زلزال الحوز : دار المعلمة… زيارة إنسانية تضامنية لثلاثة مراكز لإيواء الأطفال ضحايا الزلزال
علاء البكري
أحدث الزلزال المدمر الذي ضرب المغرب زلزالا اجتماعيا تضامنيا أكبر، عمّ أثره كامل التراب الوطني. فحجم التضامن المحلي الذي أبداه المغاربة مع ضحايا الزلزال فاق التوقعات، وساهم من ضمن عناصر أخرى في التخفيف من وطأة الكارثة والخسارة. في هذا الإطار، كان لوفد من شبكة “دار المعلمة”، يوم الإثنين 13 نونبر الجاري، زيارة إنسانية تضامنية لثلاثة مراكز لإيواء الأطفال ضحايا الزلزال بمدينة مراكش، تماشيا مع المبادرات الإنسانية التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، منذ حلول الكارثة.
كانت الثامنة صباحا عندما انطلقنا من قلب مدينة الدار البيضاء. وفد من شبكة “دار المعلمة”، يتوجهون إلى المدينة الحمراء مراكش، في زيارة تضامنية لفائدة الأطفال المتضررين من الزلزال المدمر الذي أفنى أسرهم ودكَّ منازلهم وهدَّ مدارسهم في ذاك الثامن من شتنبر 2023.
بعد حوالي ثلاث ساعات استغرقتها الرحلة عبر الطريق السيار، حطت القافلة في باحة إقامة المدرس، المتواجدة بحي “الدواديات/الوحدة الخامسة”، حيث كان وفد الشبكة على موعد مع 117 تلميذا قادمين من الثانوية التأهيلية “تنمل” بالجماعة القروية ثلاث نيعقوب (بؤرة الزلزال)، والذين يتابعون دراستهم بثانوية ابن سينا بالقرب من المركز.
ومن إقامة المدرس كانت الوجهة صوب مركز الفرصة الثانية الجيل الجديد إدريس الأول، الذي يضم التلاميذ الذكور من إعدادية التضامن المنتمين لجماعة أنكال التابعة لإقليم الحوز، والذين يتابعون دراستهم بإعدادية ابن العريف المجاورة للمقر، ومن تم إلى دار الرحامنة الواقعة بشارع “يعقوب المنصور”، والتي تم تخصيصها، خلال الفترة الحالية، لإيواء التلميذات القادمات من نفس الإعدادية سالفة الذكر، واللائي بلغ عددهن 154 تلميذة، يدرسن بثانوية “النخيل” الإعدادية غير بعيد عن مركز إيوائهن.
وبعد التعريف ب “دار المعلمة” وبأعضائها الحاضرين، وإبراز سبب ومضمون الزيارة، وتقديم الهدايا الرمزية خلال زيارة المراكز الثلاثة، أخذ أعضاء الوفد، على عاتقهم أمر تخفيف وطأة مخلفات الكارثة، سيما على الأطفال الذين فقدوا عائلاتهم وأقاربهم وعاشوا فترات عصيبة نتيجة الخوف والصدمة التي تعرضوا لها، من أجل مساعدتهم على تخطي ما مروا به بسلام بدون انعكاسات سلبية قد تؤثر على حياتهم مستقبلا.
ولم يفت أعضاء الوفد، خلال هذه الزيارة التي شكلت فرصة للتواصل مع الأطقم التربوية والإدارية، التذكير بالجهود الجبارة والثناء على العناية المولوية التي أحاط بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، ضحايا زلزال الحوز، الأمر الذي يكرس التكافل القائم بين الملك وشعبه في السراء وفي الضراء.
على الساعة الخامسة مساء، انتهت الرحلة التضامنية من قلب دار الرحامنة، لتعود قافلة “دار المعلمة” أدراجها نحو الدار البيضاء محملة بشحنة كبيرة من المشاعر الإنسانية الإيجابية والنبيلة، بعدما جاءت محملة بقليل من الهدايا الرمزية في إطار التضامن والتكافل الذي يخدم أهدافها الإنسانية.
لقد شكلت زيارة وفد الجمعية لهذه المراكز بعدا إنسانيا تضامنيا أثبتت من خلاله أن الدعم لا ينبغي أن يكون ماديا فقط، وإنما يجب أن يكون نفسيا كذلك. فما أجمل أن ترى الابتسامة ترتسم من جديد على محيا هؤلاء الأطفال الذين ربما فقدوا كل شيء ولا يريدون منا شيئاً آخر سوى أن نشد أزرهم معنويا.
نشير إلى أن مراكز الإيواء الثلاثة التي تمت زيارتها، توفر الظروف التربوية والاجتماعية لضمان تمدرس التلميذات والتلاميذ، مع استفادتهم من حصص الدعم النفسي والتربوي التي يسهر عليها أطر من مؤسسة محمد الخامس للتضامن لتجاوز آثار الزلزال على نفسيتهم ومن أجل تمكينهم من العودة السريعة للحياة الطبيعية.
#زلزال الحوز
#المغرب
#مراكش