وسط غياب عائلتها عن مراسم الحفل في فرنسا بعدما منعتها طهران من مغادرة البلاد، سلم البرلمان الأوروبي، الثلاثاء بستراسبورغ، جائزة ساخاروف التي منحها لمهسا أميني بعد وفاتها، والتي أصبحت “رمزاً للحرية”.
وكانت عائلة أميني تنوي حضور حفل تسليم جائزة ساخاروف في البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، لكنها لم تتمكن من المجيء بسبب منعها من مغادرة التراب الإيراني.
وفي رسالة قرأها محامي العائلة، صالح نيكبخت، الذي تسلم الجائزة بالنيابة عنها،كتبت موجان افتخاري، والدة مهسا أميني، “كنت أود الحضور إلى مجلسكم الكريم لأمثل جميع النساء في بلادي وأعرب عن امتناني لمنح جائزة ساخاروف”، معربة عن أسفها لعدم تمكنها من حضور هذه الفرصة، في انتهاك لكافة المعايير القانونية والإنسانية.
ولدى حديثها عن ابنتها التي شبهتها بجان دارك، أكدت أن حياتها انتزعت ظلما، وقالت في هذا الصدد: “أعتقد بشدة أن اسمها، إلى جانب اسم جان دارك، سيظل رمزا للحرية”.
وشجبت رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا بقرار النظام الإيراني بمنع أقارب مهسا اميني من القدوم إلى فرنسا، معتبرة أن الطريقة التي عوملوا بها هي مثال آخر على ما يواجهه الشعب الإيراني يومياً.
وأكدت ميتسولا “أن شجاعة المرأة الإيرانية وصمودها في نضالها من أجل العدالة والحرية وحقوق الإنسان لن يُكبحا، ولا يمكن إسكاتهن”.
من جانبهم، ندد أكثر من مئة عضو في البرلمان الأوروبي في رسالة مفتوحة بقرار السلطات الإيرانية بمنع عائلة مهسا أميني من مغادرة البلاد، والذي يهدف، في نظرهم، إلى إسكات العائلة ومنعها من التنديد بالقمع الفاضح لحقوق النساء، وحقوق الإنسان، والحريات الأساسية من قبل الجمهورية الإسلامية في إيران.
هذا، مُنحت جائزة ساخاروف لحرية الفكر، وهي أهم مكافأة في مجال حقوق الإنسان صادرة من الاتحاد الأوروبي، في أكتوبر إلى الشابة الكردية الايرانية مهسا أميني التي توفيت عن عمر 22 عاما في 16 شتنبر 2022 بعد ثلاثة أيام من توقيفها من قبل شرطة الأخلاق في طهران على خلفية عدم التزامها القواعد الصارمة للباس في الجمهورية الإسلامية.
وأطلقت وفاتها احتجاجات واسعة مناهضة للقادة السياسيين والدينيين في إيران، وأصبحت أميني رمزاً للنضال ضد فرض الحجاب. وأدى قمع هذه الاحتجاجات إلى مقتل المئات كما أوقفت السلطات آلاف الأشخاص.
ويأتي تسليم جائزة ساخاروف بعد يومين على مراسم تسليم جائزة نوبل للسلام التي منحت لنرجس محمدي والتي لم تتمكن من الذهاب إلى أوسلو لتسلم جائزتها بسبب احتجازها منذ 2021 في سجن بطهران.
من جهة أخرى، مثلت ناشطتان إيرانيتان حركة “امرأة حياة حرية” التي نالت جائزة ساخاروف أيضا، في البرلمان الأوروبي، وهما أفسون نجفي التي قُتلت شقيقتها حديث عن عمر يناهز 22 عاماً خلال مشاركتها في تظاهرة اثر وفاة أميني، ومرسيده شاهين كار التي أصيبت في عينها خلال تظاهرة مناهضة للنظام الإيراني في أكتوبر 2022.
وقالت شاهين كار التي تعيش الآن في ألمانيا، خلال مؤتمر صحافي “نحن هنا باسم جميع النساء، لقد سئمنا من النظام الإيراني”، فيما ناشدت أفسون نجفي المجتمع الدولي بمزيد من الضغط على النظام الإيراني.
جدير بالذكر أن جائزة ساخاروف مُنحت خلال العام المنصرم إلى “الشعب الأوكراني الشجاع” الذي يواجه الغزو الروسي ببسالة.