لك سيدتي
“الناجية”
فوزية طالوت المكناسي
” The Survivor ”
لتعيين ضحية الاغتصاب في الثقافة الأنجلوسكسونية، نستخدم مصطلح “الناجية”، وهذا المصطلح في رأيي هو الأنسب، كونه يعطي القوة للضحية لمواصلة الحياة.
في اللغة الفرنسية أو في ثقافتنا العربية الإسلامية نتحدث عن ضحية الاغتصاب كشخص عانى من شيء ما، ويتم تصنيفها على الفور. ثقافتنا تعلم الفتيات الصغيرات أن يعتبرن أن أجسادهن ليست ملكًا لهن. إنه تحت تصرف الزوج، الذي من جانبه يوضح للمرأة، أن جسدها المتواجد في فراشه، لم يعد ملكًا لها.
أنا أيضًا عانيت…” نحن نهمس على استحياء
يعد الاغتصاب الزوجي عملا دنيئا ولا شيئ يميزه. وهو فعل شنيع شائع لدى العديد من الرجال والعديد من الفتيات الصغيرات. لكن في مجتمع محافظ، لا نتحدث عن الاغتصاب، إلا نادرا، من خلال خفض أصواتنا… “أنا أيضًا عانيت…” نحن نهمس على استحياء بقصة أجبروا النساء على نسيانها، على نسيان أنفسهن حتى لو أردن الاستمرار في العيش. إنكار مطلق! إنكار وصل إلى أقصى درجات الوقاحة!
لكن العنف الذي تتعرض له المرأة يشمل عدة أنواع منه الجسدي واللغوي والسبرالي والاقتصادي والمجتمعي …ليس هناك عنف بل أعناف.
ما هو مسلم به وحق لنساء العالم لا يضمن حق المرأة الفلسطينية
في هذا العدد اخترنا التطرق لهذا الملف القديم الجديد، ففي الوقت الذي صنفت فيه الأمم المتحدة يوم 25 نونبر كيوم لمحاربة العنف ضد المرأة، فمن حقنا مساءلتها عن وضع النساء الفلسطينيات واللبنانيات في قضية العنف المتزايد الذي يطالهن منذ أكثر من 75 سنة، هل هن لسن معنيات بمقتضيات الاتفاقيات الدولية لمناهضة العنف ضد المرأة؟ وهل يسهم هذا السؤال الذي طُرح مرارا وتكرارا في توفير حق العيش الكريم لهؤلاء النسوة المضطهدات؟
لا أظن حاليا، أن ما هو مسلم به وحق لنساء العالم لا يضمن حق المرأة الفلسطينية التي لها بعض الشجاعة والايمان الراسخ.
وفي هذا العدد، نقدم لكم “مجلة فرح” في حُلَّتها الجديدة.
قراءة ممتعة