في هذا اليوم، ولكن لأن لكل قاعدة شواذ، فقد شذت الصين قديما عن هذه القاعدة، فقبل 3000 عام عندما حكمت “سلالة زو” البلاد لمدة 790 عاما، أصدرت قوانين صارمة بضرورة ارتداء ملابس محددة لكل فئة من المجتمع ولكل مهنة، وكان لحفلات الزفاف نصيبها من هذا القانون، فقد كان يتوجب على العروس والعريس معا ارتداء ملابس سوداء أنيقة بتقليمات حمراء، مع إظهار الملابس الداخلية البيضاء.

بعد ابتعاد “سلالة زو” عن الحكم ومع تولي “سلالة هان” الحكم قبل 200 عام من الميلاد، أصبحت القوانين الخاصة بالملابس أقل تزمتا، ولكن كان يجب ارتداء ألوان الملابس بحسب الفصول المناخية، بالأخضر للربيع، والأحمر للصيف، والأصفر للخريف، والأسود للشتاء، ومع تقدم الزمن أصبحت القوانين الملزمة بارتداء ألوان معينة أقل صرامة حتى صارت أقرب للتقاليد منها للقوانين.

الملكة فيكتوريا وصيحة الأبيض

قليلات هن من ارتدين قديما فستان زفاف أبيض، يذكر التاريخ منهن ماري ملكة أسكتلندا في زفافها عام 1558، ولم يكن اختيار الأبيض وقتها يرمز للنقاء كما يشاع عنه في العصر الحديث، وإنما كان رمزا للثراء البالغ لأسرة العروس. لذلك لم يكن الأبيض منتشرا في فساتين الزفاف حتى ارتدته الملكة فيكتوريا في حفل زفافها عام 1854.

ولم يكن اهتمام الملكة منصبا على اللون نفسه بقدر اهتمامها بإظهار التفاصيل الغنية لفستانها، والذي كان مشغولا ومطرزا يدويا بالدانتيل بشكل أسطوري، وهو ما لم يكن ليظهره أي لون آخر سوى الأبيض، وكان قرارا جريئا من الملكة الشابة وقتها التي قررت عدة قرارات أخرى مثل عدم ارتداء تاج أو مجوهرات نفيسة، كذلك التخلي عن روب الملكية وارتداء الفستان فقط كدليل على طاعتها لزوجها قبل أن تكون ملكة.

منذ ذلك الوقت أصبح الأبيض في فساتين الزفاف هو اللون الشائع، ليس فقط لأن الملكة فيكتوريا ارتدته في زفافها، ولكن لأنه مع بداية ظهور الصور الفوتوغرافية، اتضح أنه الأفضل في إبراز تفاصيل الفستان بكاميرات التصوير البدائية.

محاولات الابتعاد عن الأبيض

لا تزال النساء في بعض الحضارات يحتفظن بموروث ثقافي خاص فيما يتعلق بحفل الزفاف، ففي الهند ترتدي العروس ساريا أحمر اللون لجلب الحظ للعروسين، وفي اليابان تفضل بعض العرائس ارتداء الكيمونو، وفي نيجيريا تفضل الكثير من العرائس ارتداء فساتين ذات ألوان زاهية مميزة.

أما حول العالم فأحيانا ما ترغب القليل من العرائس في ارتداء لون فستان غير تقليدي بالمرة كالأصفر أو الذهبي أو الوردي، وتفضل بعضهن ارتداء لون ليس بعيدا عن الأبيض كالكريمي والفضي، ورغم طول فترة تسيده على فساتين الزفاف ومحاولات الابتعاد عنه أحيانا، فإن الأبيض لا يزال يثبت حضوره بقوة في فساتين الزفاف، وباختلاف صيحات الفساتين على مر السنوات استطاع الاحتفاظ بمكانته كلون مفضل للعروس يوم عرسها.

المصدر : مواقع إلكترونية