فرح تود تقريب قرائها الكرام من القصة. قصة المجلة. وليس هناك أحسن من صاحبة المشروع الصحفية، المؤسسة ومديرة النشر، الأستاذة فوزية طالوت المكناسي التي تقاسمنا في هذا الحوار بعض تفاصيل التجربة
فاعلة جمعوية ومدافعة عن حقوق الاقتصادية للمرأة لأزيد من ثلاثة عقود. رشحت لنيل جائزة نوبل للسلام، وصنفت من لدن مجلة ماري كليلر ضمن 100 امراة يغيرن العالم.
و نالت شرف الاستقبال من لدن صاحب الجلالة المرحوم الملك الحسن الثاني في سنة 1991 حيث قدمت له الاعداد الاولية لمجلة فرح .
فوزية طالوت المكناسي ابنة الدار البيضاء التي رحلت صوب باريس للحصول على شهادة في الإعلام، لتتوجه بعدها إلى مانهاتن وتحصل على دبلوم في القيادة العالمية، وذلك بعد حصولها على دبلوم اقتصاد المقاولات والعلوم الاقتصادية من جامعة الحسن الثاني بالبيضاء.
صحفية، كاتبة، منتجة ومتخصصة في العلاقات العامة، خاضت العديد من التجارب الإعلامية بين المغرب وأمريكا ومصر.
فاعلة جمعوية ومدافعة عن حقوق المرأة وكل ما من شأنه النهوض بها لأزيد من ثلاثة عقود، خبرتها الطويلة في المجال الجمعوي مكنها من تأسيس جمعية دار المعلمة للصانعات التقليديات، وهي أيضا عضو مؤسس لمجلس النساء المقاولات العربيات.
سنة 1991 أسست مجلة فرح لتكون بذلك أول مجلة نسائية في المغرب، والتي ستتحول سنة 2009 إلى مجلة إلكترونية.
في هذا الحوار نحاول رصد أهم المحطات التي مرت بها مجلة فرح، باعتبارها مجلة نسائية ، ومن خلالها نتعرف أيضا على أهم المحطات التي طبعت المسار الإعلامي لضيفتنا الرئيسة والمديرة العامة لمجموعة بريسما الناشرة لمجلة فرح السيدة فوزية طالوت المكناسي.
أستاذة فوزية كيف كانت ولادة مجلة فرح؟
لم تكن ولادة بل كان مشروعا أعدت له دراسة من أجل إعطاء المرأة المغربية مجلة تناسب واقعها الاجتماعي، عاداتها وخصوصياتها كمغربية مسلمة وعربية لها تقاليد وتاريخ متجدر.
أود أن أذكر أن العدد الأول نشر في أكتوبر 1991 في ظرفية كانت أغلبية المجلات النسائية المتواجدة في الساحة المغربية مجلات أجنبية، بعضها بعيدا كل البعد عن الواقع المغربي.
[smartslider3 slider=”6″]
كيف تحولت من مجلة ورقية إلى مجلة إلكترونية؟
شكرا على هذا السؤال، لقد عملت على نشر المجلة ما بين أكتوبر 1991 وأكتوبر 1995، قمت حينها في العدد الأخير بتغطية مؤتمر بكين في شتنبر 1995.
شاءت الظروف أن أرحل إلى الولايات المتحدة الأمريكية لظروف شخصية، وجاءتني هناك فرصة عمل جديدة، فأوقفت إصدار المجلة خاصة أنني لم أعد قادرة على تتبعها.
وفي سنة 2004 قمت بتأسيس وكالة للعلاقات العامة والعلاقات الصحفية، وبحكم تجربتي الدولية في العمل الصحفي وشبكة العلاقات التي أنشأتها، وكذلك تعرفي عن قرب بعدة نساء من العالم العربي، فكرت في إنشاء مجلة نسائية موجهة للنساء العربيات، سواء داخل الدول العربية أو في أرض المهجر، وكانت بداية ظهور الانترنيت فاغتنمت الفرصة وأصدرت مجلة فرح الإلكترونية وتوجيهها للمرأة في 2009.
هل فتحت لك المجلة الورقية آفاقا جديدة، إنسانيا ومهنيا؟
أكيد فتحت لي الكثير من الآفاق خاصة خارج المغرب، وكان أولهم العمل في مكتب الدراسات للسكان Population Reference Bureau وومنز ايديشن Women’s Edition بواشنطن حيث قمت بدراسة مواضيع وضعية المرأة في 22 دولة مختلفة.
يمكنني أن أقول إن شخصيتي وعملي تأثرا كثيرا بالمجلة، فأنا لست فقط مديرة نشر وإنما صاحبة مقاولة صحفية وكنت أول مغربية تؤسس مقاولة في الصحافة النسائية، هذه التجربة أعطتني الثقة في نفسي ومن خلالها استطعت العمل في منظمات دولية، والتعرف على أشخاص لهم مكانة علمية وأدبية وسياسية ومالية من مختلف بقاع العالم، أغنوا حسي الإنساني وفهمت من خلالهم المعنى الحقيقي لدعم المرأة وتنمية قدراتها، ومعنى الحقوق والواجبات والتحدي والإنسانية، ومعنى الصداقات العابرة للقارات واحترام الخصوصيات وتقبل الاختلاف.
وماذا عن الإلكترونية هل فتحت لك آفاقا أخرى؟
أكيد عرفتني على نساء العالم العربي وعلى مشاغلهن، المجلة الإلكترونية مرت من مراحل متعددة، وأحسن مرحلة هي التي نحن في صددها لأننا والحمد لله نتوفر على طاقم وكفاءات عالية تؤطرها، وبالنسبة لي شخصيا أصبحت مدركة أكثر من الأول ماذا يمكن لمجلة نسائية أن تقدم للقراء وتتيح لهم التعبير على اهتماماتهم.
المجلة رغم كونها نسائية فهي لا تستبعد الرجال، بل بالعكس ففريقها يضم رجالا.
ماذا عن تجربة المجلة إلكترونيا؟
أنا من الأشخاص الذين يؤمنون بمعجزة الانترنيت ودمقرطته والإمكانيات الكبيرة التي يتيحها.
المجلة تعيش حاليا أحسن فترة في مسيرتها، لأنه أولا وكما قلت قبلا هناك كفاءات تؤطرها وأسماء وازنة تديرها ومحتوى ناضج، كما أننا حاليا أكثر انفتاحا وواقعية وأكثر قوة وجرأة، سابقا كنا ننتظر أن يأتي القارئ إلينا، لكن حاليا نحن من نذهب إليه ونلبي اختياراته واحتياجاته، أكثر من أي وقت مضى.
مجلة فرح هي مجلة المرأة العربية كما الرجل أيضا، فهي فضاء يتقاسم فيه انشغالاتهما اليومية وافاقهما المستقبلية.
ماهي طموحاتك في استئناف مجلة فرح الإلكترونية؟
المجلة لم تتوقف أبدا حتى تستأنف، مرت فقط بفترة لم أكن راضية بما كنا ننجزه من محتوى، ابتعدت شيئا ما عن مسارها، أما الآن فهي في تموقعها الصحيح وهذا راجع خاصة لفريق التحرير، وطموحي كما طموح فريق التحرير بأن تصبح من بين المجلات النسائية العربية الأولى.
عودة إلى مسارك الإعلامي السيدة فوزية أريد أن أتوقف عند تجربتك في مجلة ماري كلير؟
مع هيئة التحرير في ماري كلير تعلمت معنى وآليات العمل بالنسبة للصحافة النسائية، كنت جد مقربة من مديرة المنشورات الدولية كاتي برين وكانت بمثابة أستاذة لي، تعلمت منها الكثير وتعلمت ما هو العمل الصحفي وأخلاقيات المهنة والتي نفتقدها كثيرا حاليا.
ود ان اضيف ان عملي في مجلة ماري كلير اعطى دفعة قوية بالتعريف بي، فتم ترشيحي من طرف جمعية 1000 امراة للسلام لنيل جائزة نوبل للسلام سنة 1995، كما اختارتني مجلة ماري كلير ( في عدد غشت 1995) ضمن 100 امرأة يعملن على تغيير العالم.
وماذا عن تجربتك في مجلة كوسموبلوتين الأمريكية؟
كانت مقاربة أخرى وتجربة مغايرة، فإذا كانت ماري كلير قربتني من دور الموضة العالمية ومن الأدباء والباحثين والمثقفين ومن مبدعين كبار لأهم دور الموضة البارزية، فكوسموبلوتين مكنتني من أدخل عالم الأحلام والسينما، وتعرفت على الحياة المنفردة والغنية لمدينة نيويورك، لقد كنت أعيش 48 ساعة في اليوم، كما استطعت صقل إمكانياتي في العمل الصحفي في هذه المجلة.
أود أن أضيف أن في ماري كلير كذلك، تعرفت على معنى النضال والدفاع عن حقوق المرأة، وهو شيء مغاير في المجتمع الأمريكي.
وحينما عدت إلى المغرب، أردت أن تعيشي نوعا من هذه التجربة؟ وإن اختلف المجتمع المغربي عن الأمريكي؟
لا أبدا، كنت وما زلت واعية ومحترمة للفرق بين المجتمعات، لا يمكن نسخ معطيات مجتمع على مجتمع ثاني، أخذ ما هو جيد لكن أن أعيش بنفس الطريقة لا لأن هذا سيصبح اسكزفرينيا.
هناك تجربة في القاهرة على ما أظن، حديثينا عنها سيدتي؟
في القاهرة كانت لي تجربة في مجموعة الأهرام، وما أدراك ما الأهرام، اشتغلت في “نصف الدنيا” وفي “مجلة البيت”، كانت تجربة مرحة وغنية من الناحية الإنسانية واخدت من خلالها الهاما بالواقع العربي.
اخر سؤال أستاذة فوزية طالوت المكناسي، ماذا عن الكلفة المادية عندما كانت مجلة فرح تصدر ورقيا؟ وماذا عن مصادر التمويل؟ (أصر على السؤال ولو أنني أعرف أنك متحفظة على ذلك السيدة الرئيسة المديرة العامة حيث أشتغل).
لا أنا لست متحفظة الكل يعرف التكلفة المادية لمجلة ورقية بالألوان في سنوات التسعينات. أخذت قرضا من البنك وكان أول قرض للمقاولين الشباب، لم يكفيني هذا القرض، فقمت بتمويل الباقي من مالي الخاص ومن مردود الدراسات التي كنت أقوم بها، فاستطعت أن أجعل المجلة متوازنة ماديا، مستفيدة من خبرتي في المجال المقاولاتي فأنا قبل مزاولاتي للصحافة حاصلة على دبلوم في الدراسات العليا في تسيير المقاولات.