منى البغدادي حرم سفير جمهورية مصر العربية بالمغرب

- Advertisement -

تحميل الغلاف

منى البغدادي

حرم سفير جمهورية مصر العربية بالمغرب

زوجة الدبلوماسي تقوم بدور اجتماعي كبير في توطيد العلاقات الاجتماعية مع المجتمع الدبلوماسي

حاصلة على بكالوريوس اقتصاد وعلوم سياسية باللغة الفرنسية بجامعة القاهرة، تتحدث عدة لغات وترفض أن تكون مجرد ديكور دبلوماسي، كثيرة الحراك، فاعلة جمعوية بامتياز، تعشق المغرب وتمثل بلدها مصر أفضل تمثيل، هي كذلك زوجة وأم لابنتين.

هي منى البغدادي،حرم سفير جمهورية مصر العربية بالمغرب، ضيفتنا لعددنا الجديد من مجلة فرح…

اهلا بك السيدة منى البغدادي،

كانت زمالة وصداقة قبل أن تتحول لقصة حب وخطوبة وكنت وسعادة السفير بعدكما طالبين ثم التحقت به عبر سفرياته، فهل تشعرين انك كنت سندا له وحافزا ليصبح رجلا دبلوماسيا معروفا؟ وهل تؤمنين بمقولة وراء كل رجل عظيم امرأة؟

أهلا بمجلة فرح وقرائها،

بالفعل التقينا في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة حيث كنا ندرس، وبدأت علاقتنا بزمالة وصداقة تحولت إلى إعجاب وحب، وبعد تخرجه تقدم لخطبتي حيث كنت ما زلت طالبة بالكلية، وتم زواجنا بعد التحاقه بالسلك الدبلوماسي المصري. وبعد زواجنا مباشرة انتقلنا إلى باريس حيث كان يدرس لمدة عام ونصف، ورزقنا الله بابنتنا الأولى فور عودتنا للقاهرة، وانتقلنا بعد ذلك لباريس مرة أخرى حيث نقل للعمل في السفارة هناك، وتوالت عودتنا للقاهرة وسفرنا للعمل في الخارج منذ ذلك الوقت ورزقنا في خلال تلك الرحلة بابنتنا الثانية. بالتأكيد أنني كنت سند له في رحلة الحياة هذه، فزوجة الدبلوماسي لها دور كبير في عمل زوجها، بالإضافة إلى توفير الاستقرار ورعاية الأطفال، فإن زوجة الدبلوماسي تقوم بدور اجتماعي كبير في توسعة وتوطيد العلاقات الاجتماعية لزوجها مع المجتمع الدبلوماسي ومع أبناء البلد الذي يعمل فيه. بالتأكيد أن كل زوجين متحابين يؤديان إلى شيء عظيم بصفة عامة.

رغم مساندتك لزوجك ورغم أن القانون لا يخول لزوجات السفير العمل براتب، إلا انك رفضت كما قلت في حوارات سابقة،أن تكوني مجرد ديكور، فنراك فاعلة بامتياز داخل الدائرة الدبلوماسية الدولية والعربية والإفريقية، تقومين بعمل كبير لفائدة الجمعيات الخيرية، وتزورين المستشفيات، تفتحين بيتك للنقاشات السياسية والاقتصادية من خلال اجتماعات زوجات السفراء وتتواصلين مع وسائل الإعلام بشكل دوري، هل تشعرين انك تحققين ذاتك هكذا وأن دراستك وتعبك لم يذهبا سدى أم انه واجب دبلوماسي أكثر؟

القانون المصري لا يسمح لزوجات الدبلوماسيين بالعمل في الخارج براتب أو مقابل، وكان من الصعب خلال تنقلاتنا المستمرة والمتوالية أن اعمل عملا مستقراً، ولذلك فضلت أن أكون فاعلة إلى جانب زوجي من خلال دعمي له وتوسعة وتوطيد علاقاته الاجتماعية، إضافة إلى تواصلي المستمر مع المجتمع الذي نعيش فيه ودعم موقف بلدي وخدمة قضاياها، والتواصل مع الجماعة الثقافية والإعلامية في تلك البلاد والمساهمة بشكل فعال في خدمة المجتمع الذي أعيش فيه، وأن أحب ما أقوم به ولا أقوم به لأنه واجب دبلوماسي، وبالتأكيد لا أشعر أن دراستي وتعبي ذهبا سدى، لأنه أولا كان اختياري أن أكون إلى جانب زوجي وأهتم بتنشئة بناتي ورعايتي لهم،  ومن ناحية أخرى فأنه خلال رحلتنا الدبلوماسية على مدى ثلاثين عاما تعلمت الكثير على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، واكتسبت خبرة كبيرة من خلال التعامل مع أشخاص من كافة أرجاء المعمورة وانفتحت على ثقافات مختلفة.

تقول إحدى الأغنيات”خلفة البنات كنز وحلويات”… علاقتك بابنتيك كيف هي؟ وكيف تستطيعين أن تجعليهما تتجاوزان كثرة التنقل بين الأماكن والشعور باستقرار نفسي سواء في حياتهما الدراسية أو اليومية ككل؟

علاقتي مع ابنتي علاقة صداقة تقوم على التفاهم والاحترام المتبادل، أسعى دائما إلى تفهم احتياجاتهما ومطالبهما من ناحية، وتقديم النصح والمشورة لهما بهدوء ودون محاولة فرض أرائي عليهما، وبالتأكيد كنت أسعى دائما إلى زرع القيم الإسلامية والمصرية والعربية بداخلهما للحفاظ عليهما من التأثر بالمجتمعات التي كنا نعيش بها حتى لا تعانيان عند عودتهما إلى مصر.

بالتأكيد أن كثرة التنقل كانت تشكل صعوبة لهما، حيث أنه كان يجب عليهما في كل مرة ننتقل فيه ترك أصدقائهما في البلد الذي نغادره، وإقامة صداقات جديدة في البلد الذي نصل إليه، وازدادت تلك الصعوبة بعد أن وصلتا لسن المراهقة حيث أن الصداقات في هذه المرحلة تكون حقيقة وتصعب عملية ترك الأصدقاء، إلا أنني كنت أعمل على التخفيف من اثر ذلك من خلال شرح أن طبيعة عملنا تستدعى منا ذلك، وانه يمكن الإبقاء على تلك الصداقات من خلال التواصل المستمر خاصة مع التطور التكنولوجي الذي يسر عملية التواصل من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.

سافرت إلى عدة دول بحكم عمل زوجك، فرنسا، كينيا، بولندا والكونغو ثم المغرب، أكيد لديك حكايات كثيرة وذكريات أكثر في كل بلد، لم تفكري يوما وأنت صاحبة الأسلوب السلس والشيق أن تجمعي هاته التجارب في كتاب مثلا؟

تعودت منذ طفولتي أن اكتب مذكراتي بصفة منتظمة، وفى الواقع فإن ذلك يساعد على الاحتفاظ بتفاصيل الذكريات الشخصية بحيث يمكن العودة لتلك المذكرات للاطلاع على تفاصيل الأحداث التي نتذكر خطوطها العريضة. وبالفعل فأنه مع السفر والترحال والانتقال من بلد إلى بلد، زرت أماكن عديدة وتختلف كل منها عن الأخرى في الطبيعة والجغرافيا والناس والعادات،  كما أنى التقيت وصادفت أشخاصا كثيرين من جنسيات عدة  لدى مع كل منهم ذكريات ومواقف مشتركة، بالتأكيد أن خلال كل هذه الرحلة تعرضت لمواقف كثيرة منها الجيد ومنها السيئ، ولكنني لم أفكر فعليا جمع تلك التجارب في كتاب نظراً لانشغالي المستمر، وقد أفكر في جمعها في كتاب بعد عودتي إلى مصر.

ما هي أكثر الأماكن التي أثرت بك أو أكثر الدول التي شعرت انك فيها مثلما لو كنت ببلدك مصر وتودين أن تطول مدة إقامتك بها؟

كل بلد زرتها كانت لها طبيعة خاصة وخصوصية شديدة، وقد وقعت في غرام كل الدول التي عشت فيها حيث دائما ما أسعى إلى التعرف بعمق عليها واندمج مع شعبها والتعرف على عاداتهم وتقاليدهم وأسلوب حياتهم، إلا أنني منذ حضرت للمغرب وأنا اشعر بأنني في بلدي الثاني، فالشعب المغربي شعب ودود وكريم ومرحب، بالإضافة إلى التقارب الثقافي والفكري الذي اشعر به هنا، وبالفعل فقد كونت صداقات كثيرة جداً في المغرب مع مغاربة من جميع المدن والأطياف، وبالتأكيد فأنني أتمنى أن تطول مدة إقامتي في المغرب.

هل تحاولين الاستمرار بعلاقاتك الدبلوماسية وأيضا الشخصية مع من تعرفت عليهم في بلدان غادرتها؟

دائما أسعى إلى استمرار علاقة الصداقة التي كونتها مع الأشخاص الذين عرفتهم في البلدان المختلفة، بالتأكيد أنه مع التطور التكنولوجى الهائل الذي عرفته وسائل الاتصالات فأن اليوم أصبح أسهل كثيرا التواصل الدائم مع هؤلاء الأصدقاء عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الاتصال الحديثة.

لماذا ترتدي منى الزي المغربي والقفطان تحديدا في العديد من المناسبات؟ وما هي أكثر الأشياء التي تروق لك بالمغرب وترينها متميزة عن بقية بلدان العالم؟

القفطان لباس جميل يعبر عن الروح المغربية، وكما قلت لك أننى دائما ما أسعى إلى التعرف بعمق علي البلد الذي أعيش فيه واندمج مع شعبها والتعرف على عاداتهم وتقاليدهم وأسلوب حياتهم، وطبعاً فأنني ارتدى القفطان في المناسبات التي أحضرها كنوع من الاندماج مع الشعب المغربي إضافة أننى اشعر بالراحة وأنا ارتدى القفطان.

ما هو شعورك كلما عدت إلى أحضان مصر؟

العودة إلى الوطن دائما ما تكون مناسبة سعيدة سواء كانت في إجازة أو عودة بعد انتهاء مهمة في الخارج، حيث أشعر بالسعادة والفرحة للقاء الأقارب والأصدقاء، والشعور بأنك تعيشين بين اهلك وأصدقائك في وطنك، ولكن بالتأكيد في حالة العودة بعد انتهاء مهمة في إحدى الدول أواجه بعض الصعوبات في التأقلم في البداية لأن بعد عدة سنوات خارج الوطن تجدين أن هناك أشياء تغيرت ويجب التوافق معها.

ما الذي تود تحقيقه منى ولكن لم تسنح لها الفرصة لذلك سواء لكثرة السفر أو الانشغالات؟

رغم أننى حققت الكثير في رحلة حياتي إلى جانب زوجى، إلا أنني أثناء دراستى الجامعية للاقتصاد والعلوم السياسية كنت اطمح للعمل في مجال الاقتصاد والبنوك، إلا أن كثرة سفري لم تسمح لي بتحقيق هذا الطموح.

ما هي كلمتك لكل سيدة لديها أجندة عمل مزدحمة مثلك تجعلها تعيش فوضى في حياتها الخاصة والمهنية وأحيانا تؤثر على عائلتها؟

اطلب من كل سيدة لديها أجندة مزدحمة بالارتباطات أن تسعى دائما إلى تنظيم وقتها، وتخصيص مساحة لرعاية أبنائها وزوجها، وألا تترك تلك الارتباطات تطغى على حياتها الأسرية.

منى سيدة البيت والأم كيف تعيش لحظاتها إذا لم يكن لديها عمل ملح؟

نادراً ما يكون لدى وقت فراغ بسبب الارتباطات الكثيرة، وإذا سنحت الفرصة لبعض الوقت استغلها للاستجمام والاستمتاع بلحظات مع بناتى وحفيدتي.

ما هي كلمتك لقراء مجلة فرح التي نختم بها لقاءنا هذا؟

بداية أود أن اشكر مجلة فرح، وأوجه تحياتي لقراء المجلة ولكل الشعب المغربي من خلال مجلتكم الراقية.