تلوث الهواء يقصّر متوسط العمر بأكثر من عامين

- Advertisement -

تلوث الهواء بالجسيمات الدقيقة بفعل احتراق الوقود الأحفوري يؤدي إلى تقصير العمر بأكثر من عامين في المتوسط في كل أنحاء العالم، بحسب دراسة نشرت الثلاثاء. وكانت دراسة حديثة كشفت بأن التلوث يزيد من خطورة الأعراض الناجمة عن الإصابة بفيروس كورونا، وأن الأشخاص الذين يعيشون في مناطق أكثر تلوثا، يزيد احتمال معاناتهم من أعراض أشد عند الإصابة بـ”كوفيد-19“.
وأشار معدّو تقرير مؤشر جودة الهواء الذي أصدره معهد سياسة الطاقة في جامعة شيكاغو إلى أن “من شأن الحد نهائياً من تلوث الهواء العالمي تلبية لتوصيات منظمة الصحة العالمية أن يضيف 2,2 سنة إلى متوسط العمر المتوقع”.
ويتيح جعلُ مستوى الجسيمات الدقيقة في الهواء متوافقاً مع معايير منظمة الصحة العالمية إطالة عمر كل شخص في جنوب آسيا خمس سنوات.
فهذه الجسيمات الدقيقة التي صنفتها الأمم المتحدة عام 2013 ضمن مسببات السرطان، تخترق عمق الرئتين وتدخل الدم، ويمكن أن تسبب أمراضًا في الجهاز التنفسي والقلب والأوعية الدموية.
توصي منظمة الصحة العالمية بألا تتجاوز كثافة الجسيمات الدقيقة في الهواء 15 ميكروغراماً لكل متر مكعب خلال أي فترة 24 ساعة، وأن تظل دون خمسة ميكروغرامات لكل متر مكعب في المتوسط على مدار عام.
وتتجاوز كل المناطق المأهولة بالسكان في العالم تقريباً توصيات منظمة الصحة العالمية، لكن آسيا تحمل الرقم القياسي، إذ أن المستويات في بنغلادش أعلى بـ 15 مرة من المعدلات المطلوبة، وبعشرة أضعاف في الهند وبتسع مرات في نيبال وباكستان.
أما على مستوى العالم ككل، فلم ينخفض التلوث بالجسيمات الدقيقة عام 2020 (وهي أحدث البيانات المتاحة) مقارنة بالعام السابق، على الرغم من التباطؤ الاقتصادي الحاد وانخفاض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بسبب بجائحة كوفيد وتدابير الإقفال.
إلا أن الوضع في الصين يتحسن، إذ انخفض التلوث بنسبة 40 في المئة بين عامي 2013 و2020 ، مما أضاف عامين إلى متوسط العمر المتوقع لسكانها. تلوث الهواءوكشفت دراسة حديثة أن التلوث يزيد من خطورة الأعراض الناجمة عن الإصابة بفيروس كورونا، وأن الأشخاص الذين يعيشون في مناطق أكثر تلوثا، يزيد احتمال معاناتهم من أعراض أشد عند الإصابة بـ”كوفيد-19″.
ودرس الباحثون البيانات الخاصة بـ 151 ألف شخص ممن أصيبوا بكورونا في إقليم أونتاريو، شرقي وسط كندا، ثم قاسوا نسب التلوث في المناطق التي أقاموا بها خلال السنوات الخمس التي سبقت الوباء، وأظهرت النتائج أن من عاشوا في المناطق الأكثر تلوثا ثم أصيبوا بكورونا كانوا أكثر عرضة لدخول المستشفى، بما في ذلك وحدة العناية المركزة، إضافة إلى ارتفاع احتمال الوفاة من جراء المرض.
وأوردت الدراسة التي نُشرت نتائجها في صحيفة “جمعية الطب الكندية”، أن من كانوا يقيمون في مناطق يكثر بها ما يعرف بـ”المواد الجسيمية” التي تكون صغيرة وتنفذ إلى الرئة ودورة الدم، لوحظ لديهم خطر مرتفع لدخول المستشفى وأقسام العناية المركزة، وهو ما يظهر “خطورة تلوث الهواء”، حتى إنه يبدو شبيها بـ”قاتل صامت”.
ويقول الباحثون إن التلوث قد يجعل المصاب بكورونا يحمل “شحنة أعلى” من الفيروس، لأنه يحد من الاستجابة المناعية في رئة الإنسان، لكن هذه المواد ليست العامل الوحيد الذي يفاقم المخاطر، إذ هناك عناصر أخرى كثيرة تنجم عن تفاعل الغازات والجزيئات، فيما ينبه خبراء الصحة إلى تأثيرها على عمل القلب وجهاز التنفس.

(وكالات – فرح)