وجه أكثر من مئة عضو في البرلمان الأوروبي رسالة مفتوحة إلى طهران مطالبين من خلالها السلطات الإيرانية بالسماح لعائلة الإيرانية مهسا أميني بالقدوم إلى فرنسا لاستلام جائزة ساخاروف التي مُنحت للشابة بعد وفاتها.
وكان البرلمان الأوروبي قد منح لمهسا أميني خلال شهر أكتوبر جائزة ساخاروف لحرية الفكر، وهي أهم جائزة في مجال حقوق الإنسان من الاتحاد الأوروبي. وكان من المقرر تسليمها اليوم الثلاثاء في مقر البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ.
وأفادت محامية عائلة أميني في فرنسا، شيرين أردكاني، أن السلطات الإيرانية منعت جميع أفراد العائلة، من مغادرة البلاد لتسلّم الجائزة.
وجاء في الرسالة التي وقعها 118 عضواً في البرلمان الأوروبي “يهدف هذا المنع إلى إسكات عائلة جينا مهسا أميني، ومنعها من التنديد بالقمع الفاضح لحقوق النساء، وحقوق الإنسان، والحريات الأساسية من قبل الجمهورية الإسلامية في إيران”، مشيرة إلى أن ما يحدث “يُضاف إلى رفض السلطات الإيرانية السماح لنرجس محمدي، الحائزة جائزة نوبل للسلام للعام 2023، بالتوجه إلى أوسلو لتسلم جائزتها”.
وندد أعضاء البرلمان الأوروبي الذين وقعوا الرسالة بالقول “لا يمكننا أن نتسامح مع ذلك، ويجب عدم إسكات الحقيقة، ويجب إظهار وجه حركة التحرر المذهلة هذه لأوروبا والعالم”، داعين السلطات الإيرانية إلى “العودة عن هذا القرار والسماح لوالدة ووالد وشقيق جينا مهسا أميني بالقدوم إلى البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ الثلاثاء”.
من جانبها، دعت رئيسة البرلمان الأوروبي، روبرتا ميتسولا، في رسالة نشرتها على موقع “إكس”، النظام الإيراني إلى العودة عن قراره، مضيفة أنّ أفراد عائلة مهسا أميني “مكانهم الثلاثاء المقبل (في البرلمان الأوروبي) في ستراسبورغ لتسلم جائزة ساخاروف مع نساء إيران الشجاعات”.
هذا، وتوفيت الإيرانية الكردية أميني عن عمر 22 عاما في 16 شتنبر 2022 بعد ثلاثة أيام من توقيفها من قبل شرطة الأخلاق في طهران على خلفية عدم التزامها القواعد الصارمة للباس في الجمهورية الإسلامية. وأطلقت وفاتها احتجاجات واسعة رفع المشاركون فيها شعار “امرأة حياة حرية”.
وقتل المئات خلال الاحتجاجات بينهم عشرات من عناصر قوات الأمن، بينما اعتقلت السلطات آلاف الأشخاص.
وتعتبر نرجس محمدي البالغة 51 عاماً ناشطة إيرانية عُرفت بنضالها ضدّ عقوبة الإعدام وإلزامية وضع الحجاب في الجمهورية الإسلامية. وتقبع منذ نونبر 2021 في سجون طهران، مما حال دون تسلّمها شخصياً جائزة نوبل للسلام للعام 2023.