المرحلة الثالثة من المبادرة أحدثت نقلة نوعية ملموسة في مجال التنمية البشرية
بمناسبة الاحتفاء بالذكرى 18 لإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، أكد الوالي المنسق الوطني للمبادرة، محمد الدردوري، الخميس بالناظور، أن المرحلة الثالثة من المبادرة أحدثت نقلة نوعية ملموسة في مجال التنمية البشرية بالمغرب، عبر نهج مقاربة جديدة وإرادية تعير اهتماما بالغا ومتزايدا للرأسمال البشري.
وأشار الدردوري إلى أن المرحلة الثالثة للمبادرة تركز على الجوانب اللامادية للرأسمال البشري مع تحصين مكتسبات المرحلتين السابقتين، في توافق تام مع فلسفة هذا الورش الملكي الذي يضع الإنسان في صلب انشغالاته.
ووفق المنسق الوطني للمبادرة،، تم العمل خلال هذه المرحلة، على تعزيز وتقوية تموقع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية داخل المشهد المؤسساتي الوطني، مبرزا أنها تبوأت مكانة ” اعتبارية متقدمة ومرموقة” خولت لها الاضطلاع بأدوار طلائعية وسباقة في مجالي الهندسة الاجتماعية وبلورة سياسات التنمية البشرية.
وأوضح اللدردوري أن هذا الزخم أفضى إلى إبرام شراكات استراتيجية مع مجموعة من القطاعات الوزارية والهيئات الدولية، من أجل تنزيل منظومة جديدة للصحة الجماعاتية، والإسهام في تعميم تعليم أولي مجاني وذي جودة بالوسط القروي، وتجريب عدة حلول فعالة وواعدة في مجال تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب.
وفي نفس الإطار، سجل أن المبادرة قامت ببلورة ونهج أساليب جديدة ومبتكرة من قبيل إرساء منظومة للحكامة تغطي كافة المستويات الإدارية للمملكة، وتفويض إنجاز المشاريع عبر الاستعانة بالجمعيات والمنظمات غير الحكومية ذات المصداقية، فضلا عن منظومة حديثة ومتطورة للتتبع والتقييم.
وخلص إلى التذكير بأن هذا الورش جاء، منذ إطلاقه، بمبادئ جديدة تعتبر إجابة شافية لإشكالات الفقر والإقصاء الاجتماعي والهشاشة بالمغرب، معتبرا أن الأمر يتعلق بـثورة حقيقية لمعالجة المعضلة الاجتماعية ببلادنا بكل جرأة وشجاعة.
من جهته، أكد مدير قطب مواكبة تفعيل البرامج بالمسنقية الوطنية للتنمية البشرية، سعيد زيان، أن المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية كرست تحولات هيكلية على أربع مستويات، تتمثل في التركيز على الرأسمال البشري، ونهج مقاربة تشاركية، والتدبير المبني على النتائج، والحكامة المتجددة.
وأوضح زيان أن المرحلة الثالثة انتقلت من إنجاز البنيات إلى الاهتمام بالفرد، من خلال الاستثمار في الإنسان منذ الطفولة المبكرة، وتنهج مقاربة تشاركية أساسها التدبير المفوض لفائدة الشركاء، من أجل تعزيز جودة الخدمات المقدمة.
لفت المسؤول بالمسنقية الوطنية للتنمية البشرية إلى أن المبادرة الوطنية أحدثت تغيرات سلوكية ومنهجية وتنظيمية مكنتها من التموقع ضمن قائمة الممارسات الفضلى على المستوى الدولي.
وفي معرض تناوله لحصيلة المرحلة الثالثة، ذكر بأنه تم إنجاز أكثر من 25 ألفا و500 مشروع ومبادرة، بتكلفة إجمالية تجاوزت 10.5 مليار درهم، موضحا أن هذه المشاريع استهدفت النهوض بصحة الأم والطفل، ودعم التعليم، وإدماج الشباب، وتدارك الخصاص على مستوى البنيات التحتية والخدمات الاجتماعية، فضلا عن دعم الأشخاص في وضعية هشاشة.
ولدى تطرقه لأهم تحديات السنة الأخيرة، شدد السيد زيان على ضرورة تسريع وتيرة التنفيذ، من خلال برمجة المشاريع المندرجة في إطار البرامج المتعددة السنوات للمبادرات الوطنية للتنمية البشرية برسم سنة 2023 وفق الآجال المحددة، وكذا تحسين الأداء سواء على مستوى تنفيذ المشاريع أو الانجاز المالي، إلى جانب تحقيق استدامة المشاريع.
ويشكل تخليد الذكرى الـ18 لإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، الذي يتزامن مع آخر سنة من تنزيل المرحلة الثالثة، فرصة للوقوف على مدى التقدم المحرز في الإنجازات، ولتسليط الضوء على تحدي تثمين الرأسمال البشري الوطني الذي ترفعه منظومة المبادرة الوطنية، التي تضم أزيد من 16 ألف عضو يمثلون المنتخبين، والنسيج الجمعوي، والإدارة العمومية، وغيرهم.