أوروبا تسعى لإحياء مهمة “إكزومارس”  البحثية إلى المريخ

- Advertisement -

تأمل أوروبا في إحياء مهمة “إكزومارس” الروسية الأوروبية بعد عام كامل على توقفها بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، بإطلاقها روبوت إلى المريخ عام 2028،  تحت اسم “برسفيرنس”، بحثا عن مظاهر حياة خارج الأرض.

وتشترك أوروبا وروسيا في هذه المهمّة التي تقوم على إرسال مسبار أوروبي إلى سطح المريخ للحفر هناك بحثاً عن أثر لحياة سابقة، على أن يتولى الصاروخ الروسي “بروتون” حمل المسبار إلى وجهته.
لكن مع انطلاق الحرب في أوكرانيا وعملا بالعقوبات التي فرضتها دولها الأعضاء الـ22 على روسيا، علقت وكالة الفضاء الأوروبية المهمة، بعدما أُجِّلت المهمّة التي كانت مبرمجة لعام 2020 إلى 2022 لأسباب عدّة، أبرزها جائحة كوفيد-19.

وشكل ذلك نكسة كبرى لمئات العلماء الذين عملوا مدى عشرين عاما في هذا المشروع الجوهري بالنسبة للبحث عن حياة خارج كوكب الأرض. وما زاد من شدة الصدمة أنها جاءت بعد العقبات الكثيرة التي تخطاها مشروع “إكزومارس” ليبصر النور.

فبعد إطلاق المهمة في 2003، تبين أن كلفتها باهظة للغاية بالنسبة إلى أوروبا التي لم يسبق أن وضعت روبوت على سطح المريخ، فتوجهت إلى الولايات المتحدة التي وافقت على المساهمة فيها، قبل أن تتراجع وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) في 2012 لاضطرارها إلى الاقتطاع من ميزانيتها.

حينها، ظهر شريك لم يكن في الحسبان، وهو وكالة الفضاء الروسية “روسكوسموس”. لكن المهمة، رغم ذلك، أصيبت بنكسة فنية كبرى عام 2016 مع تحطم مركبة الإنزال الاختبارية “شياباريللي”، ما أرغم على إرجاء إطلاق إكزومارس إلى العام 2020.

وفي نهاية 2022، قرر مجلس وكالة الفضاء الأوروبية على المستوى الوزاري مواصلة المهمة مع تخصيص ميزانية إضافية بقيمة 500 مليون يورو على ثلاث سنوات، ما يمثل الحد الأدنى لإبقاء البرنامج على قيد الحياة.

وتقضي الخطة المتبعة ببناء مركبة إنزال أوروبية لعملية إقلاع في 2028، وهو تاريخ يستبعد البعض أن يكون واقعيا.

ويتعين على وكالة الفضاء الأوروبية أولا استرجاع تجهيزاتها مثل الكمبيوتر المحمول على متن المركبة ومقياس الارتفاع الراداري وغيرهما، من داخل مركبة الإنزال الروسية “كازاتشوك” التي لا تزال عالقة في موقع تجميعها في تورينو بإيطاليا.

وتأمل وكالة الفضاء الأوروبية في استخدام محركات أميركية استخدمت لإنزال المركبتين الجوالتين “ديسكوفري” و”برسفيرنس”، كما ستحتاج إلى صاروخ حامل أميركي معدّل لنقل مواد مشعة من أجل الحفاظ على حرارة “روزاليند فرانكلين”.

وسيقوم هذا البرنامج القاضي بإعادة عينات عن سطح المريخ إلى الأرض والمقرر للعام 2030، بتحليل العينات التي يحملها روبوت برسفيرنس وبعثة إكزومارس، ما يجعل المهمتين متكاملتين.

من جهة أخرى، تسعى روسيا إلى تنفيذ هذه المهمة بمفردها في غضون السنوات المقبلة،  وهو الأمر نفسه الذي أكده رئيس وكالة الفضاء الروسية “روسكوسموس” ديميتري روغوزين، بقوله ” نعم سنخسر بضع سنوات، لكننا سنتمكن بمفردنا من تنفيذ هذه المهمة البحثية من موقع فوستوتشني الجديد”، معتبرا في الوقت نفسه أن قرار تعليق المهمة “أمر مؤسف”.