لك سيدتي تبريكات العيد  

- Advertisement -

ونحن نودع شهر رمضان الكريم ونفرح بقدوم أيام عيد الفطر، تعودنا أن نتبادل التهاني والتبريكات .. عادة جميلة توارثها العالم الاسلامي منذ قرون من جيل الى جيل.

كانت هاته التهاني تتم بزيارات بيوت أفراد العائلة والجيران والأصدقاء وزملاء العمل. إنها كانت فرصة خاصة لإحياء صلة الرحم وأصول المودة والتلاحم المجتمعي. وإذا تعذر علينا زيارة بيوت الأحباء بسبب البعد، كنا نرسل رسالة نحيط كتابتها بعناية فائقة ونقرؤها مرات ومرات قبل وضعها في الظرف الذي يغلق بإمعان والذهاب إلى بائع طوابع البريد…ووضعها في صندوق البريد. كنا نحس آنذاك بفرحة المجهود الذي نبذله من أجل إرسال تهانينا لمن نحب أو نود.

 ومع تعميم الهاتف سرنا نأخد هاتفنا ونكلم أحبابنا ونأخذ الوقت الكافي لكي نسال عن الكبير والصغير.

كنا نحن النساء نلبس أجمل ما عندنا ونتزين بأغلى مجوهراتنا بعد ما نكون قد قضينا الأيام الأربعة أو الثلاثة الأخيرة من شهر رمضان في إعداد كل أصناف الحلويات من كعب الغزال بشكليه العادي والمفند، والمحنشة،  وأنواع الغْرْيْبَة باللوز وكوكو والسميد إلى غير ذلك،  ونتقاسم ما أعددنا مع الجيران والإخوة والأخوات والجدة والخالة والعمة والسيدة المهجلة والفقيرة. كانت حقيقة اجواءغ يغلب عليها الشعور بالطيبوبة والمحبة والمودة.

كانت النساء لا يخرجن يوم العيد من بيتهن المعطر بنسائم العود وماء الزهر حتى يبقى البيت مفتوح في وجه الزوار.

الأجواء  كانت فعلا أجواء العيد والفرح والبهجة والانسجام وكانت مناسبة كي نسامح من جرحنا ونتصالح مع من خاصمنا.

عيد فطر 2022 .. جاءني  كم هائل من التبريكات من كل الأنواع والأصناف،  جاءتني من عدة بلدان من العالم. وصلتني بكمية هائلة في وقت جد وجيز كانت كلها متشابهة، تفنن مبدعوها في كل ماهو إبداعي وجمالي وتقني و لكنهم تناسوا الأهم الذي يتجلى في كل ما هو روحاني.

لم يتسنَّ لي الوقت لاستقبال كل هاته الرسائل والرد عليها. وجدتها تبريكات باردة ومتشابهة، لم تكف عناء من أرسلها؛ أي جهد انها تبريكات الواتساب المجردة من كل احساس بشري وانساني نفس الرسالة التي ترسل مرات ومرات وتتسلمها من عدة اشخاص بدون أي إضافة لتمييزها.

حزنت جدا إلى ما آلت إليه تبريكات العيد، فأخذت هاتفي وكلمت من كلمت، فتحت باب منزلى واستقبلت من جائني وهو فَرِحٌ بزيارتي، ناديت على أبناء الجيران ووزعت عليهم الحلويات.. حينها أحسست بفرحة العيد.

عيدكم مبارك

 أطلق الله فيه عطفه على عباده ولتبقى الإنسانية هي الأولى والأخيرة..

فوزية طالوت المكناسي

مديرة النشر