خديجة المرضي: ميدالية ذهبية للمغرب

- Advertisement -

        الملاكمة المغربية التي أصبحت غنية عن التعريف محليا وعالميا، أدخلت الملاكمة المغربية النسوية إلى تاريخ الملاكمة العالمية عبر اعتلائها لمنصات التتويج في محافل دولية. فقد تمكنت ابنة محاميد الغزلان بزاكورة، والأم لثلاثة طفلات، البالغة من العمر 31 سنة، من تحقيق نتائج مشرفة في سن مبكر، وأعطت نموذجا للمرأة المغربية المثابرة والطموحة التي تتحدى كل العوائق.

        ومنذ صغرها، عشقت خديجة المرضي التحديات، وأحبت لعب دور البطولة، وألفت صعود منصات التتويج، فأهدت المغرب أول فضية في تاريخه خلال مشاركتها ببطولة العالم، حينما احتلت المركز الثاني في وزن أكثر من 81 كلغ، بعدما تفوقت عليها صاحبة الأرض التركية ديمير سينور في المباراة النهائية ببطولة العالم للملاكمة التي أقيمت شهر ماي من عام 2022 في تركيا.

        ولأن خديجة المرضي لا تكل ولا تمل من مواجهة التحديات، فهي لا تزال تتدرب بكل قوة، حتى لا تكون فضية وبرونزية بطولة وحدهما من يزين خزانة ألقابها.

        وما فتئت بطلتنا تعطي الإشارات على أنها امرأة حديدية وبطلة من طينة خاصة، حيث وبعد انقطاعها عن ممارسة الفن النبيل لمدة سنتين، بسبب الولادة والتزامات تربية طفلتها الثانية، عادت واستأنفت تداريبها وحققت برونزية كأس العالم بروسيا 2019.

        ومن أجل تحقيق حلمها، دخلت خديجة المرضي في معسكر شبه مغلق، تخللته تداريب شاقة مكنتها من فقدان حوالي 33 كيلوغراما في فترة وجيزة، لتعلن بذلك عودتها بقوة لحلبات الملاكمة لصناعة تاريخ جديد.

خديجة المرضي
احتفلت المغربية الحائزة على الميدالية الذهبية خديجة المرضي (ثاني يسار) خلال حفل التتويج لموسم الملاكمة للسيدات (69-75 كجم) لدورة الألعاب الأولمبية ريو 2016 ، البرازيل ، في 6 ديسمبر 2015

        ولا تحتوي خزانة البطلة المغربية على الفضة والبرونز فقط، بل مرصعة بالذهب الإفريقي، الذي حصدت ميداليته خلال الألعاب الافريقية التي أقيمت بالمغرب سنة 2019.

        كما تمكنت البطلة المغربية من اعتلاء بوديوم البطولة الإفريقية بعد انتزاعها لذهبية دورة مابوتو سنة 2022 بالموزمبيق، عن جدارة واستحقاق بعدما تغلبت بالضربة القاضية على الملاكمة الكينية إليزابيت أندييكو أديامبو.

        وتشارك خديجة المرضي بكأس محمد السادس الدولية في النسخة المقامة حاليا بمراكش للمرة الثانية تواليا، وعينها على الدفاع عن لقبها للمرة الثانية، حيث كانت قد أحرزت اللقب في آخر دورة سنة 2014، وهي نسخة تربط بها ذكرى سيئة رغم إحرازها اللقب حيث توفيت والدتها وهي تشجعها في نصف نهائي الكأس بقاعة بنشقرون، لكنها أكملت البطولة وأهدت فوزها بالذهبية لروح أمها.

        و بالإضافة لتتويجها بمداليات في بطولة العالم والبطولة الافريقية والألعاب الافريقية، حصدت خديجة المرضي ألقابا محلية أيضا، حيث توجت بلقب بطولة المغرب في أربع مناسبات عن وزن 75 كلغ، ومثلت المغرب في أولمبياد طوكيو، وتعتبر ثالث بطلة إفريقية وثاني عربية تفوز بميدالية عن وزن 81 كلغ في بطولة العالم.