باريس: معرض فوتوغرافي يصور مأساة الأفغانيات
يقدم معرض الصور الفوتوغرافية “نو وومنز لاند” في باريس، صورا لنساء أفغانيات، تقرب الحاضرين من ملامسة وضعهن المأساوي، ومعاينة ما تبقى من أطلال أفراحهن.
وتُظهر بعض الصوَر نساء أو فتيات مراهقات يرقصن ويبتسمن، وتركّز صور أخرى على وجوه مقاومتهنّ الصامتة، كما هي الحال عندما يتابعن دروسا في مدارس سرية حتى لا ينسين كل ما تعلمنه.
بينما تبين إحداها يدا حليمة المتشابكتان تحمل محبس زوجها الذي توفي من جرّاء أزمة قلبية يوم إطلاق سراحها من المعتقل بسبب نشاطها.
ولعل أبرز هذه الصور، تلك التي تحمل صورة الطفلة المراهقة موسكا ذات 14 ربيعا، تقف أمام النافذة بحجابها الوردي، وسيعقد قرانها قريبا مقابل بئر وألواح شمسية.
ويتيح معرض “نو وومنز لاند” الذي يستمر حتى 18 نونبر في “ريفيكتوار دي كوردولييه” وسط باريس الدخول إلى يوميات هؤلاء الأفغانيات.
مشروع مشترك
وتعود هذه الصور الحية لعدسة المصورة الإيرانية الكندية كيانا هايري الخبيرة في شؤون أفغانستان، التي أجرت بحوثا حول هذا البلد لمدة تناهز العشر سنوات، سبع منها قضتها في كابل.
وعملت هايري، في هذا المشروع، مع الباحثة الفرنسية ميليسا كورنيه المتخصصة في حقوق المرأة، والتي قضت أيضا ثلاث سنوات ونصف في العاصمة الأفغانية، قبل أن تعود أدراجها لحظة استعادة حركة طالبان للسلطة في غشت 2021.
وخلال هذا المشروع، الذي استمرّ لأشهر عدة، قابلت هايري وكورنيه نحو مئة امرأة وفتاة ما بين يناير ويونيو في سبع ولايات أفغانية.
وفي هذا الشأن، أوضحت كورنيه أن مسار المعرض يتألف من مجموعة قاعات متشابكة تُعرض فيها الصور، تُذكّر المُشاهد لدى مروره فيها بأن النساء الأفغانيات “محصورات اليوم داخل جدران منزلهن”.
وأشارت إلى أن اللقاءات التي خصصنها مع جميع النساء اللواتي قابلنهن كانت في منازلهنّ أو في منازلنا، إذ لم يعد يوجد أي مكان آمن آخر في الخارج.
وحكت كورنيه أن “عائلة موسكا اضطرت بعدما ضاقت بها الحال ماليا، إلى قبول عرض لتزويجها من أحد أبناء المالك في مقابل حصول العائلة على بئر وألواح شمسية تبلغ قيمتها 300 أو 400 دولار”.
فقدان الأمل
من جهتها، أعربت هايري عن حزنها لأن الوضع تغيّر كثيرا خلال الأشهر الستة التي استغرقها العمل على هذا المشروع.
وأكدت أن بعض النساء اللواتي كنّ لا يزلن، بعد مرور عامين ونصف عام على عودة طالبان إلى السلطة، يحاولن تحسين الأمور، فقدن الأمل” اليوم.
أما كورنيه فأبدت أسفها كون أن الجميع يعرف حالة النساء الأفغانيات، ولكن لا توجد إرادة سياسية لمساعدتهن بشكل أكبر في أفغانستان، أو لمساعدتهن على الخروج وقبولهن في أوروبا أو الولايات المتحدة.
الفصل العنصري بين الجنسين
ومنذ استيلاء طالبان على السلطة، دأبت على تأسيس ما يسمى وفق مصطلحات الأمم المتحدة بـ”الفصل العنصري بين الجنسين” في أفغانستان، من خلال طرد النساء تدريجيا من المساحة العامة.
ومنعت طالبان الأفغانيات من متابعة تحصيلهنّ العلمي بعد المرحلة الابتدائية، وارتياد المتنزهات وصالات الألعاب الرياضية وصالونات التجميل.
كما تم منعهن تقريبا من مغادرة منازلهنّ دون مرافق.
كما منعهن قانون “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” الصادر في غشت، من إسماع أصواتهنّ في الأماكن العامة.