مشروع “الوصول إلى تعليم ذي جودة للأطفال في وضعية إعاقة”
اختتمت مؤسسة الطاهر السبتي رسميا، أمس الأربعاء، مشروعها الطموح “الوصول إلى تعليم ذو جودة للأطفال في وضعية إعاقة”.
وتم، خلال ندوة صحفية، تقديم نتائج المشروع، الذي انطلق في 19 أكتوبر 2023 بدعم من سفارة جمهورية بلغاريا بالمملكة المغربية، واختتم بعد سنة من الأنشطة الغنية والملهمة.
وهدفت هذه الأنشطة إلى تعزيز الدمج المدرسي والتفاعل الاجتماعي للأطفال في وضعية إعاقة من خلال برنامج تربوي علاجي قائم على نظريات مثبتة علميا.
مشروع بنتائج ملموسة
حقق المشروع نتائج مهمة في مجال التكوين والتوعية، ودعم الأطفال، والمهنيين المعنيين.
التكوين والتوعية
نُظمت، طوال مدة المشروع، لقاءات لتكوين وتوعية أكثر من 150 مشارك ومشاركة، بمن فيهم المهنيين بالمركز الطبي النفسي الاجتماعي للطاهر السبتي.
بالإضافة إلى المعلمين والمعلمات، وطالبات شعبة مهن التدريس، ومرافقات الحياة المدرسية، وأولياء الأمور.
وأدت هذه اللقاءات إلى تبادل مثمر، وساهمت خلاصاتها في إعداد دلائل عملية ستشكل مرجعية لأولياء الأمور في فهم الإعاقة، وللمؤسسات التعليمية الأخرى التي تسعى لاعتماد نهج دامج، باعتبارها أدوات للممارسات الفضلى في مجال المرافقة من زوايا متعددة.
الورشات التربوية والعلاجية
نظم المشروع أيضًا ورشات أسبوعية لـفائدة 30 طفلا في وضعية إعاقة، مع إدماجهم مع باقي الأطفال، بهدف تطوير استقلاليتهم ومهاراتهم الاجتماعية وتعزيز رفاههم العام.
وتم توزيع هذه الورشات حول أربعة محاور رئيسية، كل منها يساهم في تلبية احتياجات الأطفال الخاصة وتعزيز تطورهم. وقد بلغ عدد الورشات 71 ورشة موزعة حول ورشات البستنة واكتشاف الطبيعة.
فضلا عن ورشات الطهي، وورشات الفن والثقافة، التي جعلت من المناسبات الوطنية والدولية فرصة للتثقيف والتعرف على خصوصيات المناسبة وسياقاتها.
كما أضيفت ورشات الاستقلالية والتربية الموسيقية للإحاطة بكل الجوانب المهمة للتطور الطفل.
علاوة على الأنشطة الرياضية المكيفة التي تعد فرصة للأطفال للتنسيق بين الحركة الجسدية والحسية.
إعداد الأدلة العملية
وتمثلت أهم إنجازات هذا المشروع في إعداد ثلاثة أدلة عملية- توعوية، تمت صياغتها لضمان استمرارية الممارسات الجيدة وتسهيل نشرها في المؤسسات التعليمية الأخرى، ولتكون سندا في المرافعة من أجل حق التمدرس للأطفال في وضعية إعاقة.
ويوفر هذا الدليل نظرة شاملة على مختلف أنواع الإعاقة، ويسلط الضوء على الإطار القانوني والاستراتيجيات المغربية في هذا المجال، كما يبرز الاتفاقيات الدولية التي صادق عليها المغرب، وأدرج بعض العناوين للجمعيات والمراكز المهتمة بالإعاقة والتعليم لتسهيل الوصول للمعلومة.
الأثر الملموس
وساهم هذا المشروع بشكل كبير في تعزيز الدمج المدرسي والاجتماعي للأطفال. ومن خلال تكوين المهنيين وأولياء الأمور، وتنظيم ورشات ملائمة، وإعداد أدوات عملية، ساعد المشروع في تعزيز استقلالية الأطفال وزيادة الوعي بأهمية التعليم الشامل في المجتمع.
وحري بالإشارة أن المشروع اختتم رسميا، في 23 أكتوبر 2024، خلال لقاء صحافي سلط فيه الضوء على النتائج المحققة وآفاق المستقبل.
وشكل هذا الحدث نقطة تحول جديدة في الالتزام بتعليم دامج وشامل في المغرب، ويحمل رسالة قوية لاستمرار هذه الجهود من خلال مبادرات مشابهة في المستقبل.