رواية أبراكساس للكاتبة المغربية حسناء الفرجاني ترى النور
القضايا التي عالجتها الرواية:
رواية أبراكساس في عمومها تعالج ثنائية الخير والشر الذي تم التأكيد عليها في اللوحة الفنية المتواجدة على واجهة الغلاف، حيث تضمنت هاته الأخيرة شعار “التاي تشي” أو “ين يانغ” الشهير لما له من معنى دقيق في فهم آلية هذا الصراع في أدق تصوير بريشة الفنان التشكيلي المغربي الأستاذ محمد صبحي. غير أنه خلف هذا الصراع الأزلي يتوارى العديد من الدروس والعبر، ويبدو ذلك جليا من خلال أحداثها المثيرة إذ يستشف منها ما مدى أهمية من يحيطون بك في مواجهة عثرات الحياة، منها على سبيل الذكر لا الحصر شبح الاكتئاب الذي ينتهي حصاره أمام فسحة الأمل المهداة من العائلة والأصدقاء. كما أنه تم نفض الغبار عن الجهل المطبق من خلال دحض الخرافة بكشف القناع الحقيقي للشر المطلق، والذي عبثا يحاول الاختباء خلف ذريعة المعاناة والهرب من الاتهامات بحجب الحقيقة وإعدام الضمير. بالإضافة إلى أنها تناولت بشكل جدي كلما يتعلق بالأحاسيس والمشاعر البشرية، وذلك من خلال التركيز على كيفية تقلبها حسب تقلب عوادي الزمن، فيخلق هذا نوعا من الانعكاس المتباين في سلوك البعض بين حقد وطمع وانتقام وخذلان، وعند البعض الآخر تضحية وتضامن وثبات كإشارة ربما للبس الحاصل فيما يخص طبائع الناس، فهم في الحقيقة معادن والشر والخير جبلة في ذواتهم، فالظروف لا تغير وجهتهم وإنما تسوقهم إلى حقيقتهم، فبعضهم يتمسكون بأصالتهم رغم سوداوية الظروف وآخرون ينتظرون أول خلوة لإطلاق العنان للوحش الدفين في أعماقهم. رواية أبراكساس تجسد صلة وصل بين الذكريات وظلال الحنين، بين الماضي والحاضر، بين البين والمبهم. هي ملحمة فنية تختزل حياة مليئة بالتناقضات في صدام عنيف بين العلاقات والأواصر المتشابكة، بأسلوب منسق وتعبير جميل يساير بإيحاءاتها تشخيص الخواطر والمعاني وتصوير المواقف المختلفة لإحداث التأثير المتوقع نقله بصدق وبدقة إلى القارئ، حيث يسودها عنصر التشويق ويتنوع الطرح فيها بين حوادث مثيرة وغامضة ووصف تحليلي وحوار شائق. وهكذا فرواية أبراكساس ليست رواية بسيطة تقرأها وتمضي، بل هي جمعت بين الفن الأدبي والفن التشكيلي من خلال لوحات فنية من إبداع الكاتبة ذاتها، والتي زينت بها صفحاتها في بادرة ذكية منها في جعل التفصيلات المبعثرة مجموعة ذات مغزى واحد.
رواية أبراكساس
النبذة الأولى عن الرواية:
يقاتل أعواما من اليأس، يكابد الوحدة والألم لينجو من براثن الاكتئاب مرهقا. فجأة يلتهمه شبح من رماد الماضي. يهوي به من حافة الانهيار إلى القاع المظلم ليستمتع لاعبا بحياته وحياة من حوله، راقصا بأنينه على أغنية الأحد القاتم. فما السبيل لخلاصه إن كان لا يدري أفي قتاله نجاة من الموت أم وهم بطعم النجاة؟.
النبذة الثانية عن الرواية:
أحيانا نتوهم نسيان الماضي، لكن شبح الذكرى لا ينسى زيارة الأطلال، ليتسلل منسابا عبر بوابة الحاضر كظل خفي يطل بلعنته السوداء وروحه العفنة، وأنفاسه الباردة التي تفوح منها رائحة الموت. كيان يجيد عزف الألم والرقص على الآهات، لتصير مواجهته لزاما للانعتاق، وكل ثانية تتسكع بين ردهات الدهر هي سباق نحو الهاوية. فيا ترى كيف ستنتهي لعبته إن كان مبدأها الموت؟.
النبذة الثالثة عن الرواية:
شيطان مظلوم أم آدمي ملعون. تناقض يجتمع تحت عباءة اللعنة، القسوة والكراهية. تناقض يحيي الأسطورة القديمة من ظلال الماضي، فيولد الموت في أبشع صوره ليلهو متسكعا بين أزقة الألم، ويستمتع بأنين ضحاياه في لعبة دامية تتأرجح بين كفتي المعاناة والخلاص، ولعنة الهلاك تصبح وشيكة كلما أخمد سراج العقل وانطفأت شعلة الذكاء.
النبذة الخامسة عن الرواية:
في عالم تسوده كل التناقضات، حيث يصير الممكن محالا والمستحيل متاحا. وحين تتلطخ الأواصر بالدم وتحترق كل العلاقات ويندثر رمادها على عتبات أبواب تحتضر، حينها فقط يصبح الخير عملة نادرة من الصعب العثور عليها إلا في أنفس قوية طاهرة، لا تتغير وجهتها مهما عصفت بها رياح الظروف وماجت بها مآسي الحياة. ففي رواية أبراكساس اجتمعت كل التناقضات لتنجب الشر بجميع أوجهه، متجبرا في مداه قارعا طبول الحرب تحت راية الحقد والكراهية والانتقام. حرب طاحنة هوجاء داست كل المشاعر والقيم دونما رحمة، وصار الموت فيها لعبة دامية تتأرجح بين المعاناة والتفكير في الخلاص، ليظل السبيل الوحيد للنجاة هو احتراق ما في العقل من ذكاء.
نبذة عن الكاتبة:
حسناء الفرجاني كاتبة وفنانة تشكيلية مغربية، حصلت على بكالوريا علمية في سنة 2012، ثم التحقت بكلية العلوم القانونية القاضي عياض بمراكش لتكمل دراستها في سلك القانون بالفرنسية، لتحصل بعدها على دبلوم الدراسات القانونية والسياسية بالفرنسية، ثم تابعت مشوارها الدراسي لتنال الإجازة في القانون الخاص بالفرنسية. بدأت بالكتابة عبر موقع عربي إلكتروني ولها به مجموعة من القصص القصيرة والتي عالجت فيها قضايا إنسانية، كما أن لها قصائد شعرية والتي نشرت على صفحات أدبية إلكترونية. ولها أيضا مقالات ثقافية كتبتها في جرائد ومواقع إلكترونية ومجلات منها مجلة أسرة مغربية، تحت عناوين “فلسفة الألم وسيكولوجية الإبداع” و “فن الكتابة..ما بين الرغبة وشغف الشهرة أم تحصيل المال” و “ما معنى أن يكون الإنسان إنسانا؟”….وفي سنة 2019 تم إصدار أولى أعمالها الأدبية، رواية بعنوان “أبراكساس” من طرف دار نشر ببلومانيا بالقاهرة.