المجلس الوطني للصحافة يهين المرأة المغربية
فوزية طالوت المكناسي- مديرة النشر
تفاجأ المواطنون المغاربة الشرفاء، الغيورون على الهوية والثقافة المغربية، لنشر المجلس الوطني للصحافة لمنشور لدعم الصحافة الورقية منبثقا عن لجنة المنشاة الصحفية وتأهيل القطاع، لمنشور دعائي يحمل صورة لسيدة خليجية اختيرت من موقع صور خليجية تحمل الجريدة بين يديها، في اهانة واضحة للمرأة المغربية وضرب صارخ لهويتنا وثقافتنا المغربية المتجذرة في عمق التاريخ…
لعل اعضاء هاته اللجنة المنبثقة عن المجلس الوطني للصحافة، هم في الاصل صحفيون امتهنوا (او احترفوا حسب اختيار المجلس لماهية المهنية) مهنة الصحافة لعقود طويلة، ولعلهم الاكثر مطالبة من غيرهم لإعطاء الصورة الحقيقية عن المملكة المغربية الشريفة ذات الحضارات المتلاقحة بين الامازيغية والعربية والحسانية واليهودية، فهل مثل اختيارهم للصورة وللنص صورة مغرب الاختلاف والتنوع وصورة مغرب الحداثة والعراقة الذي ما فتأ صاحب الجلالة يسعى للرقي به؟ بالأكيد لا… كيف يقعون في هذا الخطأ الفادح وهم اولى بمعرفة وقع وأثر الصورة والكلمة على المتلقي؟ فهل يسمح بمثل هذا الخطأ الكبير من افراد لهم باع في الصحافة والاعلام؟ هل هو فعلا خطا غير مقصود أو عمل شنيع مبرمج له خلفيات ما؟
اذا كان الغرض هو اختيار سيدة ترتدي زيا تقليديا ، فالزي المغربي المتنوع هو رسالة بحد ذاته، رسالة اصالة وعراقة وتاريخ قديم بل اصبح رمزا لدور الازياء العالمية فلماذا نتركه ونختار زي دولة بعيدة عنا؟؟
مع العلم ان المرأة في المغرب وهي في عملها غالبا ما ترتدي زيا عصريا رسميا ، اضافة الى ان نساء المغرب يتفوقن ثقافة وعلما وعملا ، وعوض ان نكرمهن نهينهن وممن؟؟؟ من المجلس الذي يمثل الاعلام في المغرب ويحمل على عاتقه مسؤولة اخلاقيات المهنة والانضباط واحترام الهوية الوطنية؟
وعلى ذكر هذا المجلس الوطني للصحافة، تراودنا اسئلة كثيرة ونحن نرى الاخطاء المتكررة، ما هو دوره الفعلي، منذ بداية عمله وكل ما تكلف به هو اصدار بطاقة الصحافة وهو الامر الذي كان يقوم به موظف او موظفين من قبل بمقر وزارة الاتصال وبشكل اكثر انضباطا، فما هي ادواره الاخرى؟ وكيف يريد ان يكون صوتا لأخلاقيات المهنة وهو يهين طرفا مهما ومحوريا في المجتمع؟
اسئلة كثيرة تنتظر الاجابات…