خلال الحفل أقيم بأبوظبي، بالإمارات العربية المتحدة، توج الأستاذان المغربيان مصطفى جلال، وأمل أبو مسلم بجائزة محمد بن زايد لأفضل معلم في دورتها الرابعة، ضمن 15 معلما من مختلف الدول العالم تم تتويجهم بهذه الجائزة.
وفاز كل من مصطفى جلال من مديرية تارودانت (سوس ماسة)، وأمل أبو مسلم من مديرية الصخيرات تمارة (الرباط سلا القنيطرة) بهذه الجائزة، بعدما كان اسمهمها ضمن ثلاثة أسماء مغربية شاركت في آخر مرحلة من مراحل التقييم النهائي، الخاصة بالدورة الرابعة لجائزة محمد بن زايد لأفضل معلم، والتي تبلغ قيمتها المالية مليون درهم إماراتي، فضلا على قيمتها التربوية والرمزية.
وجاء تتويج المعلمين ال15 الفائزين بالجائزة لتقديمهم مبادرات ريادية تتعلق بتطوير التعليم، ومجتمع التعليم في مختلف المجالات، مثل الطاقة النظيفة، والاستدامة والميتافيرس، والتطبيقات الذكية التعليمية، ودعم ذوي الاحتياجات الخاصة والتعلُّم عن بعد.
وخلال حفل تكريم الفائزين، أكد وزير التربية والتعليم الاماراتي، أحمد بالهول الفلاسي، أن الجائزة التي شارك فيها 9546 معلما ،تحمل في مضمونها فكرا تربويا استثنائيا من خلال حرصها على تعزيز التنافسية الإيجابية بين المعلمين المتميِّزين والارتقاء بالأداء التعليمي الذي يواكب المتغيرات العالمية المتسارعة للنهوض بالتعليم على المستوى المحلي والعربي والعالمي، مشيرا إلى أن الجائزة تسهم في استشراف العمل التربوي وبناء أجيال قادرة على قيادة دفة المستقبل ومعالجة مختلف تحدياته.
بدوره، أكد الأمين العام لجائزة محمد بن زايد لأفضل معلّم، حمد الدرمكي أن هذه الجائزة تعزز الحراك التعليمي الفاعل، وتدعمه بالخطط والبرامج والمبادرات النوعية، للارتقاء بحركة التعليم محلياً وعالمياً، مضيفا ان الجائزة تهدف الى دعم طلبة العلم والاهتمام بالمتعلمين، وبناء قاعدة صلبة لتعليم نوعي.
هذا، ويتم تقييم الأساتذة المشاركين من حيث الإنجازات الفردية التي حققها المعلم ضمن خطة تشمل المبادرات والمشاريع والبرامج المميزة، وأثرها على أداء المدرسة بشكل عام، والطلبة على وجه الخصوص، وإسهاماته في تحسين مستويات الأداء والتّعلم لدى الطلبة بكل فئاتهم، والإشادات التي حصل عليها المعلم، والمبادرات التي يقدمها في مجال نشر ثقافة القراءة وأثرها على الطالب.
ويحدد قانون الجائزة خمسة معايير تتمثل في التميز في الإنجاز، والإبداع والابتكار، والتطوير والتعليم المستدام، والمواطنة الإيجابية والولاء والانتماء الوطني، والريادة المجتمعية والمهنية.
وفي تفاصيل المتوجين، ابتكرت المعلمة المغربية أمل أبو مسلم تقنيتها العلمية التي اختارت لها اسم “جدول الضرب الخارق”، وضمنتها في كتابها “شيفرة مبتكرة لحفظ جدول الضرب من مرة واحدة”، وهي تعد حسب مُبتكرتها، أسرع طريقة في العالم لحل مشكلة حفظ جدول الضرب، وتعتمد على الحكايات وسيلة تعليمية لتحقيق غاية جذب اهتمام الطفل، وتفعيل خياله عن طريق تحويل الأرقام إلى صور، ثم إلى حكايات.
ووفق توضيحات مصطفى جلال، فإن هذا التتويج يندرج ضمن مشروع يحمل عنوان “مبادرات ريادية واستثنائية غيّرت حياة الكثيرين!”، شارك فيها مصطفى جلال بمشروع “الإذاعة والتلفزة المدرسية”، وزميلته أمل أبو مسلم التي تقدمت بمشروع حول “قاعة استكشاف المهن بوابة لتنمية المهارات الحياتية والوطنية والرفع من جودة المدرسة”.
يشار إلى أن لقب الجائزة في دورتها الرابعة نافس على الظفر بها معلمون ينتمون لدول الإمارات العربية المتحدة، والأردن، والبحرين، والعراق، والكويت، والمملكة العربية السعودية، وتونس، وسوريا، والمغرب وغيرهم.
وجدير بالذكر أن جائزة “محمد بن زايد لأفضل معلّم” تعكس فلسفة تربوية حديثة تتحد في مضمونها وأهدافها مع رؤية واضحة وعميقة، كما تعكس اهتمامًا كبيرًا ومتناميا من قبل القيادة الرشيدة في إكساب التعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة خاصة، وفي الدول المشاركة عامة الزخم المطلوب، بما يحقق تطلعات تلك الدول في إثراء العملية التعليمية عبر إحداث قفزات استثنائية في مساراتها بما يساهم في تحقيق توجهاتها نحو نهضة تنموية شمولية، يشكل التعليم عمودها الفقري، وركيزة نحو انطلاقات هائلة في كل مناحي الحياة ومجالاتها.