من مختلف بقاع العالم، يشارك أكثر من ثمانين حكواتيا في النسخة الثانية من المهرجان الدولي لفن الحكي الذي تتواصل فعالياته برحاب مؤسسة دار بلارج بقلب المدينة العتيقة لمراكش إلى غاية الـتاسع عشر من الشهر الجاري.
وتعد هذه النسخة من المهرجان التي ينظهما اتحاد الحكواتيين للإبداع الثقافي وفن الحكاية، ومقهى الحكي العالمي، تحت شعار “أصوات الأسلاف”، من بين أهم الأحداث الثقافية الدولية بالمغرب، لأنه يعالج قضية المكانة المعنوية الإنسانية والوظيفة الثقافية الروحية لفن الحكي، والحلقة عموما.
ولكونه أول حدث ثقافي دولي على الصعيد الوطني بعد الجائحة، ولأنه رمز لإعادة إحياء فن الحكاية وحلقة الحكاية في أبرز وأعرق الساحات بالعالم، ساحة جامع “الفنا”، فإن المهرجان يشكل فرصة لتوطيد الدينامية الثقافية التي تعرفها مدينة مراكش، كما أن له وقعا إيجابيًا عليها.
وتمثل التظاهرة، أيضا، مناسبة احتفالية متعددة الثقافات “تسمح بسرد الحكايات بمختلف اللغات واللهجات من بينها العربية الفصحى، والدارجة، والأمازيغية، والإنجليزية والإسبانية والألمانية، والإيطالية واليونانية، والروسية، والفارسية، والفرنسية”.
وبهذه المناسبة، أكد زهير الخزناوي، مدير المهرجان، أن التظاهرة كانت نتاج نوايا وإرادات نبيلة لشغوفين بهذا الفن الذي ينطوي على تملك اللغة والبيان”، “ثم النفاذ إلى الوجدان، لافتا إلى أن “العمل ينكب على تأبيد هذا المهرجان واحاطته بكافة سبل النجاح”، لافتا إلى إنشاء مدرسة لتلقين أسس ومبادئ فن الحكي، بغرض تحبيبه واشاعته في صفوف النشء.
وفي كلمة له، صرح مايك وود، عن اللجنة المنظمة، أن التظاهرة الثقافية تعرف مشاركة حكواتيين من مختلف بلدان العالم، مضيفا أن مدينة مراكش التي تحتضن هذا المهرجان، “شاهدة على تلاقح كل الثقافات”. منوها في هذا الصدد، بالرعاية التي يحظى بها المهرجان من قبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس”.
من جهته، أكد جون روو، الحكواتي البريطاني الشهير، أن مدينة النخيل مراكش هي أمثل فضاء لفن الحكي والحلقة، منوها بالقبول الذي يحظى به هذا الفن لدى الجمهور الواسع. ودعا الحضور الى الإنصات إلى الحكواتيين وإلى “الانغماس بكل جوارحهم في ما يقدمه هؤلاء الذين سيبهجونهم لا محالة”.
ويعتبر المهرجان الدولي لفن الحكي بمثابة فضاء يمكن من سرد القصص والحكايا بعدد من الأماكن العامة، والمتاحف، والمآثر التاريخية، إضافة إلى المقاهي والمطاعم والرياضات بالمدينة الحمراء. ويهدف إلى النهوض بالسياحة الثقافية بمدينة مراكش، والتعريف بمختلف أنماط السرد الحكواتي، والتعرف على مختلف التجارب العالمية في هذا المجال