الحادية عشرة وعشر دقائق من ليلة ثامن شتنبر 2023… :منطقة الحوز… سبع درجات على سلم ريشتر…
الحادية عشرة وأربعون دقيقة من ليلة التاسع والعشرين من فبراير 1960…: أكادير: خمسة فاصل ست درجات على سلم ريشتر…
قوته معتدلة، لكنه كان الأفتك في تاريخ المغرب: خمسةَ عشر ألفِ قتيل. ما لا يقل عن نحو ثلث الساكنة.
نحوُ اثني عشر ألفِ جريح…
وأكثرُ من خمسة وثلاثين ألفَ شخص بلا مأوى.
في تلك الليلة من التاسع والعشرين من فبراير 1960، تحركت الأرض تحت ساكنة أكادير، عم الفزع، وانقطع الكهرباء،،، خرجت الناس إلى الشوارع،،، واختلط الصراخ،،، وهمّ الناس لإنقاذ الناس… نام بعض الأطفال على أمل الاستيقاظ في بيوتهم. لكنّ حجم الكارثة لم يتبين إلا في صباح غد… استيقظ الجميع على مشهد دمار لم يسبق له مثيل في المغرب…
منطقة أكادير ليست منطقة زلزالية لكنها سبق لها أن تعرضت لزلازل طفيفة. لعل أقواها كان في العام 1731، لكن أفتكها كان العام 1960… الأنقاض والجثث المغطاة والغبار وخيام الناجين… بل وساد الخوف من انتشار الأوبئة جراء درجات الحرارة المرتفعة.
أكادير، التي تعني مخزن الحبوب، باتت مخزناً للخراب،،، لكنها سرعان ما انبعثت من رمادها مثل الفينيق، لتترجم ما قاله المغفور له محمد الخامس: لئن حكمت الأقدار بخراب أغادير، فان بنائها موكول إلى إرادتنا وعزيمتنا.
كانت الحادية عشرة وبضع دقائق من ليلة التاسع والعشرين من فبراير 1960….
وزلزال الحوز كان في الحادية عشرة وبضع دقائق من ليلة ثامن شتنبر 2023..