بمبادرة من السفارة المغربية بأذربيجان، أُزيح الستار أمس الخميس بالعاصمة باكو عن معرض للصور الفوتوغرافية، يسافر بالجمهور الأذربيجاني في رحلة غامرة في التاريخ المعماري المبهر للمملكة من خلال ستة تسلسلات تمتد من العصور القديمة إلى العصر الحديث.
وتميز افتتاح هذا المعرض الجذاب، الذي يُنَظَّمُ في بيت باكو للتصوير الفوتوغرافي إلى غاية 17 يناير الجاري، بحضور رئيس الإدارة الوطنية للمحمية التاريخية والمعمارية “إيشيريشهر” شاهين سيد زاده وأعضاء السلك الدبلوماسي وعدد من الشخصيات من عالم الثقافة والإعلام.
وبهذه المناسبة، ذكّر سفير المغرب لدى أذربيجان، عادل امبارش، برمزية هذا المعرض الذي يتزامن افتتاحه مع الذكرى الثمانين لتقديم عريضة الاستقلال.
وأكد السفير المغربي على أهمية هذا اليوم في تاريخ المغرب، مبرزا ثراء وخصوصية التاريخ والثقافة والتراث المغربي، الذي لا تشكل الهندسة المعمارية سوى عنصر واحد من بين عناصر أخرى كثيرة تصنع تميزه.
بدوره، نوه، شاهين سيد زادة، بثقل التراث المغربي الذي يحظى بتقدير كبير في أذربيجان، مذكرا بالتطورات الأخيرة في عام 2023 والتي ساهمت في تعزيز العلاقات الثنائية الممتازة بالفعل، لا سيما تبادل الزيارات رفيعة المستوى.
ورحب المسؤول الأذربيجاني بزيادة قدرها 31٪ في التدفقات السياحية بين البلدين مقارنة بعام 2022، مؤكدا أن هذا المعرض سيساهم في تعزيز الترويج للوجهة المغربية لدى الجمهور الأذربيجاني بالفعل.
هذا، ويقدم المعرض مجموعة مختارة من تسعين صورة فوتوغرافية تغطي فترة العصور القديمة، حيث تم وضع أسس التاريخ المعماري للمغرب مع مدن مثل ليكسوس ووليلي وتامودا، كما تستعرض هذه المبادرة الثقافية الدول المتعاقبة بالمغرب التي شكلت الهوية المعمارية للمملكة وتركت إرثا دائما عبر شبه الجزيرة الإيبيرية وشمال إفريقيا، مما يسلط الضوء على مركزية العمارة المغربية في السردية الثقافية والتاريخية للمنطقة.
وتجسد هذا الثراء مجموعة القصبات والقصور، والتي تم إدراج العديد منها ضمن مواقع التراث العالمي لليونسكو والتي غالبًا ما يتم عرضها في الأفلام السينمائية الشهيرة، مثل قصر آيت بن حدو الذي استضاف ما لا يقل عن ثمانين فيلما ومسلسلا تلفزيونيا عالميا.
كما سيسلَّطُ الضوء، أيضا، على المدن القديمة والأزقة في المدن العريقة المغربية وغيرها من المدن الرمزية، وهي شهادات حية حقيقية عن تاريخ البلاد الغني والمتنوع.
وتظهر الصور المخصصة للعصر الحديث تعايشا متناغما بين الابتكار والحداثة والتكنولوجيا، والاحترام العميق للتراث الوطني من حيث التصميم والمواد مثل الزليج و تدلكت وغيرها.
ويعتبر هذا المعرض، الذي يفتتح الموسم الثقافي الأذربيجاني 2024، دليلا على التزام المملكة المغربية المستمر تحت القيادة القويمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بتعزيز التبادل الثقافي وتوطيد علاقات الصداقة بين المملكة المغربية وجمهورية أذربيجان.