اقفال الملاهي الليلية والمطاعم الموسيقية ومنع الاعراس
فنانون وعاملون في الميدان يتحدثون عن معاناتهم
لا شك ان كل القطاعات سواء الرسمية او غير المهيكلة قد تأثرت بجائحة كورونا، توقف للعديد من التظاهرات واقفال للعديد من المحلات، ومن بين من عانى الامرين الفنان وبالأخص العامل في قطاع الغناء والموسيقيين والمصورين الفنيين ومصورو الاعراس والحفلات، فمع توقف المهرجانات الصيفية يأتي ايضا اقفال المطاعم الموسيقية والملاهي الليلية ومنع الاعراس، وبعبارة اخرى، انتهى مورد رزق عدد كبير من المغنين والمطربين وايضا العازفين بل حتى المصورين، خاصة ان البلاغ الاخير حول تخفيف اجراءات الحجر الصحي لم يطل اماكن الموسيقى وبقي منع الاعراس على ما هو عليه الى اجل غير محدد
ولهذا استضفنا العديد من المعنيين وتحدثوا عما يشعرون به ويأملونه
بلبل الراي الفنان رشيد برياح: حان الوقت ان يكون للبطاقة الفنية مفعولها واشكر مكتب حقوق التأليف لالتفاته الطيبة اتجاه الفنانين
كفنان أتمنى من وزارة الثقافة والشباب والرياضة الالتفات للقطاع الفني والموسيقي خاصة، هناك العديد من الموسيقيين والفنانين يعيشون من الدخل الذي يأتيهم من هذا القطاع لهم ولأسرهم وخاصة في هاته الظروف الصعبة التي يمرون بها بدون عمل كما يعرف الجميع أن القطاع الفني في بلادنا غير مهيكل، على الأقل حان الوقت للبطاقة الفنية أن يكون لها مفعول في هاته الظروف الصعبة
أما رسالتي كفنان لجميع المغاربة، الالتزام بالتعليمات الصادرة عن وزارة الداخلية وكذا السلطات المحلية والالتزام بالحجر الصحي والبقاء في المنزل والخروج عند الضرورة والنظافة ثم النظافة، هكذا يمكن لنا أن نحمي أنفسنا ونحمي بلادنا من هذا الوباء وما علينا إلا الصبر ثم الصبر سوف يأتي الفرج بإذن الله
كما اود ان ابلغ شكري الجزيل لمكتب حقوق التأليف على الالتفاتة الطيبة اتجاه الفنانين والمبدعين المنخرطين في المكتب بصرف مستحقاتهم كتسبيق على سنة 2020 بسبب الظروف الصعبة التي يمر بها الفنان إثر هاته الجائحة بتجميد جميع الأنشطة الفنية ببلادنا
الفنان والمطرب عبد العالي أنور: هاته الجائحة كانت مفاجئة للجميع واكثر من تضرر هم الموسيقيون واتمنى من وزارة الثقافة الاعتراف بنا اولا قبل كل شيء
بصراحة كنا نتوقع ان البلاغ الاخير لن يسمح للملاهي والمطاعم الموسيقية ان تفتح وانها ستبقى اخر ما يمكن الافراج عنه وكذلك كان من المنتظر ان يستمر منع تنظيم حفلات الاعراس، لأنه ميدان فيه تجمعات كثيرة ولا يمكن منعها او تقنينها وحتى الميكروفون المستعمل خلال سهرة واحدة يمكن ان يتداوله العديد من الفنانين لتقديم على الاقل ثلاث اغنيات لكل فنان، وبالتالي امكانية العدوى سهلة جدا، ولكن ما لم يكن متوقعا هو ان الفنان لم يحصل على أي دعم، حتى الدعم الذي حصل عليه المواطنون المتضررون لم يحصل عليه الفنان والذي تضرر وبالأخص الموسيقيين الذين تضرروا بشكل كبير، لانهم يعيشون من مدخول يومي للحفلات ويعملون بشكل كبير ومتعب ويعيلون عائلاتهم من اجرهم اليومي وقد تضرروا بشكل لا يمكن تصوره واتمنى ان يعاد النظر لمساعدة هاته الفئة اما الفنان المغني فيمكنه ان يحظى باجر ثلاث اضعاف ما يحصل عليه الموسيقي، ويمكنه ان يتفادى الضرر قليلا اذا كان يوفر شيئا ما ويمكنه مواكبة الجائحة
نتمنى ان يكون الخير بعد هاته الجائحة وان تكون درسا ليس فقط للفنانين ولكن لكل انسان حتى نتعلم منها، واتمنى من وزارة الثقافة ان ترى حلا لمثل هاته الظروف التي عشناها ولم يلتفت لنا فيها احد ولم يدعمنا احد ولم نجد اية مساعدة…
ونتمنى ان يكون هناك حل عما قريب ولو حل وسط ويتم السماح للأعراس والحفلات لنواجه ولو قليلا الضرر الذي تسببت فيه الجائحة ونرفع المعاناة وبالأخص عن الموسيقيين واؤكد على الموسيقيين…
وعلى ذكر الموسيقيين، اريد أن انوه ببادرة طيبة قامت بها الفنانة زينب ياسر وزوجها الفنان مصطفى الليموني، وهي عبارة عن مجموعة واتساب اسموها حب التضامن مع الفنانين والحمد لله اجتمع فيها مجموعة من الفنانين المرموقين وقاموا بتقديم مبالغ مالية استطعنا من خلالها ان ندعم العديد من الموسيقيين واشكرهما على هاته البادرة التي استفاد منها العديد ونتمنى ان تتحرك وزارة الثقافة في هذا الجانب، لان الموسيقي والفنان تضررا بشكل مفاجئ ولا احد كان يضع في حسبانه ما سيقع وليجدوا حلا لدعم الموسيقيين والفنانين والاعتراف بهم، نحن نحتاج للاعتراف اكثر من أي شيء اخر، واشكرك الاخت بشرى على اهتمامك ورقي اختيارك لمواضيعك
الفنان والموسيقي صلاج المامون: ان تأخر فتح اماكن العمل فسأضع قبعة في الشارع وأغني للعامة ولست اخجل من ذلك لأني اسعى لرزق ابنائي بالحلال
كفنان ومثل بقية الناس، التزمت بالحجر مثل غيري وكنت حذرا جدا بحكم ان لدي ثلاث اطفال وزوجة، كنت اخرج كل يومين او ثلاث لأحضر ما احتاج له من أغراض ولا اقترب من المحلات التي ارى فيها ازدحام
الذي حز في النفس في هذا الحجر ما كان يكتب من البعض وما بعثه لي اصدقاء فنانون من تدوينات كتبت في حق الفنان من شاكلة “الان ما بقاتش التفاهة بقاو غير الاطباء والممرضين ما عندنا ما نديرو بالشيخات والفنانة”، يعني خلطوا جميع الاوراق في سلة واحدة واود ان اقول، انه نحن اول من ينتقد نفسه نقدا ذاتيا ونقوم بنقد لبعض الفنانين الذين يسيئون لسمعة الفن والفنان ونحن اول من يعارض ان يكون لهم بوق يسيء للفنان ولا نمانع ان يكون لهم مساحة للتعبير عن انفسهم موجهة لمستوى معين، ولكن دون الاساءة للفن والفنانين الفعليين
اما بالنسبة لعملي، فانا بقيت اشتغل كل ليلة من منتصف الليل حتى السابعة صباحا على الموسيقى واحفظ بعض الاغاني وكنت محظوظا اذ تلقيت اتصالات من اربع اشخاص اثنين من فرنسا واثنين من المغرب، احداهم كانت مشغلتي بأحد المطاعم والتي سألتني ان كنت احتاج شيئا ما وشخص اخر ايضا ميسور الحال وصديق لي طبيب في فرنسا وفنان كبير يعيش في فرنسا وكلهم ابدوا رغبتهم في المساعدة المادية ان احتجت لها، ولكني رفضت بطبيعة الحال، لأني اعتبر انها مستورة والحمد لله حاليا ولكن وبنبرة فكاهة اخبرتهم انهم من هنا الى غاية يوليوز ان لم يفتحوا اماكن العمل فأكيد حينها سنشعر بالحاجة
وفعلا، اتفقنا انا وفتاح نكادي انه من هنا الى 15 او 20 يوليوز على ابعد تقدير، ما لم تفتح أماكن العمل، فسنخرج ونضع قبعة على الارض ونغني في الشارع ونجمع رزق اطفالنا حلالا طييا وان لم يرغب بان يقوم بذلك معي، سأقوم بها وحدي ولن اخجل من العمل من اجل عائلتي، بانمسبة لي ان اغني واحصل على نقود مقابل ذلك امر عادي بالنسبة لي فقد سبق وغنيت في مطاعم وملاهي ليلية وكباريهات واعرف ما هي “الغرامة” ومن قال لك انه لم يبدأ من هاته الطريق فلانه لم يسلك طريق الفن الفعلية، وحينما ترى كبار الفنانين من شاكلة شارل ازنافور وجاك بغيل وغيرهم كلهم بدأوا بالغناء في كباريهات وبعض الفنانين المغاربة سامحهم الله “كتجيهم ناقصة” حينما يقول انه غنى في كباريه استغرب حقا،
لانهم لا يعرفون انها مدرسة، فانت تغني لزبائن يأتون للأكل والاستمتاع والترفيه ومع ذلك تستطيع ان تثير انتباههم من خلال ادائك الغنائي والموسيقي ويستمعون لك ويصفقون لك كما لو كنت تقوم بفن “الحلقة” كما قال عليها الفنان الطيب الصديقي رحمه الله في سيدي عبد الرحمن بلمجدوب “والله اوما كنت سيدي ومولاي لجمعت حولك عشرة انفار في حلقة واحدة”.
اذن هكذا كان الحجر الصحي بالنسبة لي وما زلت ستخذ احتياطاتي الوقائية وانصح اطفالي باتخاذ الحذر كذلك
الفنانة الطربية مريم هلال: شعرت بالتأثير رغم كوني موظفة لدي دخل اخر فكيف بمن يكون دخله من سهرات الفن فقط “صراحة لهلا يحط شي واحد في هاد المحنة.”
أنا فنانة منذ سنة 1999، لكن أحمد الله أنني موظفة ولست محترفة الغناء، اللهم أدمها نعمة يا رب، لكن يحز في نفسي ما يعانيه اغلبية مزاولي الفن سواء عازفين أو مغنيين خصوصا في هاته الجائحة، هم يعانون في صمت ليس لديهم أي مورد أو دخل آخر غير الفن، لما توقف العمل في المطاعم والاعراس، توقفت الحياة عندهم ولا دعم لهم ولا احد تكلم عنهم، وكأنهم “ليسوا من ها البلد” واكثرهم لديهم أسرة، أو يعيل الوالدين أو متزوج وله في أضعف الايمان ولد او بنت و مستأجر منزله.
تخيلي معي كيف سيعيش؟ وكم يمكنه ان يظل يستلف؟
وتضيف “صراحة لهلا يحط شي واحد في هاد المحنة.”
انا مثلا موظفة ولدي راتب شهري، طبعا مع اقتطاع الدين لكن كيفما كان الحال “نقدر نسلك راسي”، لأنني لوحدي ومع ذلك اعتبر نفسي متضررة بوقف الاعراس، فاذا كنت انا لدي دخل وأشتكي واحسست بالتأثير، فماذا يفعل من يشكل الفن مورد رزقه الوحيد؟
واين هي وزارة الثقافة، لا حياة لمن تنادي وهذا الاهمال ليس وليد اليوم وانما من زمان
اقسم بالله احس بمعاناتهم ويح فيز نفسي عدم القدرة على المساعدة، ومن يعاني أكثر؟ الفنان الذي لديه عزة نفسه وكرامة وفنان بمعنى الكلمة، اما المتطفلين في بلدنا ف “راهم داروا علياش يرجعو”، لانهم هم من يعمل أكثر واكيد فهت قصدي اختي بشرى …
أما بالنسبة لبطاقة الفنان، انا طبعا ليست لدي ولم اطلبها يوما، لأنه حسب ما سمعته من الأصدقاء، انها دون أية قيمة، وجودها مثل عدمها، والدليل انهم يعانون وهي لديهم
اختم كلامي واقول “الله يلطف بينا جميعا ويشوف من الحال”
الفنان محسن سلطان: نحن كشمعة نضيئ للناس ونحن ننطفئ الآن، ولا احد انقذنا او نظر الينا بعين الرأفة…. ألسنا مغاربة؟
أنا محسن سلطان من الرباط 33 سنة متزوج أب لطفلة تبلغ من العمر 4 سنوات، تضررت كثيرا من هاته الجائحة، بحيث توقفت عن العمل منذ يوم 14 مارس المنصرم، ولم اتوصل بالدعم رغم انني ارسل عدة مرات وملأت استمارة الدعم وأرسلتها عدة مرات، لكني لم اتوصل ولو بدرهم واحد ولحد الآن لم أستطع تسديد دين الكراء وفاتورة الماء والكهرباء لمدة 3 أشهر ومع العلم انني منخرط مع وزارة الثقافة كفنان، ولكنها لم تعرنا أي اهتمام ولم نتوصل بأي دعم وكأننا لسنا مغاربة
اشتغل بالأعراس المغربية وأقوم بمجهود جبار لبعث الفرحة بقلوب الناس، والان لا أرى أحدا مهتما لحالي، نعاني في صمت وليس لدي أي مدخول اخر غير الموسيقى
إذا كنا نعاني في قطاع الموسيقي في الايام العادية فما بالك في ظرفية جائحة كورونا، الجائحة عمقت جرح الفنان ووضعته في أزمة
ويضيف “نحن أول من قطاع ضرباتو الجائحة ..او حنا آخر قطاع غادي يشتغل” والامور كل تسوء أكثر
نطلب من المسؤولين، التفاتة لنا والنظر لنا بعين الرأفة والرحمة خصوصا الموسيقيين اللذين لا يتوفرون على أي مدخول سوى الميدان الموسيقي
الموسيقيون أيضا هم جزء من المجتمع ويساهمون في صناعة الفرحة والبهجة والسرور، أين هو حقهم في المجتمع؟؟
نحن كشمعة نضيئ للناس ونحن ننطفئ الان، ولا احد انقذنا او نظر الينا بعين الرأفة….
الفنان معاذ سلطان: هناك من الفنانين إن لم يعمل يوما واحدا لا يجد ما يصرفه على اطفاله (الله يحسن العوان)
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، معكم أخوكم الفنان عبد ربو معاد سلطان.
أولا، تحية خاصة للجمهور المغربي داخل وخارج أرض الوطن وتحية خاصة للأخت الصحفية بشرى شاكر، التي اعطتني الفرصة حتى اعبر عن كيفية تمريري لفترة الحجر الصحي.
أقول، الحمد لله والشكر له على هاته الجائحة التي اصابت العالم بأجمعه “ايلا كانت من عند الله فآهلا ويلا كانت من عند العبد فلا سماحة”، هاته الجائحة او هذا السقم، له سلبيات وايجابيات، السلبيات هي أن الفنان في هذا البلد العزيز أو بعض الفنانين الذين من بينهم انا، لم نتلق أي دعم لا من وزارة الثقافة ولا من الدولة، وتعرفين اخت بشرى، خمسة أشهر ماذا تعني، فلا داعي للتفسير، هناك فنانون لاحول ولا قوة لهم، إن لم يشتغلوا يوما واحدا لا يجدون ما يصرفونه على اطفالهم (الله يحسن العوان)
اما الايجابيات، فمن خلال هاته الراحة الحجرية، والتي أسميتها “الحجرية”، تمكنت من اخذ وقت كاف لدراسة ومعالجة بعض الاشياء التي كنت احتاج اليها للاستمرار في المجال الفني مستقبلا، ماذا يجب علي وماذا علي أن أفعل، وكذلك كان هناك الوقت الكافي لحفظ بعض الاغاني وضمها للريبيرطوار الخاص بي، وكذلك لكتابة عدة اغاني وتلحينها لأنني اكتب وألحن رغم الضغط النفسي والسيكولوجي، فالحمد لله استطعنا أن نصبر ونحمد الله على قدره .
واختم بدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم تسليما لجميع المغاربة الأحرار وكل البشرية أكانت مسلمة يهودية مسيحية او بوذية إلخ
“اللهم إنا نعوذ بك من البرص ومن الجنون ومن الجذام و نعوذ بك من سيئ الاسقام”
وللمصورين الفنيين ايضا رأي في ما يحدث
خالد غزالي- قيدوم المصورين الفنيين بالمغرب: لم يتفقدنا احد لا نقابة مصورين ولا جمعية ولا مجلس وطني
بالنسبة للضرر الذي طال مهنة مصور أعراس أو المصور الصحفي العامل في الفن بسبب جائحة كورونا، كان كبيرا وبالأخص أنه يعمل بقوت يومه وحينما انقطع مدخوله، لم ينظر اليه احد، لا نقابة مصورين ولا جمعية ولا مجلس وطني ولا غيرهم.
لذا، نرجو من السلطات المختصة أو المسؤولين على هذا القطاع ان ينظروا إلى المصور المهني أو الحرفي بعين الاعتبار والفنان الموسيقي وبعض الفنانين، الذين تضرروا ولم يهتم لهم أحد عبرهم في هذه الجائحة، الا بعض الفنانين اللذين تبرعوا لبعض الموسيقيين والفنانين من طنجة للكويرة، أما جل المصورين لم يتصل بهم أحد من مسؤولي القطاع.