فاس تخلد يومها السنوي في نسخته الثانية عشر

- Advertisement -

علاء البكري (صحفي متدرب)

تخلد المدينة العلمية فاس، المعتدة بتاريخها العريق الذي يحمل سفرا من اثني عشر قرنا، يومها السنوي في نسخته الثانية عشر، والذي تقرر في شهر يناير 2011، تزامنا مع وضع النواة الأولى للمدينة سنة 789 عندما اختار المولى إدريس الأول الضفة اليسرى من وادي فاس، مكانا لإقامة دولته.

واحتفاء بهذا اليوم الذي اعتمد من قبل جمعيات المجتمع المدني الناشطة في مجال حماية التراث والبيئة والمواطنة، تضرب المدينة يوم 4 يناير موعدا لمحفل عمومي للنقاش والمبادرة ينصب على مختلف جوانب تطور فاس وتحولاتها. كما يشكل فرصة للتعبئة وبحث الآليات الكفيلة بتنزيل رؤية استشرافية تواكب التوسع الحضري للمدينة وجعلها على سكة قطار التنمية المستدامة.

وتشتهر المدينة العالمة فاس، التي تم اختيارها من طرف اليونيسكو سنة 1981 كأحد مواقع التراث العالمي للإنسانية، بتعدد معالمها الأثرية، حيث تضم ما يفوق التسعة آلاف منزل تاريخي، و11 مدرسة، و43 مدرسة قرآنية، و83 ضريحا، و176 مسجدا، وجامعة القرويين، بالإضافة إلى 1200 ورشة عمل حرفية فنية ومدابغ تقليدية كبيرة. وتعتبر فاس فضاء للفن والثقافة والروحانية بامتياز، ونموذجا حيا للمدينة المتوسطية والمدينة العربية الإسلامية، بأبراجها الرائعة وجدرانها الخلابة. وتحاول المدينة، حاليا، استعادة مجدها ومواجهة التحديات لضمان تنميتها المحلية وتعزيز انطلاقها الاقتصادي. وفي إطار هذه المحاولات  ستكون هناك مبادرات ومشاريع تنموية تهدف إلى إعادة المدينة لوهجها الثقافي ومجدها السابق من بينها برنامج ترميم المعالم الأثرية والمواقع التاريخية لمدينة فاس، وحوالي أربعة آلاف مبنى مهددة بالانهيار والسقوط، بالإضافة إلى المدابغ والجسور والمدارس التي شيدها الأدارسة ما بين القرنين الثالث عشر والرابع عشر، والتي كلفت أشغالها استثمارات تزيد عن 615 مليون درهم. كما أن هناك مبادرة أخرى تتعلق بإعادة الدينامية للمدينة والنهوض بتراثها، من خلال فتح فنادقها الشهيرة الشماعين والسبيطريين والسطاونيين أمام أنشطة حرفية في طور الاندثار وأنشطة ثقافية وسياحية متنوعة، وهذه النفائس المعمارية التي تعود إلى القرنين ال13 وال14، استعادت حياتها ومعها بعدا غائرا من تراث المدينة العتيقة. nوفي هذا السياق، وجب علينا الوقوف عند البرنامج التكميلي لتثمين المدينة العتيقة لفاس، الذي تم تقديمه أمام جلالة الملك، حيث يروم هذا البرنامج، الذي يكلف غلافا ماليا يناهز 583 مليون درهم، الرفع من جاذبية المدينة لدى الساكنة، وخصوصا الطبقة المتوسطة والزوار أيضا. وتهم المشاريع المسطرة في إطار هذا البرنامج ستة محاور كبرى تشمل تأهيل 11 معلمة تاريخية ورمزية، وترميم دور العبادة، وأنشطة الصناعة والتجارة التقليديتين و37 موقعا آخر، منها 30 نافورة فضلا عن تأهيل الموقع التاريخي لدار الماكينة.ويبقى الاحتفال بهذا اليوم السنوي لمدينة فاس، تخليدا لتاريخ ضارب في العراقة، وفرصة لتكثيف قنوات النقاش المفتوح حول الوضع الراهن للعاصمة العلمية والرؤية الاستراتيجية المستقبلية التي تبتغي إقلاعا لمخططات التنمية بالمدينة وتعزيز تنافسيتها الاقتصادية.

https://www.medi1.com/ar/episode/195741/فاس،-الذاكرة-والتاريخ