وأنت في طريقك لحجز بطاقة فيلمك الذي اخترت مشاهدته ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، يشد انتباهك عند مدخل البوكس أوفيس مجموعة فنية وتشكيلة متنوعة من الأوجه والأشكال واللوحات الفنية، وبمجرد ما أن تمعن النظر فيها حتى تكتشف أنها مصنوعة من الورق بدقة متناهية وجمالية مريحة، شكلها مجموعة من الشباب ذوي الشهادات العليا: مهندسون، وأطباء، ومحاسبون… احترفوا فن طي الورق، أو ما يعرف بفن الأوريجامي.
ماهو فن الأوريجامي؟
هو فن طي الورق، أو التحليق مع الورق كما يحلو للبعض تسميته. فن ياباني ظهر عام 700م، حيث كانت العائلات اليابانية تشعر بالملل فحاولوا ابتكار لعبة تسليهم وتملأ أوقات فراغهم.
وتزامنا مع انتشار الورق آنذاك شرعوا في طيه على أشكال عديدة، فظهر فن الأوريكامي لينتشر في العالم ويصبح مصدر تسلية ومتنفسا لتفريغ الضغط والطاقة السلبية.
أحمد بخيت ترك الهندسة لاحتراف فن الأوريجامي. أحمد بخيت المعروف ب: “بيخو” هو أحد الشباب الذين احترفوا فن طي الورق وسخره لغايات إنسانية.
الشاب ذو 36 سنة خريج هندسة مدنية هو صاحب فكرة تأسيس “أكاديمية أروى لتعليم الأوريجامي” ، بعدما تعرف على هذا الفن سنة 2011 فجعل هدفه الأول أن يقدم أشياء جديدة ويوظف هذا الفن لغايات إنسانية نبيلة. وبعد تخرجه من كلية الهندسة، قرر ترك المجال والتفرغ لهذا الفن لأنه وجد فيه نفسه كما صرح لمجلة (فرح) “لأن فيه العديد من التنوع، وفيه نوع من الهندسة، كما أنه متجدد، وغير مكلف، فقررت التفرغ له. وهو قرار جريء لكنني أؤمن بالأوريجامي فقد غير حياتي حرفيا”.
بدأ بتشكيل فريق وتكوين أكاديمية تضم العديد من الشباب ذوي الشهادات العليا، ونظم ورشات لتعليم المهتمين فن طي الورق بطريقة متجددة وليس بالشكل التقليدي، فدخل هو ورفاقه في العديد من التحديات والأفكار الجديدة.
وظف هؤلاء الشباب فن طي الورق لغاية إنسانية ونبيلة، فقدموا ورشات لذوي الاحتياجات الخاصة كنوع من الدعم النفسي لهذه الفئة، وأطروا ورشات أخرى لفائدة المكفوفين وقد “كانت تجربة جد جميلة، اكتشفت من خلالها إلى أي حد هذا الفن مؤثر وفعال على النفسية” كما صرح مؤسس أكاديمية أروى لتعليم الأوريجامي، وأضاف أننا اشتغلنا مع اللاجئين من أصول سوريين وإفريقية بمصر من أجل الترفيه عليهم والتخفيف من وطأة المعاناة النفسية لديهم، وقدمنا ورشات أيضا للسيدات المعنفات ومعيلات أسرهن ووجدنا تفاعلا طيبا من طرفهن. ومن المشاريع التي نؤطرها أيضا الاشتغال مع الأطفال في مجال التعليم وتطويره، فقمنا بعمل منهج تجريبي لشرح الرياضيات والهندسة من خلال فن الاوريجامي وكانت بدورها تجربة جديدة وجيدة”.
وأضاف في حواره الحصري مع مجلة (فرح) بأن “فن طي الورق علاج ودعم نفسي وطريقة للتعلم بشكل غير تقليدي. وأنا شخصيا أعمل على هذه النقطة بشكل علمي وأكاديمي، فمن خلال التجارب التي خضناها مع المشاركين في الورشات لاحظنا كيف أن الأوريجامي تمكن من تخفيف الضغط لديهم وساعدهم على الترفيه وإراحة نفسيتهم.
نقوم بتعيلم الاوريجامي بشكل غير تقليدي لأننا نركز على كيفية التعليم “كيف نتعلم” وليس بالشكل التلقيني التقليدي، من خلال التشاركية والإبداع وتغيير نمط التعلم، لأن الأوريجامي يعتبر وسيلة لتنمية مهارات وقدرات الناس، ومثلما يحتاج الجسم للتمرين الرياضي يحتاج العقل أيضا للتمرن. وفن طي الورق يساعد في التفكير وتطوير القدرات وتدريب العقل على الإبداع -كما أضاف بيخو-.
ويقول “منصور”، شاب محاسب يحترف الأوريجامي، “إننا نحاول الاشتغال مع الأطفال كحل بديل لسوشيل ميديا التي تؤثر سلبا على عقولهم، بدل فن طي الورق الذي يساعدهم على الإبداع والتركيز كما يعتبر لعبا لديهم.