الوباء في الاسلام: فرار من قدر الله الى قدر الله

- Advertisement -

الوباء في الاسلام: فرار من قدر الله الى قدر الله

وباء كورونا أو فيروسCovid 19   وباء اكتسح العالم ليتحول الى جائحة، لم تنج منه دولة ولا شعب وذلك بسبب سهولة السفر من بلد الى بلد، مما أدى الى نشر العدوى قبل اقفال الحدود برا وجوا وبحرا، وقد بلغت عدد الاصابات عالميا الى حدود 19 من مارس 2020 حسب منظمة الصحة العالمية 200.000 حالة وبلغت عدد الوفيات اكثر من 8000 حالة وفاة وفي المغرب بلغ عدد الحالات المؤكدة اليوم 22 مارس 2020، 108 حالة مع ثلاث وفيات وثلاث حالات تعافت من هذا الوباء.

ولأول مرة لم تبلغ الصين عن أي حالات محلية وهو ما اعتبرته منظمة الصحة العالمية انجازا رائعا، ولكن لماذا استطاعت الصين وهي اول بلد ظهر فيه الفيروس واكثر بلد تزايدت فيه الحالات، احتواء الامر والسيطرة على تفشيه وخابت في ذلك دول أخرى، لأنها ببساطة منذ الوهلة الاولى، فرضت الحجر الصحي على المدينة التي انتشر منها الوباء، فلا خارج منها ولا داخل اليها، فحصرته وعالجته…

هذا الامر الذي للأسف رأينا عكسه في الدول التي تأخرت في اتخاذ قرار الحجر الصحي،   وخرقه امس في عدة مدن مغربية، فقد هال من يلتزم بالعزل الصحي في بيته ويطبق حالة الطوارئ في المملكة، كم الناس الذين خرجوا في كل من مدن طنجة وسلا وفاس ومكناس مهللين مكبرين غير ابهين بسلامتهم وسلامة من معهم رغم معرفتهم بأن خطورة الفيروس تكمن اساسا في العدوى السريعة وبالتالي فقدان السيطرة عليه مع محدودية الإمكانيات، هؤلاء وبكل بساطة خرقوا حالة الطوارئ لاعتقادات خاطئة لا تمت لدين الاسلام في شيء، فالدين في مثل هاته الحالات أمر بتتبع نصائح اولي الامر منا والدين نهى عن قتل النفس بغير حق، واقتص من القاتل وجعل من يقتل نفسا كمن قتل الناس جميعا، افلست بقاتل وانت تخرج لتحضر العدوى لأطفالك وعائلتك كبيرها وصغيرها، الست بقاتل وانت تصرخ وتلامس وتصافح عشرات الناس في الشارع في ظل انتشار وباء قاتل…؟؟

ان كنت مسلما حقا، فستعرف، أن الله يراك ويسمع نجواك ويسمع دعاءك اينما كنت وانه يأمرك في مثل هاته الحالة بالحجر، نعم أمر بذلك، والقصة في القرآن الكريم، حينما أمر من فروا من الطاعون بالتزام مكان الوباء وعدم الخروج لاماكن غير موبوءة، والقصة تقول انهم كانوا يسكنون قرية تسمى “داوردان” قرب واسط بالعراق فلما امروا بعدم الخروج منها بعد تفشي الطاعون قالوا “نأتي أرضًا ليس فيها موت” ولكنهم توفوا في الطريق، ربما رحمة من الله بمن كانوا ذاهبين اليهم ناقلين المرض معهم.

في كل مراحل الاسلام، نهي عن خروج الإنسان من بيئة موبوءة إلى بيئة سليمة، او دخوله بيئة موبوءة قادما من بيئة سليمة وقال في ذلك رسول الله عليه الصلاة والسلام ، “إذا سمعتم به في أرض فلا تقدموا عليه وإذا وقع وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه”

وهذا رد كاف على من يعيش في دول انتشر فيها الوباء ويرغبون بالعودة للمغرب في مثل هاته الظروف ويكيلون التهم للدولة التي حظرت الرحلات والسفر.

وبالعودة لهؤلاء الذين لم يلتزموا بحالة الطوارئ أمس وخرجوا في تجمعات، وعللوا ذلك بذكر الله وقالوا انه لن يضرهم شيء  بذكره، وانهم مؤمنون بقدره، فجوابهم، ان صحيح، الله امرنا بالإيمان بقدره خيره وشره، ولكن بعد الاخذ بالأسباب وليس قبلها، ودعا لإعمال العقل والبصيرة، وقال إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون، اعقلها وتوكل، هكذا امر نبي الحكمة عليه الصلاة والسلام.

وقد سبق لعمر بن الخطاب أن عاد ادراجه للمدينة راجعا من الشام حيث كان ذاهبا حينما بلغه أنها موبوءة بالطاعون فاعترض عليه صحابي اسمه أبوعبيدة قائلاً (أتفر من قدر الله؟) أجابه قائلاً: (أفر من قدر الله إلى قدر الله)، افكان عمر اقل ايمانا منكم؟؟

الإيمان بقدر الله لا يعني ان نلقي بأنفسنا للتهلكة ولا يعني أن نتسبب في قتل ارواح بريئة…

فلنفر من قدر الله الى قدر الله  لو كنا فعلا نؤمن به سبحانه وبقدره…