100 يوم من الحرب على غزة… معاناة للنساء وتشريد للأطفال

- Advertisement -

بعد مرور 100 يوم من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ما زالت تتوالى المشاهد المؤلمة والمعاناة الشديدة التي يحياها سكان القطاع سيما الأطفال والنساء.

فمن خان يونس إلى مخيم الشاطئ، ومن حي الشيخ رضوان إلى جباليا شمال قطاع غزة، مرورا بالمنطقة الشرقية في مدينة رفح جنوباً، تشخص الكارثة الإنسانية، وتجمع الوكالات الدولية والأممية على أن الأوضاع في القطاع أصبحت لا توصف في غياب المأكل والدواء والمأوى.

وفي حصيلة مئة يوم من الدم والفقد، أعلنت حكومة حماس اليوم الاثنين عن مقتل  24100 فلسطيني وإصابة 60834 آخرين، أكثر من سبعين بالمئة منهم نساء وأطفال.

وتزداد الأوضاع في غزة بمختلف قطاعاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية سوءا، حيث حول الاجتياح البري الإسرائيلي، المتواصل في شهره الرابع، قطاع غزة على العموم بما فيه من مواطنين وممتلكات ومصالح سواء كانت حكومية أو مؤسسات خاصة إلى أنقاض، وتحولت، على إثر ذلك، أغلب مناطق غزة إلى بؤر رمادية يعلوها ركام الأبنية المنهارة.

حتى الحياة هناك انقلبت رأسا على عقب، فمن شدة المعارك وضراوتها، لا يعرف الفلسطينيون العيش في معسكرات النزوح التي أقامتها منظمات الإغاثة الإنسانية المحلية والدولية ومخيمات النازحين العشوائية، ويختبئون من البرد والمطر بالبلاستيك والخيام المهترئة.

ونزح أكثر من 80% من سكان القطاع إلى الجنوب، حيث تكدسوا في مخيمات غير مؤهلة أو حتى في الحدائق والطرقات والشوارع؛ إذ تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 1,9 مليون شخص أو نحو 85% من السكان، اضطروا إلى مغادرة منازلهم. ولجأ كثيرون إلى رفح أو إلى مناطق أخرى في جنوب هذه المنطقة الصغيرة التي تفتقر إلى البنية التحتية لاستيعابهم، كما أن أقل من نصف المستشفيات في القطاع تعمل جزئيا فقط.

وفي هذا السياق، أكد رئيس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، أن جسامة الموت والدمار والتهجير والجوع والخسارة والحزن في الأيام المئة الماضية تلطخ إنسانيتنا المشتركة.

معاناة الأطفال

في الخامس من يناير الجاري، أشارت منظمة اليونسيف، في بيان لها، إلى إن الأطفال في قطاع غزة يواجهون تهديدا ثلاثيا مميتا مع  ارتفاع حالات الإصابة بالأمراض، وانخفاض التغذية، وتصعيد الأعمال العدائية.

وأبرزت المنظمة الدولية إلى أن آلاف الأطفال لقوا حتفهم بسبب العنف، في حين تستمر الظروف المعيشية للأطفال في التدهور السريع، مع تزايد حالات الإسهال وارتفاع الفقر الغذائي بين الأطفال، مما يزيد من خطر تصاعد وفيات الأطفال”.

وبحسب المنظمة، فقد ارتفعت حالات الإسهال لدى الأطفال دون سن الخامسة من 48 ألفاً إلى 71 ألفاً خلال أسبوع واحد فقط بدءاً من 17 دجنبر الماضي، أي ما يعادل 3 آلاف و200 حالة جديدة يوميا؛ مقارنة بألفي حالة شهريا قبل الحرب.

وأضافت بأن تعتبر الزيادة الكبيرة في الحالات في مثل هذا الإطار الزمني القصير تعتبر مؤشرا قويا على أن صحة الأطفال في القطاع تتدهور بسرعة.

وأعربت المنظمة الأممية عن مخاوفها جراء الوضع المتدهور من حيث سوء التغذية الحاد والوفيات بشكل يتجاوز عتبات المجاعة.

وأكد فيليب لازاريني، في هذا السياق، أن جيلا كاملا من أطفال غزة يعاني من صدمة نفسية، مشيرا إلى أن الأمراض مستمرة في الانتشار، وأن المجاعة تلوح في الأفق.

معاناة النساء

تكابد الفلسطينيات من افتقادهن للخصوصية بمراكز النزوح جنوب غزة، وسط ظروف قاسية يواجهنها لتوفير أدنى مقومات الحياة.

كما حال استمرار إغلاق معبر كرم أبو سالم دون دخول المستلزمات الصحية النسوية، الأمر الذي تصفه الفلسطينيات بـالكارثي، والذي يتزامن مع غياب المياه اللازم للنظافة والاستحمام وحتى للشرب.

كما تقوم النساء في ظل هذه الحرب بأعمال شاقة لا تتناسب مع طبيعتهن الجسدية، مثل تقطيع الحطب لطهي الطعام، والجلوس أمام النيران التي ينبعث منها دخان احتراق الخشب والأوراق لساعات طويلة في العراء.

كل ذلك يحدث في ظل ضغوط نفسية تعاني منها الفلسطينيات بسبب الآثار الكارثية لهذه الحرب بدءا من ترك منازلهن، مرورا بفقدان مقومات الحياة، وصولا لفقدان أفراد من عائلاتهن وأطفالهن.

ريم السالم، المقررة الخاصة المعنية بالعنف ضد النساء والفتيات، أشارت -في بيان- إلى أن المرأة الفلسطينية تعرضت وعلى مدى عقود لهجوم متعدد الطبقات من التمييز والعنف الفظيع والممنهج بسبب الاحتلال الإسرائيلي، والحرمان من حق تقرير المصير.

وأكدت أن الاعتداء على كرامة المرأة الفلسطينية وحقوقها اتخذ أبعادا جديدة ومرعبة منذ سابع أكتوبر، حيث أصبح الآلاف منهن ضحايا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية.

وتواجه الفلسطينيات الحوامل ظروفا صعبة  مع احتمال الولادة دون تخدير أو تدخل جراحي أو احتياطات صحية.

إلى جانب ذلك، فإن التقديرات حرمت أكثر من 690 ألف امرأة وفتاة من الحصول إلا بشكل محدود على منتجات النظافة الخاصة بالدورة الشهرية، وفقا لصندوق الأمم المتحدة للسكان.