اليونسكو: دعوة لاختيار “أبرز العالمات في المغرب العربي”

- Advertisement -

بمناسبة اليوم العالمي لحقوق المرأة الذي يُصادف 8 مارس من كل عام، أطلق المكتب الإقليمي لمنظمة (اليونسكو) بالمغرب العربي، دعوة لتنظيم اختيار عالمات مُلهمات في البلدان الخمس للمنطقة، من أجل إعداد دليل للخبيرات.

وتهدف هذه المبادرة المبتكرة، التي تأتي تحت عنوان “أبرز العالمات في المغرب العربي”، إلى توفير قاعدة بيانات عامة تقدم العالمات المعترف بهن في مجالهن، وبالتالي تعزيز تمثيلهن في المنشورات والأحداث العلمية وتعزيز دورهن كنماذج للأجيال المقبلة، مع تسليط الضوء على مساهمات هؤلاء العالمات الاستثنائية وضمان تمثيل أفضل للمرأة في الأنشطة المتعلقة بالعلوم في المنطقة.

ويجب على العالمات المؤهلات لأن يُدرجن في قاعدة البيانات هذه، وفق بلاغ لمكتب اليونيسكو المغاربي، أن يكن مواطنات إحدى الدول المغاربية التي يغطيها المكتب الإقليمي لليونسكو، الذي يوجد مقره بالرباط، وتشمل كلا من المغرب، وموريتانيا، والجزائر، وليبيا، وتونس، ويُقمن في إحدى هذه الدول.

كما يتعين أن يستوفين المعايير التالية، وهي: أن لا يقل عمرهن عن 25 عاما، وأن يكن حاصلات على شهادة عليا في مجال علمي، وأن يتوفرن على خبرة مهنية لا تقل عن سنتين في مجال البحث العلمي أو التعليم العالي، أو لهن أعمال بحثية قيمة أو مقالات علمية منشورة في مجلات مرموقة.

وأبرز البيان أن المرأة لا تزال ممثلة تمثيلا ناقصا إلى حد كبير في العديد من المجالات المهنية، وخاصة في مجال العلوم، على الرغم من التقدم المحرز في مجال المساواة بين الجنسين، لافتا إلى أن هذا التفاوت لا يؤثر على تنوع وجهات النظر فحسب، بل يهدد أيضا فعالية البحث العلمي وأهميته.

وأكدت أحدث إحصائيات “اليونسكو”، أنه على الرغم من ارتفاع عدد النساء الحاصلات على شهادات عليا في المجالات العلمية، إلا أن ثلث الباحثين في العالم فقط هم نساء، كما أنهن لم يحصلن حتى الآن سوى على 4 في المئة من جوائز نوبل العلمية، مؤكدة على ضرورة ضمان مستقبل علمي عادل ومبتكر ومزدهر للجميع.

وفي هذا السياق،  أشار البلاغ إلى تقرير “اليونسكو” لعام 2018 حول مشاركة المرأة في الدراسات والمهن العلمية، حيث تكشف البيانات الخاصة بالمغرب العربي عن نقص كبير في تمثيل المرأة في المجال العلمي.

 ففي المغرب مثلا، رغم أن النساء يشكلن 46 في المئة من طلبة العلوم، فإن نسبة تواجدهن في مجال البحث العلمي لا تتجاوز 29 في المئة، خاصة في المجالات الرئيسية مثل الفيزياء والهندسة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.

ونفس الأرقام تقريبا سجلتها الجزائر، إذ تمثل النساء ما يقرب من نصف طلاب العلوم؛ ولكن يشكلن حوالي 28 في المئة فقط من الباحثين العلميين. وفي تونس، 45 في المئة من طلاب العلوم هم من النساء ولكن يشكلن 31 في المئة فقط من الباحثين العلميين.

وأرجع “اليونسكو” نقص تمثيل نساء شمال إفريقيا في الدراسات والمهن العلمية إلى سلسلة من التحديات المعقدة؛ إذ إنه بالإضافة إلى الصور النمطية المتعلقة بالجنسين، تواجه النساء حواجز اجتماعية واقتصادية تحد من وصولهن وتقدمهن في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.

واعتبر أن تعزيز مشاركة المرأة في العلوم “هو أكثر بكثير من مجرد مسألة عدالة اجتماعية؛ إنها ضرورة لضمان مستقبل علمي عادل ومبتكر ومزدهر للجميع”، داعيا إلى ضرورة تحديد هذه العوائق ومعالجتها بطريقة منهجية وشاملة، وإنشاء مساحات يتم فيها تمثيل المرأة بشكل عادل وتقدير مساهماتها الاستثنائية وتعزيز تطوير العلوم لصالح البشرية.