لاس فيغاس: المعرض السنوي للإلكترونيات يحتفي بتقنيات الذكاء الاصطناعي

- Advertisement -

يزاح الستار، يوم الثلاثاء المقبل ، عن المعرض السنوي للإلكترونيات في لاس فيغاس، مع تخصيص حيز واسع لتقنيات الذكاء الاصطناعي التي يركز المروجون لها على قدراتها في جعل المنتجات الكهربائية المعقدة أكثر ذكاء وأكثر إنسانية.

ويضم المعرض، الذي يعد أحد أهم الملتقيات السنوية لمحبي التكنولوجيا، والذي يقام من 9 إلى 12 يناير في المدينة الأميركية المعروفة بكازينوهاتها، أكثر من 3500 عارض ونحو 130 ألف مشارك.

وخلال هذه السنة، سيقدم المعرض روبوتات باتت بفضل الذكاء الاصطناعي أكثر قدرة على التفاعل، وسيارات أشد ذكاءً، وسوى ذلك من المنتجات التي شهدت تقدماً كبيراً اعتماداً على هذه التقنية.

وفي هذا السياق، اعتبر المدير العالمي للابتكار في شركة “أكسنتشر” آدم بوردن أن المسألة الأهم في معرض “كونيسومر إلكترونيكس شو” هذه السنة تتمثل في “كيفية دمج الذكاء الاصطناعي” في التقنيات القائمة حالياً، مشددا على أن الذكاء الاصطناعي لا يُنتِج بشراً خارقين، بل سيجعل البشر أفضل.

وشرح آدم بوردن كيفية التمييز بين المنتجات التي تشكّل ابتكارات فعلية وتلك التي يشار إلى دور الذكاء الاصطناعي فيها لأهداف محض تسويقية، ملاحظاً أن “الشركات التي تتحدث عن إضافة هذه القدرة تدريجاً” تكون أكثر صدقية من تلك التي تعد بتغييرات جذرية دفعة واحدة تقوم على الذكاء الاصطناعي.

وأوضح المسؤول في “أكسنتشر” أن الذكاء الاصطناعي أتاح حتى اليوم معالجة البيانات على نطاق واسع “بطريقة ثابتة إلى حد ما”.

وتوقع بوردن أن تتوافر “برامج مساعدة شخصية قائمة على الذكاء الاصطناعي ومدمجة في المركبات وفي الروبوتات، تتمتع بالقدرة على استشعار ما يحدث حولها، بما في ذلك العواطف، وتكييف إجاباتها مع تلك البيانات، كما سيكون في استطاعتها تقديم النصائح وكذلك تنفيذ مهام نيابةً عن أصحابها”، كحجز طاولة في مطعم.

 

 

 

ورأى المتحدث أن هذه التكنولوجيا أشبه في بعض الحالات بـ”امتداد لجسم الإنسان وعقله”، مؤكدا أنالذكاء الاصطناعي سيكون قادراً على قياس درجة يقظة السائق بالاستناد إلى تعبيرات وجهه، وانتباه نظره،وبالتالي سيلعب دورا في تحسين السلامة المرورية.

المحللة كارولينا ميلانيسي، من شركة كرييتيفستراتيجيز، أوضحت، في هذا الصدد، أن وفودا من المجموعات الكبرى على غرار “أمازون” و”غوغل” و”إنتل” و”سامسونغ” و”سوني” و”تيك توك”، تحضر للمعرض، مضيفة أن معرض لاس فيغاس هو قبل كل شيء فرصة أمام الشركات الناشئة للتألق والبروز.

وأشارت المحللة إلى أن الذكاء الاصطناعي سيشكّل العنوان الأبرز للمعرض، محذرة مما سمّته “آي إيه ووشينغ” (IA washing) أي “تبييض” بعض الشركات منتجاتها من خلال إيراد معلومات عنها تدّعي أنها طوّرتها بواسطة الذكاء الاصطناعي، من دون أن تكون جعلتها فعلياً أكثر كفاءة.

ويتنامى دور الخوارزميات في مجال الإلكترونيات، من المعدات الصناعية إلى المكانس الكهربائية، لكنّ بروز الذكاء الاصطناعي التوليدي يبشّر بمزيد من التحولات في الأجهزة المستخدمة في الحياة اليومية.

إلاّ أن برامج الذكاء الاصطناعي التوليدي التي باتت في متناول العامّة العام المنصرم بفضل “تشات جي بي تي”، تجاوزت هذا الاستخدام المحدود إلى نطاق أوسع، إذ هي قادرة على إنتاج نصوص أو صور أو أصوات بناءً على طلب بسيط، من خلال آلات تستقي المعرفة من جبال من المعلومات والبيانات، على الخوادم، وربما في الوقت الحقيقي.

من جهة أخرى، لفت الخبير المستقل، آفي غرينغارت، إلى أن السيارات أصبحت منصات سيّارة للبرمجيات، أو بالأحرى إلكترونيات مثبتة على عجلات”، مشيراً إلى أن المعرض سيشهد “الإعلان عن منتجات كثيرة من هذا القبيل”.

وخصّص المعرض بالفعل حيّزاً واسعاً للمركبات الشخصية والصناعية والزراعية الذاتية القيادة، والدراجات النارية والقوارب الذكية وبرامج الكمبيوتر التي أصبحت ضرورية في كل وسائل النقل. كما تم تخصيص موقع مميز في المعرض للصحة والجمال أيضاً.

ونشير إلى أن المعرض استعاد منذ العام الفائت حضوره الجماهيري الكبير، مع أنه عانى، كسواه من المؤتمرات والملتقيات الكبرى، من تبعات جائحة كوفيد-19.