لك سيدتي حول الثقافة والتعليم والتربية

- Advertisement -

راج مؤخرا حديث طويل في مجتمعاتنا العربية حول مفهوم الثقافة والتعليم والتربية. لست باحثة أو عالمة اجتماع حتى أغوص في الموضوع بطريقة معمقة. لكن النقاش شدني كثيرا، خاصة،  وأننا أصبحنا نقرأ ونرى ونسمع أشياء لم يكن مجتمعنا المغربي متعود عليها. هاته المفاهيم الثلاثة بالنسبة لي تكون ثلاث نظريات مختلفة، مكملة بالتأكيد بعضها البعض وضرورية لبناء شخصية الانسان،  لكنها تبقى ثلاثة مفاهيم لكل منها وظيفتها الخاصة.

  التعليم هو تعلم وتطوير القدرات الفكرية والجسدية. يشمل التعليم مهارات علمية وفكرية وحسابية وجسدية وغيرها حسب الموقع الجغرافي والفترة التاريخية التي نعاصرها، فالتعليم يرجى منه التقدم والتحسين والتفكير الذاتي والجسدي وإنشاء القدرة على الفهم  والقراءة والكتابة واللياقة البدنية والصحية.

والتربية هي مجموعة من السلوك والمعاملات تعطي للمجتمع ضوابط للعيش والاحترام والتقدير  والآداب، فالتربية تعلمنا حسن المعاملة، كما تلقننا مفهوم حرية الغير من أين تبدأ وأين تنتهي.  التربية هي مكون لأبسط أو أصعب سلوك.  ترافقنا التربية في كل ما نقوم به في حياتنا، حينما نمشي ونتكلم، وحينما نجلس على مائدة الطعام، وحينما نرتدي لباسنا، وحينما نعامل الناس ..في التربية طقوس وعادات  وتصرفات تربينا بها و اعتدنا عليها.  بالعامية المغربية يمكننا أن نتحدث عن الصواب والأخلاق كعنصرين أساسيان للتربية.

أما الثقافة، أو بالأحرى الثقافات، تشهد تجديدًا موضعيًا،  يصعب تعريفه أو تحديده. فهو يتجدر على المستوى الفكري والروحي و حتى السياسي .الثقافة هي بسبب حيوية ، لم نتحدث كثيرًا عنها كما هو الحال اليوم (عن الإعلام ، عن الشباب ، عن وسائط ومنصات التواصل ) حتى استخدام الكلمة يظل غير متحكم فيه، لأنه في بعض الأحيان تأخذ التفاهة  مكان الثقافة.

الإنسان هو في الأساس كائن من الثقافة.. تسمح الثقافة للإنسان ليس فقط بالتكيف مع بيئته ، ولكن أيضًا لتكييفها مع نفسه واحتياجاته ومشاريعه.

وهنا يطرح السؤال نفسه باستمرار؛ هل ما يقدم في منصات التواصل الاجتماعي يمكن تصنيفه في خانة الثقافة وهل لهذا المنتوج الثقافي ضوابط تحكمه وتؤطره. هل باسم حرية الإبداع وحرية التعبير يمكنني التفوه بكلمات دنيئة في برنامج أو منتوج تلفزيوني أوإذاعي أو افتراضى . هل باسم الثقافة يمكن لفنان ما كيف ما كان قدره أن يستعمل علنا أشياء ممنوعة قانونيا وأخلاقيًا واجتماعيا.

ما هي الرسالة التي يحاول الفنان بسلوكه هذا أن يمررها؟ ما يحز في نفسي أكثر هو أن المجتمع لا يمكن أن يعيش دون قوانين وضوابط. لا يمكننا أن نربي الناشئة دون أن تعرف أن هناك حدود في كل شيء .

فالفنان والداعي والمؤثر والمثقف لا بد أن يحمع بين التربية والتعليم والثقافة في فنه وفي إبداعه وفي سلوكه.

لك سيدتي في هذا العدد لشهر أكتوبر 2022 تقديما للتراث الثقافي غير المادي من خلال “دار التراث الشفاهي تيكمي نواوال” التي أُنشِئت في 24 شتنبر 2022 من طرف جمعية ‘لغتنا المواطنة” في قصبة ايت بن حدو  بإقليم ورزازات. سنتقرب  حسب تعريف اليونيسكو من “التراث الذي يمثل إرث الماضي الذي نتمتع به اليوم، وننقله إلى الأجيال القادمة … إن تراثنا الثقافي والطبيعي هما مصدران لا غنى عنهما للحياة والإلهام”

كما سنتعرف  على  نسيم البسفور ..لعميد الادب المغربي عباس الجراري. وبما أن للترف والموضة عنوان في مجلة فرح فاخترنا لكم تقديم تشكيلة من الحقائب اليدوية.

قراءة ممتعة

فوزية طالوت المكناسي

مديرة النشر