الجلسة العاشرة للبرلمان الدولي للتسامح والسلام

- Advertisement -

افتتحت اليوم الخميس بالرباط أشغال الجلسة العاشرة للبرلمان الدولي للتسامح والسلام التي يستضيفها البرلمان المغربي من 13 إلى 15 يوليوز الجاري بمدينتي الرباط والداخلة.

وسيتم خلال هذه الدورة، التي تعرف مشاركة أزيد من 80 برلمانيا يمثلون مختلف برلمانات دول العالم، مناقشة عدد من المواضيع المرتبطة بالتسامح والسلام، وبحث سبل التصدي بالوسائل السلمية والحضارية للتحديات السياسية والأمنية والاقتصادية التي يواجهها عالم اليوم.

ويعد البرلمان الدولي للتسامح والسلام من أهم الهيئات التابعة للمجلس العالمي للتسامح والسلام، المنظمة الدولية التي تعنى بترسيخ المبادئ الإنسانية السامية ونشر قيم التسامح والسلام بين الشعوب والدول وفق توجهات ومبادئ الأمم المتحدة.

وأبرز السيد الطالبي العلمي في كلمة له في افتتاح أشغال البرلمان الدولي للمجلس العالمي للتسامح والسلام في دورته العاشرة التي يستضيفها البرلمان المغربي من 13 الى 15 يوليوز الجاري بمدينتي الرباط والداخلة، البعد السياسي والإنساني والثقافي والحضاري الذي تكتسيه هذه الدورة بانعقادها في بلاد عربية إسلامية إفريقية متوسطية “انتصرت، وانتصر ملوكها دائما لقيم التسامح والسلام، جلالةُ الملك المغفور له محمد الخامس، وجلالةُ الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه، وجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، الذي جعل من السلام عقيدة لأمته وبلاده، وثقافة سياسية وأخلاقية تحكم التوجهات الرسمية لمؤسسات الدولة وتؤطر صناعةَ القرارات”.

واستحضر السيد الطالبي العلمي في هذا السياق، الدور الكبير الذي لعبته المملكة في إِشاعة أجواء الثقة، ومد جسور الحوار بين الديانات التوحيدية الثلاث، وما راكمته من مؤتمرات ولقاءات على هذا المستوى، وأيضا زيارة كل من قداسةِ البابا يوحنا بولس الثاني إِلى الدار البيضاء في صيف 1985 على عهد جلالة الملك الحسن الثاني، وقداسةِ البابا فرانسيس إِلى الرباط سنة 2019 واللقاء التاريخي لسماحته بأمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس ، ودور جلالته في دعم مشاريع التسامح والسلام في الشرق الأوسط وبالخصوص خدمة القدس الشريف ومقدساته الدينية والروحية والسعي الصادق والمخلص لإيجاد حلول عادلة منصفة لهذه القضية المقلقة.

كما سجل أن انعقاد هذا المؤتمر بالمغرب، هو مناسبة للتأكيد على أن المملكة بقيادة جلالة الملك، رسخت انخراطها، بحيوية وفعالية، في ديناميات السلام العالمي، وعبرت دائما عن إِسهامها الملموس في التزامات المجتمع الدولي المختلفة ذات الصلة بالسلم والأمن والاستقرار، وعلى رأسها التغيرات المناخية والبيئية، وقضايا الهجرة وحقوق الإنسان والعدالة، والعدالة الانتقالية، والقضايا الاقتصادية والاجتماعية والثقافية واللغوية، وقضايا الأمن ومواجهة الإرهاب والتطرف والجريمة المنظمة.

و قال رئيس مجلس النواب في هذا السياق: “نحن في المغرب ندرك أن هناك مسؤولية أخلاقية وسياسية وإنسانية وحضارية، بل مسؤولية قانونية على عاتق الدول والمؤسسات الدولية والجهوية والإقليمية والوطنية على السواء في توفير أسباب السلام في العالم”، مضيفا أنه من أجل تحقيق ذلك لابد من توفر الإرادات السياسية الحكيمة والالتزام العقلاني وروح الإنصاف، “وهو ما سَمَّاهُ جلالة الملك محمد السادس في بعض خطبه السامية بصحوة الضمير العالمي التي يحتاجها عالمنا المعاصر لحماية كوكبنا الذي يستحق الحياة، ولضمان شروط التعايش الإنساني بمنأى عن الحروب والنزاعات والتوترات والمواجهات وسوء الفهم، وسوء التفاهم”.

واعتبر السيد الطالبي العلمي أن السلام ليس مجرد مثال من المثُل المجردة، ولا مجرد كلمة تقال وتستهلك، وإنما هو عمل استراتيجي يتطلب ثقافة متسامحة ونهجا واضحا وخطط عملٍ وسياسات وبرامجَ ملتزمة ودراسات وأبحاثًا عِلْمية في مواجهة كافة أسباب الخلاف والصراع والتنازع حول السُّلط أو حول الثروات أو حول الحقوق الحيوية للأفراد والجماعات أو حول المصالح الاقتصادية والجغرافيات السياسية والاستراتيجية”.

وتطرق في معرض كلمته إلى النزاعات التي يعرفها العالم ،فضلا عن موجات ثانية وثالثة من الصراعات التي تعاود الاندلاع ونزاعات وحروب جديدة “ما زالت تهدد السلام والاستقرار والأَمن والغذاء وكافة أسباب الحياة الكريمة”.

وخلص السيد الطالبي العلمي إلى القول إن العالم مازال ينتظره الكثير من النضال السياسي والفكري والأخلاقي والدبلوماسية الوقائية،داعيا البرلمانيين، باعتبارهم فاعلين سياسيين، إلى المزيد من العمل لإرساء بيئة كونية للسلام والتسامح والإخاء والمحبة والصداقة والتعاون والتضامن.

وتتواصل أشغال الجلسة العاشرة للبرلمان الدولي للتسامح والسلام بمناقشة تقارير اللجان الداخلية التي انعقدت أمس والتي تعنى بتعزيز السلام، والمرأة والشباب، و الشؤون الخارجية، والتنمية المستدامة، والشؤون القانونية، ومكافحة الإرهاب، على أن تستكمل أشغال المؤتمر غدا الجمعة بمدينة الداخلة حاضرة الأقاليم الجنوبية للمملكة.