الفنانة حلا نقرور – سوريا

- Advertisement -

الفنانة حلا نقرور – سوريا

اخترت ألا اترك وطني وأجمل حفلاتي خرجت من قلب الوجع صرخة حب وسلام

حلا نقرور: أشارك إخوتي المسلمين إفطارهم مثلما يشاركوني صلواتي، ففي سوريا تقرع أجراس الكنائس مع صوت الآذان…أعيادنا هي أعيادهم ..وصلواتنا هي دعاءهم…

حوار التحرير

حلا نقرور، حينما يجتمع الصوت الملائكي والقلب العامر بالإيمان، إيمان بالله، إيمان بالإنسان وإيمان بالوطن، حينما ترجئ أحلامك لتحقق أحلام الغير وتعيد بناء وطنك، حينما تشارك الآخر تفاصيله الصغيرة غير آبه بأي اختلاف، هي هاته حلا نقرور المسيحية التي تنشد للكنيسة فتنشد للإنسانية، هي تلك التي تصر أن تكون أول من يبارك للمسلمين شهر رمضان وتعتبره شهر خير وصيام وإنسانية، كما كتبت على صفحتها، هي الفنانة الرقيقة التي أبت أن تترك تراب أرضها ووطنها وقالت “هم يهدو وإحنا نبني”

كم جميل أن ننهي عددنا الرمضاني باستقبال صوت رائع وقلب أروع، حلا نقرور من سورية العزة والشموخ أهلا بك عبر صفحات محلة فرح.

حلا، نعرف انك من مواليد حمص وابنة لعائلة عريقة ومعروفة، ودرست في المدارس الغسانية الارثوديكسية بحمص حينها برزت موهبتك بشكل مبكر، ولكنك التفت للترتيل الكنسي وبالأخص البيزنطي، هل وجدت راحتك فيه أم كان ذلك لصغر سنك إذ نعلم انك فيما بعد توجهت للغناء الشرقي وحصلت على إجازة فيه من لبنان؟

بالحقيقة أنا ربيت بحارة من حارات حمص العتيقة حيث رائحة بخور الكنائس تعبق في كل بيت… وتشربت هذا الفن الكنسي منذ صغري وأحببته وتعلمته في كبري ولم يقتصر هذا الفن على الروحانيات بل طورته لاحقا من خلال دراستي، في جامعة الروح القدس -لبنان موسيقى شرقية وصولفيج..

الترتيل الكنسي البيزنطي، ليس الكل يعرف معناه وقوانينه، فهل لك أن تشرحي لنا ولقرائنا بعض حيثياته؟

الفن البيزنطي الكنسي هو فن قائم بحد ذاته بعلومه وأسسه الموسيقية.. فكما للموسيقى هناك علامات موسيقية ومقامات وأوزان، كذلك في الترتيل الكنسي البيزنطي هناك سلم موسيقي خاص ومقامات وعلامات وأوزان… وهناك مرجعيات وكتب كثيرة تتناول هذا العلم وله مرجعياته الهامة ويدرس من خلال معاهد موسيقية كنسية مختصة، وله جمالية فنية خاصة لا يتذوقها إلا كل مستمع راق، إذ تعتمد على الصوت البشري للمرنم دون أي مصاحبة هارمونية، لذلك يصعب على أي كان أن يجيد أداء هذا الفن الصعب الذي يكون باللغة العربية وبكلام لاهوتي ليتورجي وباللحن البيزنطي، أي التابع لبيزنطة أي كنائس الدول التي تتبع التقويم الشرقي ك (اليونان ،روسيا)

أسست الكورال الشرقي سنة 2006، ما كان الدافع خلف ذلك وكيف استطعت أن توظفيه لخدمة الفن في بلدك سورية وفي العالم العربي عموما؟

نحن أبناء المشرق ولهذا الشرق أتينا….(الكورال الشرقي) كان اسم الكورال الذي أسسته في 2006 وبهدف فني وأنساني… إذ لطالما اعتبرت الفن صورة الإنسان …والكورال قدم كل حفلاته لصالح أعمال خيرية فقدم فيها الوجه الفني الجمالي والوجه الأهم، ألا وهو خدمة الإنسان.

اختارك الدكتور انطون الصافي لتكوني جزءا من مؤسسة الصافي التي تحمل رسالة الراحل وديع الصافي رحمه الله، فحدثينا عن الأعمال التي شاركت فيها لروح هذا الفنان الراقي

نعم اختارني الدكتور انطوان الصافي لأكون الصوت الشرقي الذي يرافقه في حفلات تكريم الراحل الكبير وديع الصافي ..قدمنا اوبريت “سورية الله حاميها” وسلسلة حفلات داخل سورية وخارجها لتكريم الفنان الصافي

نلت عدة جوائز مستحقة، فما الذي تعنيه لك الجائزة؟ وما هي أكثر لحظة شعرت فيها بالتأثر وأنت تتسلمين جائزة أو تكريما؟

نعم كرمت كثيرا، واهم لحظة هي تكريمي من السيدة الأولى أسماء الأسد ..التكريم هو شهادة تقدير للفنان وهي مهمة بالنسبة لي، ولكن الأهم هو العطاء الذي لا انتظر منه مقابلآ..”مغبوط العطاء أكثر من الأخذ”

حلا كانت من بين الفنانين السوريين الذين أبوا أن يتركوا بلدهم، وكنت ترددين “هم يهدون ونحن نبني”، كيف استطعت أن تكوني قوية وألا تنقادي مثل غيرك لمغريات عروض أجنبية أنست البعض وطنهم وأهله للأسف؟

الفنان الحقيقي غير قابل للمساومة وخاصة على وطنه….اتخذته قرارا واتبعته نهجا …ومن قلب الحرب شدوت بأجمل الأغاني الوطنية إلى بلد أتنفسه سلاما …وأجمل حفلاتي التي أقمتها كانت خلال الحرب، لأنها أتت من قلب الوجع صرخة حب وسلام.

ألبومك “مثل السما”، وأغنية “الحقيقة” التي اشتهرت كثيرا، فيها الكثير من الدعوة للتآزر والتآخي وحب الوطن والدعاء لسورية، هل كان اختيارك أيضا وهل آنت من أنصار الأغنية الهادفة؟

الأغاني كلها من اختياري وهي أنا بكل ما تحمله من مشاعر وكلمات هادفة… و”الحقيقة”هي من ضمن أغان الألبوم والذي نزل إلى الأسواق من فترة وجيزة وتتناول وضع البلد وحب الوطن… ومؤكد أنا من أنصار الأغنية الهادفة، لأنه هذا هو الفن الذي يبقى ويدوم “في البدء كان الكلمة “

كنت أول السباقين لمباركة شهر رمضان للمسلمين وكتبت عنه شهر صيام وخير وإنسانية ونعرف انك تشاركين بعض أصدقائك إفطارهم كذلك، حدثينا عن سورية التعايش وسورية المحبة قبل هاته الفتن التي أصابتها؟

سورية بلد التعايش والألفة منذ زمن…وهذا الكلام يشدو به كل من يزور وطني…نعم شاركت إخوتي في إفطارهم كما يشاركوني في صلواتي…لم تغلب الحرب على هذا التآلف وهذا النسيج الوطني بكل أطيافه هو أجمل صورة عن سورية…في كل المحافظات السورية تقرع أجراس الكنائس مع صوت الآذان…أعيادنا هي أعيادهم ..وصلواتنا هي دعاءهم…

للإنسان لحظات يفقد فيها صبره ويقل أمله، هل شعرت حلا بهذا يوما وهي تواجه مسيرة فنية حافلة وسط بيئة معقدة بالحروب والمخاطر؟

نعم …وكثيرا…الفنان هو إنسان وأكثر من إنسان…وخاصة عندما يكون فنه التزامه …أنا مغنية مسرح وفني للذواقة المستمعين النخبويين….أتت الحرب لتزيد من صعوبة هذا الفن …وخاصة مع عدم تواجد شركات فنية تدعم الفن الأكاديمي وتسوق له…

من الذي وقف إلى جانب حلا وتريد أن تخبره من منبرنا هذا أنها لن تنسى فضله؟

في صغري المربية فتنة نقرور وأساتذتي الذين اكتشفوا موهبتي… ولاحقا الأب بطرس جمل الذي شجعني لأنشئ الكورال وكانت أجمل حقبة في حياتي… والمطران المخطوف بولس يازجي الذي دعمني في دراستي الموسيقية (أتمنى عودته سالما)، وأيضا وطبعا والدي الذي هو  سندني وداعمي وكذلك زوجي وعائلتي..

حب الوطن يسري في دمك، ولمسنا ذلك من العديد من أعمالك ومواقفك، ما الذي يمكن أن تنصحي به أطفال اليوم وشباب الغد لكي يملكوا هاته الروح؟

أن يحملوا هويتهم في قلوبهم قبل حناجرهم… أن لا يتاجروا بالفن لأن الفن هو صلاة… هو ارتقاء بالإنسان إلى السماوات العليا

طبعا لن ننسى أن نسألك عن القادم من أعمالك

عندي حفلات ومهرجانات صيفية وأيضا أمسيات موسيقية

ما الذي تود أن تقوله حلا في ختام لقائنا هذا في انتظار أن ندرج جديدك عبر مجلتنا طبعا

كل التوفيق لكم ومحبتي …الخير لكل الناس والسلام والأمان لوطني