قيادة السيارات… الطريق مازالت طويلة وشاقة أمام السعوديات

- Advertisement -

قيادة السيارات السعوديات

حتى 24 من يونيو 2018، لم يكن مسموحا للنساء بقيادة السيارات في المملكة السعودية، بعدما اعتبر رجال دين متشددون على مدى عقود أن السماح بقيادة المرأة للسيارة سيؤدي إلى الاختلاط بين الجنسين.

وباعتباره البلد الوحيد في العالم الذي كانت تُمنع فيه النساء من قيادة السيارة، حظي قرار السماح لها بالقيادة قبل خمسة أعوام  بمتابعة خاصة من جميع الجوانب، في خطوة إصلاحية تاريخية فتحت أبواب المملكة المحافظة على مرحلة جديدة من المرونة الاجتماعية بعد عقود من التشدد.

وشكّل رفع حظر قيادة السيارات للنساء في المملكة آنذاك خطوة مهّمة جذبت أنظار العالم إلى الإصلاحات الكبيرة التي أحدثها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. فهل يعتبر ذلك كافيا؟

في سياق ذلك، صارت جوهرة الوابلي، قبل خمس سنوات، من أوائل النساء اللواتي قدنَ سيارة في السعودية، في خطوة جاءت في سياق حملة إصلاحات في المملكة المحافظة ولكن بعض الناشطات يعتبرنها غير كافية.

وفي تصريح لها، أوضحت الوابلي أنها اتخذت قرار القيادة في أول دقيقة من السماح للنساء بذلك عام 2018.

وفور رفع آخر حظر مفروض في العالم على قيادة المرأة للسيارة، تستذكر الوابلي أنها قدّمت دروسًا مجانية لسعوديات على مدى عامين، قبل أن تنتشر مكاتب تعليم القيادة في المملكة التي تفتقر إلى شبكات النقل المشترك.

وتقول في هذا الصدد، “أخذتُ زمام المبادرة بأن أعلّم وأدرب السيدات والفتيات القيادة وبالمجان لأن هذه رسالة لتمكين المرأة من المواصلات”.

وتؤكد الوابلي أن هذا الأمر ليس سوى نموذج واحد عن التقدم الذي أحرزته المملكة في مجال حقوق النساء في السنوات الأخيرة. فمذاك أصبحت المرأة السعودية سفيرة، وكيلة وزارة، مديرة عامة، (تتولى مناصب) بمجالس إدارات البنوك، أصبحت ترأس جامعات”، حتى أنها أصبحت رائدة فضاء، في إشارة إلى ريانة برناوي وهي أول امرأة عربية تشارك في مهمة إلى محطة الفضاء الدولية في ماي الماضي.

ومع تراجع دور هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي كانت بمثابة شرطة دينية واسعة النفوذ، والسماح بالاختلاط في المناسبات العامة ورفع إلزامية ارتداء العباءة التقليدية في الشارع، يعطي المجتمع السعودي انطباعًا بأنه تغيّر بالفعل، إلاَّ أنّ ناشطات حقوقيّات يقطنَّ في الخارج، يشككنَ في مدى عمق الإصلاحات، وينددنَ بالقمع الذي ما زالت تتعرض له بعض النساء.

وفي هذا السياق، تشير لينا الهذلول، رئيسة قسم التواصل في مؤسسة “القسط” لحقوق الإنسان ومقرها لندن، إلى أن عدد النساء يزداد في السجون، سواء بسبب عدم ارتداء العباءة أو بسبب الرقص في الأماكن العامة أو لنشر تغريدات تتضمن آراءهنّ، مهما كان الموضوع، حتى عن البطالة”. قيادة السيارات السعوديات

وتؤكد أنه بالفعل هناك تغييرات اجتماعية”لكن السعوديات لا يزلن في حالة خوف دائم لأن الناس لا يعرفون ما يحصل فعلًا، أو ما إذا كان مسموحًا لهم القيام بأمر ما أم لا.

وترى المحللة السعودية نجاح العتيبي، أنه بعد قرار السماح للنساء بالقيادة، رأينا أن كل السياسات التي تلت ذلك شكّلت تحديًا لدور المرأة التقليدي في المجتمع السعودي الذي أعطاها دورًا واحدًا تلعبه هو تربية الأطفال.

أما الناشطة السعودية هالة الدوسري ، فتعتبر أن “لا شيء تغيّر” في العائلات المحافظة التي ما زالت النساء فيها تحت رحمة ولي الأمر الذكر، مضيفة أن كثيرات ما زلنَ ضحايا قمع الدولة أو عائلاتهنّ.

تقول سوسان السيقلي، الباحثة المشاركة في معهد دول الخليج العربية ومقرّه واشنطن، إن “كلّ هذه الإصلاحات هي تغييرات في النصوص القانونية … لكنّ هذا لا يعني بالضرورة أنها إصلاحات يتمّ تطبيقها في الواقع العملي”.