شهادات
خديجة التي تبلغ من العمر 16 سنة، أصبحت أُمّاً بعد أن غُرِّرَ بها من طرف صديق لها في الدراسة. اضطُرَّت إلى التوقف عن دراستها، حاولت خديجة مليّاً أن تتخلص من حملها، لكنها لم تتوفق في ذلك رغم العقاقير والأعشاب التي تناولتها، فأنجبت طفلة بريئة. ولسوء الحظ، ونتيجة لما كانت تتناوله من عقاقير وأعشاب أثر على صحة الجنين. طفلة معاقة جسديا، وأمٌّ عازبة، ومستوى ثقافي بسيط، وأسرة فقيرة خائفة من تلطيخ عرضها بالعار والفضيحة. ..أيام صعبة في انتظارها ومستقبل لا يعلمه لا الله.
أمينة ذات 18 ربيعاً، أمٌّ لطفلة. منذ أزيد من سنة ونصف وهي تتسكع بطفلتها في شوارع الدار البيضاء، بعد أن غادرت قريتها خوفا من الخزي والعار، لا لشيئ إلا لأنها أنجبت بعد تعرضها للاغتصاب في الحقل المجاور. سألتها عن مكان إقامتها؛ ردت أنها تنام وطفلتها قرب محط القطار، تعيش وتقتات من دراهم المحسنين، ولا يمكنها البحث عن عمل في الوقت الراهن، لأنها لن تجد من يعتني بطفلتها في غيابها، فهي لا ولن تتخلى عن طفلتها رغم الظروف الصعبة. أمينة تترقب وتنتظر إلى ان تبلغابنتها سنتين من عمرها، ومن تم تبحث عن عمل.
فاطمة أمٌّ لأربعة أطفال، لا تدري كيف أصبحت تعيلهم بعد أن غادرها زوجها السكير الذي لم يلعب أي دور في تأسيس هاته الأسرة سوى أنه جعلها تنجب أربعة صبيان … تبيع الرغيف لكي تعيل أطفالها الأربعة. لم تكن لها دراية أو معرفة مسبقة بوسائل منع الحمل، ولو عرفت ذلك لم تكن لتحمل. تنظر إلي وتقول لي: هل وسائل منع الحمل ليست حرام؟ هل صحيح أن كل إنسان يخلق برزقه؟ أجيب؛ نعم كل إنسان يخلق برزقه لكن الله متعنا بنعمة العقل لكي نفكر به ولكي لا نلقي بأنفسنا إلى التهلكة. نظرت إليَّ وعيناها مليئتان بالدموع وقالت: لم أكن أعلم …. هن كثيرات مثلها لا يَعلَمْنَ، لأنه ببساطة لا أحد أخذ بادرة شرح معنى الصحة الإنجابية للمرأة لهن
عائشة أجبرت على الزواج من ابن عمها وهي ماتزال طفلة في سن التاسعة من عمرها، وزوجها يفوقها بعشرين سنة، ولأن العائلة والثقافة تتوقع منها أن تنجب وأن تلبي طلبات زوجها ولو بالعنف، أصبحت حاملا في 13 من عمرها، لم تكن أبدًا على استعداد للحمل عاطفياً وجسدياً. أنجبت طفلها الأول والثاني والثالث. الآن وهي في سن الـ 18، باتت تشتكي من مرض فقر الدم والخصاص من فيتامين “د” الذي تنجم عنه هشاشة العظام والأسنان. اليوم، زوجها لا يكلمها ولا يعتبر وجودها… دائما ما يدخل إلى البيت متأخرا.
شهادات