تزامنا مع تخليد اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة الذي يصادف الثالث من دجنبر، أطلقت وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، الاثنين بالرباط، المشروع الفني “Art-Lab المغرب” لإدماج الأشخاص في وضعية إعاقة، عبر تمكينهم من المشاركة في الأنشطة الثقافية والرياضية والترفيهية.
ويروم هذا المشروع الفني، الذي تم إطلاقه بشراكة مع مكتب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة بالمغرب، والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، والتحالف من أجل النهوض بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة، إلى الدفاع والنهوض بحقوق هذه الشريحة من المجتمع، ودعم قدراتها الإبداعية والفنية والفكرية والعمل على تنميتها، كما تهدف إلى الاعتراف بالخصوصية الثقافية واللغوية الخاصة بها.
وبهذه المناسبة، أكدت وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، عواطف حيار، في كلمة لها، أن هذا المشروع، يتوخى الدفاع عن ثقافة حقوق الإنسان من خلال الفنون، وتوطيد الروابط الاجتماعية، وتعزيز الحوار بين الثقافات، والاحتفاء بالتنوع البشري، وكذا إدماج الأشخاص في وضعية إعاقة على جميع المستويات، وتعزيز مشاركتهم الثقافية والفنية.
وذكرت أن “الوزارة عملت على استكمال تنزيل الأوراش الاستراتيجية من السياسة العمومية المندمجة للنهوض بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة 2015- 2025، عبر إنجاز دراسة تقييمية لمخطط العمل الوطني للنهوض بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة للفترة 2017-2021، وتحديد التوجهات الكبرى للمرحلة المقبلة، والعمل على إعداد مخطط العمل الوطني للفترة 2024 – 2026″،
وفي هذا السياق، لفتت حيار إلى أن هذه المشاريع تشكل فرصة لتعزيز وتكثيف الأوراش المرتبطة بالمشاركة الثقافية والرياضية والترفيهية للأشخاص في وضعية إعاقة.
من جهتها، أبرزت رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، أمينة بوعياش، أن المشروع الفني “Art-Lab المغرب” ، الذي تم إطلاقه الإثنين، يشكل ورشا مجتمعيا وثقافيا للأشخاص ذوي الإعاقة من أجل تحقيق الاندماج الاجتماعي والثقافي والفني، الذي يساهم بشكل واضح في التنمية المستدامة، مشددة على ضرورة تمتع كل شخص داخل المجتمع بالحق في المشاركة في الحياة الثقافية والتمتع بالفنون.
وأكدت بوعياش أن هذا الورش الفني سيساهم بشكل كبير في كسر الصورة النمطية في حق الأشخاص ذوي الإعاقة، داعية إلى الاهتمام أكثر بتوفير الولوجيات لهؤلاء الأشخاص من أجل التمتع على قدم المساواة بالفن والحياة الثقافية على المستوى الوطني والجهوي والدولي، ووضع سياسات وبرامج على مستوى التكوين والبنيات التحتية لدعم الإبداعات الفنية لهذه الفئة.
من جانبه، أبرز مدير مكتب اليونسكو بالمنطقة المغاربية، إريك فالت، أن هذا المشروع الفني يعد مبادرة مشتركة تهدف إلى التكوين المشترك والاستثنائي من أجل الأشخاص ذوي الإعاقة، والذين يعدون فاعلين أساسيين في تحقيق هذا المشروع الطموح، عبر تجاربهم وخبراتهم لضمان نجاح هذه المبادرات الفنية.
وجدير بالإشارة أن هذا اللقاء شهد توقيع ميثاق مشترك تحت عنوان “معا من أجل الشمولية والإدماج الاجتماعي للأشخاص في وضعية إعاقة عن طريق الفن في المغرب”، بين وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، ومكتب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة بالمغرب، والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، والتحالف من أجل النهوض بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة، بهدف تحقيق الاندماج الاجتماعي والفني لهذه الفئة من المجتمع.