تواصل شرطة الاحتلال الإسرائيلي حملة اعتقالاتها وتهديداتها ضد نشطاء المقاومة والمناهضين للحرب الدائرة داخل أراضي غزة، والتي طالت إلى الآن نحو 200 معتقل، من بينهم الفنانة دلال أبو آمنة، التي اعتقلت الاثنين لمجرد منشور كتبته في صفحتها على منصة فيسبوك.
“لا غالب إلا الله”.. عبارة كانت كفيلة لاعتقال الفنانة الفلسطينية دلال أبو آمنة، التي لم تقم بجرم سوى أنها أرادت أن تعبر عن تضامنها مع ما يجري في قطاع غزة ، فما كان من محكمة الصلح في الناصرة إلا أن مددت اعتقالها حتى الأربعاء 18 أكتوبر.
وأُحيلت الفنانة أبو آمنة إلى مركز شرطة الاحتلال الإسرائيلية في حيفا، حيث تمّ التحقيق معها وتوقيفها للاشتباه في قيامها بـ”تصرف قد ينتهك الأمن العام وسلامة الجمهور”، وسيتم إحالتها في وقت لاحق، بناءً على طلب شرطة الاحتلال، لتمديد توقيفها في محكمة الصلح في الناصرة.
في هذا السياق، صرحت المحامية عبير بكر المدافعة عن الفنانة أبو آمنة، أن الاعتقال يندرج ضمن محاولات ترهيب إسرائيلية، مؤكدة عدم وجود سبب مقنع لتحقيق جنائي معها فالقول “ولا غالب إلا الله ” لا يدعو بالضرورة للعنف.
وأضافت “من حضّ الشرطة الإسرائيلية على الاعتقال هي أوساط صهيونية يمينية اعتبرت أن (لا غالب إلا الله) لجانب علم فلسطين بمثابة دعوة لانتصار فلسطين.
وتابعت “من حق الفنانة أبو آمنة تعريف نفسها كفلسطينية وما كتبته ليس حضّا على الإرهاب. واكتشفت فور زيارتها لها في المعتقل في مقر شرطة العفولة إنهم مددوا اعتقالها قبل التحقيق معها”.
وعن ملابسات اعتقالها، كشفت بكر أن موكلتها أبو آمنة توجهت لشرطة حيفا لتقديم شكوى ضد ناشطة إسرائيلية يمينية بارزة تمنت في منشور على صفحتها في الفيسبوك القتل والاغتصاب وما لبثت أن تعرّضت لتهديدات واسعة هي وزوجها طبيب الأسنان عنان عباسي وهناك أبلغوها أنها معتقلة بنفسها.
وأكدت المحامية بكر أن “معنوياتها عالية وتقول إنها متصالحة مع نفسها ومستعدة لدفع ثمن كونها فنانة فلسطينية ملتزمة وإنها واعية لمحاولة ترهيب فلسطينيي الداخل من خلال مثل هذه الاعتقالات”.
من جهة أخرى، حمل الرئيس التنفيذي لمنظمة “بيتسالمو” الصهيونية، شاي غليك، رئيس معهد العلوم التطبيقية التخنيون في حيفا البروفيسور أوري سيفان، على أبو آمنة لكتابتها في منشورها: “لا غالب إلا الله” لجانب علم فلسطين، وتابع متسائلا “هذا الشعار له بعد تاريخي مهم جدا، فهو رمز لانتصار المسلمين عندما فتحوا الأندلس.. هذا هو أفظع عبارة سمعتها على الإطلاق؛ القول إن الله أراد هذه المذبحة الشنيعة؟ كما قال إنه تلقّى عدة شكاوى في هذا المضمار منها ما يتعلق بالباحثة في التخنيون، دلال أبو آمانة، وهي دكتورة في علم الأعصاب، وفنانة لها ملايين المتابعين في منتديات التواصل الاجتماعي.
ويأتي هذا في وقت تشن فيه إسرائيل حملة اعتقالات في المجتمع العربي منذ بدء عملية “طوفان الأقصى”، علما بأن معظم الاعتقالات على خلفية منشورات على شبكات التواصل الاجتماعي.
كما تعرض عشرات المواطنين العرب للفصل من أماكن عملهم، كما جرى تهديد طلاب عرب من الجامعات والكليات المختلفة بالفصل بسبب منشورات منددة بالعدوان على قطاع غزة.
يشار إلى أن دلال غازي محمد أبو آمنة التي ولدت عام 1983 في مدينة الناصرة شمال فلسطين، مغنية ومنتجة فلسطينية ودكتورة باحثة في علوم الدماغ وفيزيولوجيا الأعصاب من معهد التخنيون التطبيقي في حيفا.