من حيث العدد والمدة والكيفية.. هل أنت متأكد أنك تستحم بطريقة صحيحة؟
كريستين لافورج مختصة الأمراض الجلدية: إذا تمت إزالة غشاء الحماية الهيدروليبيدي بسبب طول فترة الحمام سيسعى الجلد لحماية نفسه بخلق الدهون
يضمن الاستحمام نظافة الجسم ويزود الإنسان بالنشاط في الصباح ويشعره بالراحة في المساء والانتعاش في الأيام الحارة، ولكن من الضروري أن نحترم قواعد معينة حتى لا يضر الاستحمام بصحة الجسم.
ورغم أن الاستحمام لا يعد من العادات الضارة التي يمارسها الإنسان، ولكن عدد مرات الاستحمام والمدة المستغرقة ودرجة الحرارة التي يتعرض لها الجسم عند الاستحمام تعد من بين القواعد التي ينبغي مراعاتها من أجل الاستحمام دون الإضرار بنفسك.
الاستحمام كثيرا
قالت الكاتبة كاساندر فراديلين -في تقرير نشرته صحيفة “لوفيغارو” (lefigaro) الفرنسية- إنه من الخطأ الاعتقاد بأنه من الضروري الاستحمام بشكل يومي.
وشرح آلان جيلو ديريكتورن -مدير المركز القومي للبحث العلمي الفرنسي ومؤلف كتاب “الجراثيم الجلدية”- قائلا “للجلد -مثل الأمعاء- ميكروبيوتا خاصة به. تسهم في الحفاظ على الرقم الهيدروجيني وتحتوي على كائنات دقيقة تحمينا من الكائنات الدقيقة المسببة للأمراض. وتعمل البكتيريا الموجودة في هذه الميكروبيوتا أيضا على تطهير الجلد، مما يجعله أقوى وأقوى”.
ولهذا السبب، نساعد على إتلاف هذه الكائنات الحية الدقيقة حين نستحم بشكل مبالغ فيه؛ مما يجعل الجسم أقل حماية من الهجمات التي قد يتعرض لها.
وأشارت ماري إستيل رو -مختصة الأمراض الجلدية- إلى أنه “حين نستحم تكون الميكروبيوتا الخاصة بالشخص غير متوازنة بعض الشيء، لكنها تتعافى من تلقاء نفسها بعد بضع ساعات، وبسبب الاستحمام المتكرر، سيكون من الصعب إعادة تكوين نفسها، وقد يتسبب ذلك في ظهور البثور والاحمرار والتهيج”.
مدة الاستحمام 10 دقائق لا أكثر
ليس هناك أفضل من الاستحمام الطويل للشعور بالاسترخاء بعد مرور يوم متعب، ولكن ماري إستيل رو أفادت أنه “عندما تضع الماء على جسمك، فإنك تزيل غشاء الهيدروليبيد، وهو مزيج من الزهم والماء وخلايا الكيراتين، ويحمي البشرة.
وكلما طالت مدة بقائك في الحمام، كلما تخلّص جسمك من هذا الغشاء الواقي؛ وبالتالي، يصبح الجلد جافا وأكثر هشاشة وعرضة للتهيج. من الأفضل أن تتراوح فترة الاستحمام من 5 إلى 10 دقائق في الحمام.
حمام دافئ أو بارد
تعودنا على أخذ حمام دافئ في الشتاء وبارد جدا في الصيف. وفي الحقيقة تعتبر المسألة أكثر تعقيدا من ذلك من أجل سلامة الجلد.
ويفضل استخدام درجات الحرارة الفاترة أو الباردة. يقول آلان جيلو ديريكتورن إن “الحرارة تخفف الدهون التي تحمي الجلد. إذا أخذنا حماما ساخنا فسوف نعمل على ترقيق جميع الأغشية وبالتالي تعزيز فقدان البكتيريا التي تتكون منها الميكروبات لدينا. على العكس من ذلك، نعيد ترسيخ هذه الأغشية من خلال الاستحمام بالماء البارد”.
ناهيك عن أن الاستحمام بالماء البارد مفيد أيضا للدورة الدموية وللتمثيل الغذائي بشكل عام. علاوة على ذلك، تعتبر درجة حرارة الماء أثناء الاستحمام قبل النوم أيضا عامل حاسم في النوم.
الصابون وجل الاستحمام
سواء كانت بشرتك جافة أو دهنية؛ ينبغي أن تتوخى الحذر من المنتجات التي تستعملها. يمكن أن يكون الصابون وجل الاستحمام المستخدم أكثر تجفيفا، بل قد يكون كاشطا أيضا؛ لذلك تنصح عالمة الأدوية الجلدية كريستين لافورج بأنه “يجب أن نعطي الأفضلية للمنتجات التي لا تحتوي على صابون على وجه التحديد، أي التي لم تخضع لرد فعل التصبن”.
الاعتناء بالجسم بعد الاستحمام
لا يقل الاعتناء بالجسم بعد الاستحمام أهمية عن البقية. تحتاج أولا إلى تجفيف الجسم بلطف عن طريق التربيت بالمنشفة. وأفادت طبيبة الأمراض الجلدية ماري إستيل رو أن “الجلد كائن حيوي أساسي، يجب الاعتناء به وتذكر أن فركه لن يؤدي إلا إلى تهيجه”.
ويُوصى بشدة بتدليك الجسم بإحدى الكريمات المرطبة لاستعادة غشاء الهيدروليبيد الخاص بنا بسرعة أكبر. وأضافت الخبيرة أنه “مباشرة بعد الاستحمام، يبقى الجلد رطبا قليلا وهذا يسمح للكريمات بالتغلغل بشكل أفضل”.
المصدر : لوفيغارو