أنوك إيميه… نجمة كرست حياتها للتمثيل

- Advertisement -

لا يختلف نقاد عالم الأفلام في كون أنوك إيميه – واسمها الحقيقي فرنسواز دريفوس – إحدى أهم نجمات السينما الفرنسية خلال القرن العشرين، نظرا للشهرة العالمية الواسعة التي حققتها من خلال مشاركتها في العديد من الأفلام السينمائية الضخمة، وحصدها للعديد من الجوائز المرموقة طوال مشوارها الفني الطويل والحافل، قبل أن تنطفئ شمعة حياتها يوم 18 يونيو 2024 عن عمر يناهز 92 سنة.

فمن هي أنوك إيميه؟

استنشقت الممثلة الفرنسية أنوك إيميه أولى أنفاسها في الـ27 من أبريل عام 1932 تحت إسم جوديث دريفوس، قبل أن تغير اسمها إلى أنوك، وهو اسم شخصيتها في أول فيلم لها “المنزل على البحر”لهنري كاليف عام 1947، وفي وقت لاحق، أضافت  الممثلة التي وجدت في عالم التمثيل ذلك الملجأ الآمن والواعد، إلى أنوك (وهو اسم والدتها) كلمة إيميه، وانطلقت به تفادياً لاحتمال إلقاء القبض عليها وترحيلها إلى أحد تلك المعسكرات النازية كونها يهودية.

بدأت إيميه مسيرتها الفنية في عالم السينما وهي لم تتجاوز الرابعة عشرة من عمرها، وتلقت دروس التمثيل والرقص في سنواتها الأولى، إلى جانب تعليمها النظامي. ورغم أن غالبية أفلامها كانت فرنسية، إلا أنها أنتجت أيضا أفلاما في إسبانيا وبريطانيا وإيطاليا وألمانيا، إلى جانب بعض الإنتاجات الأميركية مما منحها انتشاراً وصيتا عالمياً كبيراً.

وشاركت النجمة الفرنسية في أفلام مع أعظم الأسماء في السينما الفرنسية الإيطالية: جاك دومي (“لولا”)، وفيديريكو فيليني “لا دولتشي فيتا” و”ويت إي دومي،وماركو بيلوتشيو، وجاك بيكر أو أندريه كايات الذي أطلقها عام 1949 في فيلم “ليزامان دو فيرون” (“عشاق فيرونا”).

ولم تنقطع إيميه عن العمل المتواصل طوال الخمسينات تحت إدارة مخرجين من الجيل المؤسس مثل ألكسندر أستروك، وأندريه كايات، وجاك بَكير، وجوليان دوفيفيه، قبل أن تأتيها الشهرة على مرحلتين.

وتزامنت المرحلة الأولى مع اختيارها من قبل المخرج الإيطالي فديريكو فيلليني للمشارَكة في بطولة فيلمه النيّر “لا دولشي ڤيتا” عام 1960 ومن ثَمّ في “الثامنة ونصف” عام 1963، فيما تمثلت المرحلة الثانية في اختيارها مرة أخرى من طرف كلود لولوش لبطولة “رجل وامرأة” أمام جان-لوي ترنتينيان عام 1966، وهو الفيلم الذي حصل على السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي  في نفس العام.

 كما حازت بفضل دورها في هذا الفيلم بجائزة الغولدن غلوب الأميركية وجائزة بافتا البريطانية لأفضل ممثلة، فضلا عن ترشحها عن فئة أفضل ممثلة في حفل جوائز الأوسكار.

في العام 1969، اختارها المخرج سِيدني لومَيت لدور رئيسي في فيلم”الموعد”،  ومن ثَمّ وضعها المخرج المخضرم جورج كيوكر في بطولة أحد آخر أفلامه “جوستين” عام 1970، وبعد أن أدّت مرّة أخرى بطولة فيلم “فرص ثانية” للولوش عام 1976، توجّهت إلى إيطاليا في سلسلة من الأفلام أهمها “وثبة إلى الظلام” لماركو بيلوكيو عام 1980، و”تراجيديا رجل سخيف” لبرناردو برتولوتشي عام 1981.

وحازت الممثلة الفرنسية عام 1980،جائزة أفضل ممثلة في الدورة 33 من مهرجان كان السينمائي عن دورها في فيلم ” آ ليب إن ذا دارك” للمخرج ماركو بيلوتشيو، قبل أن تعود لإدارة لولوش في فيلم “حياة طويلة”سنة 1984، ثم مع جان-لوي ترنتينيان في “رجل وامرأة بعد 20 سنة” عام 1986، وهذا لن يكون الفيلم الأخير للمخرج لولوش معها، إذ قامت سنة 1999 ببطولة “واحد للجميع”.

بعد 3 أعوام نالت الممثلة الفرنسية جائزة سيزار الشرفية تقديراً لتاريخها، ثم توجت علم 2003 بجائزة الدب الفخري عن مجمل مسيرتها في مهرجان برلين السينمائي، لتعلن بعد ذلك قبل عودتها لتمثيل فيلم آخر من أعمال لولوش هو “ما قد تعود به الحرب” عام 2009. في عام 2019 قامت بتمثيل آخر أدوارها وكان أيضاً من إخراج لولوش وهو “أفضل سنوات حياة”.

وبعد مسيرة فنية حافلة، بظهورها في حوالي 70 فيلما من عام 1947 حتى عام 2019، ودعت الفنانة أنوك إيميه، إحدى أشهر الممثلات الفرنسيات، الحياة، في 18 من يونيو 2024عن عمر ناهز 92 عاما.

وبوفاتها، تنقلب صفحة من تاريخ السينما الفرنسية والإيطالية، وهي النجمة الأنيقة والغامضة التي لا تزال أدوارها راسخة في الذاكرة السينمائية، خصوصاً بعدسة المخرجين كلود لولوش وفيديريكو فيليني.