يشهد شهر أكتوبر من كل سنة حملات توعية دولية بخطورة سرطان الثدي، وتشجع النساء على ضرورة الكشف المبكر عن هذا المرض الفتاك.
وتشير معطيات جمعية مكافحة السرطان، إلى أن حوالي 4000 امرأة يصبن بسرطان الثدي كل سنة وبأن امرأة من بين كل ثماني نساء قد تصاب بسرطان الثدي خلال حياتها. أي أن احتمال الإصابة بسرطان الثدي الخبيث تبلغ 12%.
كما تبرز أن النساء التي تبلغ أعمارهن 60 فما فوق هن الفئة الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض الذي يعد ثاني السرطانات انتشارا بين النساء بعد سرطان الرحم.
وتسجل أرقام منظمة الصحة العالمية وجود 1.38 مليون إصابة جديدة بسرطان الثدي سنويا، كما يقتل المرض 458 ألف إنسان في العام.
ويصيب هذا المرض النساء والرجال معا، إلا أن نسبة انتشاره بين الرجال أقل منه بين النساء.
ويحدث سرطان الثدي خللا في خلايا الثدي التي تتكاثر بشكل غير طبيعي مكونة أوراماً وتغيرات في نسيج الثدي تظهر على المدى البعيد.
أورام تؤدي إلى انتشار المرض
ويمكن لهذه الأورام أن تنتشر في جميع أنحاء الجسم وتصبح قاتلة في بعض الأحيان إذا تركت دون كشف أو علاج.
وتبدأ خلايا سرطان الثدي داخل قنوات الحليب و/أو الفصيصات المنتجة للحليب في الثدي. والشكل الأولي لها (اللابِد في الموضع) لا يهدد الحياة ويمكن الكشف عنه في مراحل مبكرة.
ويمكن أن تنتشر الخلايا السرطانية إلى أنسجة الثدي القريبة (سرطان الثدي الغزوي). ويخلق هذا أوراماً تسبب كتلاً أو سماكة.
كما يمكن أن تنتشر السرطانات الغازية إلى العقد الليمفاوية القريبة أو أجهزة الجسم الأخرى (النقيلة). ويمكن أن تشكل النقيلة تهديدا للحياة وأن تكون قاتلة.
ويعتمد علاج هذا المرض على الشخص ونوع السرطان وانتشاره. ويجمع العلاج بين الجراحة والعلاج الإشعاعي والأدوية.
وإلى حد اليوم، مازالت أسباب الإصابة بسرطان الثدي مجهولة، إلا أنه تم الكشف عن عدة عوامل مشتركة للإصابة به منها الوراثة، والسمنة، والتلوث البيئي، والعلاجات الهرمونية، إضافةً إلى شرب الكحول.
أنواع سرطان الثدي وتشخيصها
ينقسم سرطان الثدي إلى قسمين رئيسين وهما سرطان قنوات الثدي وسرطان الثدي الفصيصي، بالإضافة إلى وجود 18 نوعا فرعيا.
ويعد سرطان قنوات الثدي الأكثر انتشارا بين أنواع سرطان الثدي، بينما يشكل سرطان الثدي الفصيصي 15% فقط.
وهناك نوعان فرعيان لسرطان الثدي الفصيصي منها النوع التقليدي وتوقعات سيره أحسن بكثير من النوع الفرعي الآخر، وهو متعدد الأشكال.
وأحيانا، يكون النوعان الرئيسان وهما سرطان قنوات الثدي وسرطان الثدي الفصيصي موجودين مع بعضهما في نفس الثدي.
ويشخص المرض عن طريق أخذ عينة من الكتلة الموجودة على الثدي لفحصها، قبل أن تُجرى عدة فحوصات لمعرفة ما إذا كان المرض قد انتشر، ثم يتم تحديد نوع العلاج المناسب.
أهمية حملات التوعية بسرطان الثدي:
لا غرو أن الحل الوحيد لمحاربة على سرطان الثدي والنجاح في علاجه، هو الكشف المبكر عنه، وهذا ما توصي به الحملات التحسيسية التي ترفع المعرفة المجتمعية بأعراضه وآلية علاجه، ما يرفع نسبة الشفاء والتعافي منه.
واكتشاف أعراض المرض في وقت مبكر، يعني علاجه بأقل نسبة من الأضرار التي تحدث عند التأخر بالكشف عنه، كالاستئصال الكلي للثدي، أو العلاج بالجرعات الكيماوية.
وفي هذا الصدد، تتبنى العديد من المنظمات الدولية أبرزها منظمة الصحة العالمية، أنشطة وحملات توعوية بشأن هذا المرض.
وتنشط معظم هذه الحملات بشكل أكبر، في شهر أكتوبر الوردي، إلا أنها لا تتوقف أبداً طيلة شهور السنة.
وتنفق هذه المنظمات ملايين الدولارات سنويا من أجل توعية وتحسيس المجتمع عامةً وللنساء خاصةً في جميع أنحاء العالم.