سجلت منظمة الأمم المتحدة، السامية لحقوق الإنسان مؤخرا، في بيان لها، أن مكافحة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية باتت مهددة بفعل إرسال الفتيات اللواتي يُراد إخضاعهنّ لهذه الممارسة إلى بلدان لا تحظرها، مشددة على ضرورة تحرك المجتمع الدولي.
وأشارت مفوضيّة الأمم المتّحدة السامية لحقوق الإنسان، إلى أن هذه الممارسة مازالت مستمرة في جميع أنحاء العالم، على الرغم من أن دولاً كثيرة تكثف جهودها للقضاء على تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، عازية ذلك إلى “الطبيعة السرية” لهذه التنقلات عبر الحدود التي تتحايل على الحظر.
واستنادا إلى تقرير أرسلته المفوضية إلى وسائل الإعلام، أواسط هذا الشهر، فإن هذه الظاهرة، التي يصعب قياسها، تؤثر بشكل خاص على الفتيات اللواتي يعشن في أوروبا أو الولايات المتحدة، غالباً خلال العطلات المدرسية، لكن مناطق أخرى تتأثر بها.
وأفادت المنظمة في تقريرها الذي يشير إلى أن غالبية البلدان في القارة “تجرّم هذه الممارسة بالتحديد”، أن اختلاف التشريعات بين البلدان الإفريقية هو أحد العوامل المشجعة على هذه الممارسة، على الرغم من أن تشويه الأعضاء التناسلية للإناث عبر الحدود” ظاهرة موجودة منذ زمن بعيد.
وفي هذا الصدد، أعلن مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك في البيان أن “تشويه الأعضاء التناسلية للإناث جزء من سلسلة متواصلة من العنف القائم على النوع الاجتماعي ولا مكان له في عالم يحترم حقوق الإنسان”.
ودعا تورك الدول إلى “ضمان اعتماد نهج عالمي منسق” لمعالجة أسباب هذه الممارسة وعواقبها، “لاسيما من خلال مواءمة أطرها القانونية والسياسية (…) إذا كانت تريد حقاً احترام التزامها بوضع حد لهذه الممارسة الضارة في كل مكان”.
كما دعا تورك البلدان إلى تعزيز جمع البيانات، رغم تأكيده أن الطبيعة السرية لهذه التحركات تجعل من الصعب قياسها كمّياً. ويُسجَّل نقص في الإحصائيات بشكل خاص في الشرق الأوسط وآسيا.
هذا، وأورد تقرير المنظمة أن الفتيات ينقلن في بعض الحالات إلى بلدان تشكّل ما يشبه “مراكز عابرة للحدود الوطنية لتشويه الأعضاء التناسلية للإناث”
ووفق صندوق الأمم المتحدة للسكان، فإن أكثر من 200 مليون فتاة وامرأة على قيد الحياة اليوم تعرّضن للختان. وفي عام 2024، تشير التقديرات إلى أن 4,3 ملايين فتاة يواجهن احتمال التعرّض لهذه الممارسة، لافتا إلى أن هناك 600 ألف امرأة في الاتحاد الأوروبي خضعن لتشويه أعضائهن التناسلية، كما تتعرض 190 ألف فتاة صغيرة لهذا الخطر.
وأكدت المفوضية السامية أنه في حال استمرت هذه الممارسة بالمعدّل الحالي فمن المقدر أن يبلغ عدد الفتيات اللواتي يخضعن لتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية بين عامي 2015 و2030، إلى 68 مليونا.